نقص التجهيزات والمواد الاولية والمطالبة ببعث شعب جديدة تتماشى ومتطلبات العصر ومساعدة المتخرجات على الانتصاب للحساب الخاص, هي أهم مطالب المشرفين على مركز الفتاة الريفية بمعتمدية السرس حيث اعتبروا أن التأهيل بهذا المركز فقد قيمته. دليلة مقدم (مكونة خياطة) ترى أن تداعي البناية ونقص التجهيزات والمواد الأولية للقيام بالأشغال التطبيقية زيادة على غياب كلي لحصص للمراوحة بين التعليم والترفيه لم تعد من المطالب الجوهرية للمكونين والمكونات بالمركز بل المشكل أصبح أعمق من ذلك, فالتكوين المقدم للفتاة الريفية لم يعد يتماشى وعقليتها. هذه العقلية التي أثرت عليها مظاهر الحياة العصرية مما جعلها تحلم بأفاق تكوين أخرى عوض الاهتمام بالتطريز والنسيج وصناعة الحلي التقليدي . وذكرت أنها لاحظت ذلك أثناء قيامها بالحملات التحسيسية من أجل استقطاب الفتيات إلى المركز . وهي تطالب الوكالة التونسية للتكوين المهني أن تعيد النظر بكل جدية في مركز «الفتاة الريفية « وذلك ببعث شعب جديدة تتماشى وطبيعة العصر . كما أضافت بان آلات الخياطة هناك تقليدية جدا ولا تتماشى ومتطلبات سوق الشغل. أما بسمة بلقاسم ( المسؤولة عن التأهيل لبعث المشاريع ) فقد اكدت أن التأهيل بالمركز فقد قيمته العملية والفعلية بسبب غياب شبه كلي من السلط المسؤولة على مساعدة المتخرجات من المركز على الانتصاب للحساب الخاص بالإضافة الى أن تعويض «شهادة تكوين» إلى «شهادة مهارة» أو «شهادة الكفاءة المهنية» قد سبب عزوف الفتيات عن الالتحاق بهذا المركز, وهي تطالب برد الاعتبار إليه وذلك بإعادة هيكلته وتعصيره وبعث اختصاصات تتلاءم وطبيعة سوق الشغل. حنان مغيربي (مفوض ميزانية) تضيف: هناك نقص فادح للمتكونات مضيفة أن المركز همش في العهد السابق وهي تطالب الوكالة برد الاعتبار إليه. ومن جهته أعرب السيد الأسعد البوليفي (مدير المركز) عن قلقه من لامبالاة السلط المعنية بالوضع الكارثي الذي وصل إليه المركز. إذ أصبح يشكو من عدم إقبال المتكونات رغم مجانية التكوين والإقامة التي يتمتعن بها . معتبرا أن فكرة «الفتاة الريفية أصبحت غير موجودة» وهي على حد قوله: «أصبحت خارج التاريخ» كما ان هشاشة البرامج وعدم تماشيها مع المحيط الذي يفتقر بدوره إلى مؤسسات صناعية تستوعب الفتاة الريفية كعاملة مختصة في الخياطة والنسيج. مطالبا السلط المسؤولة بإعادة النظر في مستقبل هذا المركز وتحويله إلى مركز تكوين مهني ينفتح على جميع الشرائح العمرية والاجتماعية ويشع على الجهة عبر تفاعله مع سوق الشغل.