شد الرحال الى العراق للنهل من منابع العلم بعد ما استحال عليه الامر في بلده آنذاك وتحصل على شهادة الاستاذية دون أن يعلم أن مجرد ذهابه الى العراق كفيل بتصنيفه ضمن المعارضين للنظام في تلك الفترة. انه مختار عيدودي الذي سدت في وجهه جميع الابواب فالتجأ الى الشروق علها تبلغ صوته.
«مختار بن محرز عيدودي» العمر 47 سنة أصيل مدينة تالة متخرج سنة 1995 اختصاص جغرافيا من جامعة البصرة بالعراق هذا الأستاذ عاش الغربة والحرمان من أجل شهادة علمية تحصّل عليها وكلّه أمل في العودة إلى وطنه لممارسة حقه في العمل، عاد سنة 1995 إلى مسقط رأسه مدينة تالة وبدأ رحلة البحث عن معادلة شهادته.
وبعد أتعاب كبيرة دامت سنتين أمكن له ذلك ثم بدأت آماله تكبر في الحصول على عمل لكنه صدم بالإقصاء بدعوى أنّه بعثي وبالتالي وقع تصنيفه كمعارض وكلّ ذنبه أنّه درس بالعراق وتوالت المصاعب وأضحى عالة على عائلته في حين كان يفترض أن يكون هو عائلها. التجأ إلى العمل في حضائر البناء حتى يكسب قوت يومه، وبدأ العمر يتقدم بمختار وطبيعي جدا أن يفكر في امتلاك نصف دينه، صنع من الضعف قوّة وتزوج في بداية عقده الرّابع بعد ذلك ازدادت المتاعب حيث تضاعفت احتياجاته خاصة مع قدوم ابنيه تباعا: الأول عمره الآن 6 سنوات والثاني يبلغ سنتين من العمر وظلّ يطارد حلما صعب المنال في النظام السّابق حيث عاش على وقع الإقصاء المرّ من جراء تصنيفه كمعارض بدون حجج ومؤيدات صحيحة وجاءت الثورة، واستبشر مختار بالمسحة الجديدة من الحرّية والديمقراطيّة التي أصبحت تعيشها بلادنا واستعاد حلمه في الظفر بعمل سواء كأستاذ أو كمعلّم لكنه صدم مرة أخرى بقانون تجاوز السن القانونية وتقدم هو وأمثاله بشكايات إلى الحكومة عن طريق عدة منظمات حقوقية ووقع إنصافهم بالتمديد في السن القانونية للانتداب إلى 50 سنة. وبدأ صاحبنا يشارك في المناظرات على أمل أن تفتح في وجهه الأبواب ويحصل على عمل يسد به رمقه وعائلته لكن ملفه رفض بدعوى عدم تضمن الوثيقة العلمية الأصلية وقد كان هو تقدم بوثيقة المعادلة، فقام باعتراض على نتيجة المناظرة وتقدم من جديد إلى مناظرة المعلمين لكن حظه العاثر خانه مرة أخرى حيث تم رفض ملفه وظل يعاني الخصاصة والحرمان: خصاصة في معيشته هو وعائلته حيث لم يعد يقوى على توفير ضروريات الحياة وبذلك فهو يشعر بغصة في حلقه ورؤية فلذات أكباده وقد حرموا من الاحتفال ببهجة العيد وهو يوجه صرخة إلى المسؤولين للنظر في وضعيته وهو لا يطلب سوى عمل يقتات منه وقد اتصل بالسيد معتمد تالة الذي وعده بإبلاغ صوته إلى الجهات المعنية في محاولة لتدارك ما ضاع منه من حقوق وبالتالي انتشال عائلة من الضياع.