«السقي» هي منطقة فلاحية تشكو من قلة الاهتمام والتنمية بالرغم من وجود أراض فلاحية شاسعة يمكن استغلالها في انتاج جميع المنتوجات الفلاحية ذات الجودة العالية. ولكن وبحكم هيمنة النشاط الصناعي على جهة المظيلة واستخراج الفسفاط فقد تم اهمال برامج التنمية الفلاحية ذات جودة عالية واستصلاح الاراضي الزراعية الشاسعة التي بإمكانها أن توفر جانب كبير من حاجيات البلاد من المنتوجات الفلاحية ولكن بشرط توفر ارادة سياسية للنهوض بهذه المنطقة اضافة إلى ضرورة التفكير في مستقبل المنطقة لعصر ما بعد الفسفاط. منطقة «السقي» تبعد ما يقارب 30 كلم عن منطقة المظيلة وتحتل موقعا استراتيجيا بحكم قربها من أقرب ميناء بحري في جهة قابس كذلك قربها من مطار توزرنفطة الدولي مما يسهل عملية التصدير وبالتالي فإن مشكل النقل غير مطروح ولمزيد تشخيص الوضع الفلاحي لهذه المنطقة اتصلت «الشروق» بالسيد منصف مقدمي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين الذي أكد لنا أن مشاريع التنمية السابقة لم تكن جدية بل اقتصرت على منح قروض صغيرة من أجل اسكات الفلاحين في حين أنه كان من الأجدر الاهتمام بإحداث طريق معبدة تربط منطقة «السقي» بمركز المعتمدية كذلك فتح طريق على جهة ڤابس شرقا وتوزر غربا من أجل تنمية المنطقة ولكن الاهم حسب رأيه بالنسبة إلى منطقة فلاحية هو توفير الماء الصالح للشراب و للري من خلال حفر آبار عميقة وهذا ما لم يتم إلى حد الآن وقد أجمع أغلبية الفلاحين ومتساكني هذه المنطقة على ضرورة ايجاد حل لهذا المشكل الذي يهدد وجودهم بهذه المنطقة اضافة إلى الخسائر التي يسببها نقص الماء في قطاع تربية الماشية الذي عرف تراجعا ملحوظا. كما أكد لنا السيد الزيتوني يحياوي (فلاح) أن ارتفاع أسعار العلف أضر كثيرا بهذا القطاع زيادة على ما تتطلبه تربية الماشية من عناية بيطرية كشراء الادوية التي ارتفعت أسعارها بدورها. وقد أجمع العديد من الفلاحين القاطنين بمنطقة «السقي» إلى ضرورة انجاز العديد من المشاريع التي من شأنها أن تحسن مستوى العيش كربط المنطقة بشبكة الكهرباء والتنوير واحداث وحدة صحية لرعاية الام والطفل وتحسين بقية المرافق الاساسية كالمدرسة الريفية ب«السقي». ويرى الجميع ضرورة الاستماع إلى آرائهم ومشاغلهم قبل وضع أي تصورات تنموية قد لا تأخذ بعين الاعتبار حاجيات الاهالي الحقيقية.