علمت «الشروق» أنّ ملف تركيبة الحكومة كان من بين ابرز النقاط والمسائل الّتي خاض فيها الاجتماع الأخير لتنسيقيّة الترويكا، وقد تباينت أراء ممثلي النهضة والمؤتمر والتكتّل لا فقط حول الأسماء المرشحة للمغادرة أو الالتحاق بل أيضا حول صيغة هذا التعديل والصورة التي سيتمّ تقديمها للرأي العام. وكان هذا الاجتماع لافتا للانتباه بالنظر إلى طبيعة من شارك فيه من قيادات الأحزاب الثلاثة وما يتوقّع بخصوص المآلات الممكنة بين أطراف الترويكا نفسها. وفي انتظار أن يُنهي فريق العمل الّذي تمّ تشكيله للتباحث حول رؤية موحّدة للتعديل الوزاري المرتقب ، تقدّم «الشروق» هذه القراءة والمتابعة التي تتضمّن رأي أحد أطراف الترويكا الحاكمة والتذكير بموقف المعارضة بخصوص هذا الموضوع وجردا في أسماء بعض أعضاء الحكومة الحالية الّذين فشلوا في إدارة ملفات قطاعاتهم بحسب ما تمّت ملاحظته من أداء أو تعثّر وتباطؤ ومظاهر للعجز والفشل.
الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر ل«الشروق» : متحفّظون على أداء بعض الوزراء
نفى الهادي بن عبّاس الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة في تصريح أدلى به ل«الشروق» صباح أمس تشكيل الائتلاف الحاكم لفريق عمل خاص سينظر في التحوير الوزاري.
هذا الخبر الذي أوردته احد المواقع الاخباريّة على النات (موقع تونسي) ذكر أنّ اجتماع تنسيقيّة الترويكا الذي انعقد يوم الخميس الماضي أفرز توصية بتشكيل فريق عمل لبحث ترتيبات التحوير الوزاري المنتظر وهو الامر الذي نفاه بن عبّاس قائلا «تمّ التعرّض لإمكانيّة التغيير الوزاري ولكن ليس بهذه الدقّة».
كما قال «تمّ خلال الاجتماع النظر في إدارة المرحلة القادمة من حيث الأولويّات المطروحة ومن حيث المجالات التي يجب التركيز عليها حتى تكون هناك نتائج ملموسة لدى عموم الشعب كما نصّ الاجتماع على أننا سندخل مرحلة ثانية من برامج العمل التي تمّ التخطيط لها حتى من قبل تشكيل الحكومة».
وأشار بن عبّاس، الناطق الرسمي باسم المؤتمر ثالث أحزاب الائتلاف الحاكم أو الترويكا كما تطلق عليها التسمية، أن المرحلة تتطلّب تجسيم الاهداف التي تمّ رسمها والاعداد لها طيلة هذه المدّة.
والمح المتحدّث إلى أنّ الاجتماع الذي كان رفيع المستوى إذ حضره قادة الأحزاب الثلاث، عبّو وبن جعفر والغنّوشي، شمل تقييم عمل الحكومة ومن ذلك طرح إمكانيّة التعديل الجزئي في الحكومة. وقال في هذا الشأن «التعديل الجزئي في الوزارات ممكن وقد يكون ربّما في شكل حركة بين الوزراء نحن الآن ما نزال في مرحلة أولوية والأهم في الاجتماع كان ضرورة تحديد برنامج المرحلة القادمة».
وردّا على سؤالنا حول الحقائب الوزاريّة التي قد يشملها التغيير قال «لا ليس لديّ إجابة الآن نحن حريصون فقط على أن يكون هذا التعديل في أقرب الآجال علما وأنّ هذا التعديل ما يزال فرضيّة».
كما اجاب ردّا على سؤالنا حول إمكانيّة التغيير على راس وزارات السيادة وبالأساس وزارتي الداخليّة والعدل وهو مطلب ملح بالنسبة لأحزاب المعارضة «لا ليس بالضرورة وبحسب التقييم يبدو أن وزير الداخلية كان لديه أفضل أداء ونحن في المؤتمر من أجل الجمهوريّة نرى أن أداء وزير الداخليّة إيجابي وبالتالي لسنا دعاة تغيير على رأس هذه الوزارة بقدر ما لدينا تحفظات على أداء بعض الوزراء».
وأجاب ردّا على سؤالنا حول هؤلاء الوزراء الذي يتحفّظ عليهم المؤتمر «لا لن أجيبك». كما نفى المتحدّث تشكيل فريق عمل للنظر في التعديل الوزاري قائلا: «فريق التنسيق بين الائتلاف الحاكم مضيّق بطبعه ومن غير الممكن تجزئته أي أنّ نفس اللجنة هي التي ستنظر في التغيير إن تقرّر».
هؤلاء مرشحون للمغادرة
محمد لمين الشخاري وزير الصناعة : أكثر مسؤول وجهت له انتقادات بالعجز عن إدارة الملفات وكشف الفساد ، إضافة الى براعته في صناعة الأزمات مامية البنا : وزيرة البيئة الإنجاز الوحيد الذي قامت به هو إحالة «لبيب» على التقاعد . فسرت الموضوع بانها لا تقدره ولكنها تعتبره من رموز «السابع من نوفمبر». عبد اللطيف عبيد وزير التربية : إجماع على انه مسؤول عن عودة مدرسية فاشلة. الغريب انه حصل على مكافأة وهي ترشيحه للالكسو ويبدو انه سيكون سببا في خسارة تونس مقعد المدير العام ، لتتواصل بذلك أياديه البيضاء على الحكومة والبلاد. سليم بسباس وزير المالية بالنيابة : فشل في إدارة ملف التهرب الجبائي في العهد السابق، وفي تعبئة الموارد المالية للميزانية، يتحمل مع رئيس لجنة المصادرة مسؤولية تعثر ملف المصالحة الاقتصادية مع رجال الأعمال المورطين مع العهد السابق. مهدي المبروك وزير الثقافة: ابتلعته منظومة العمل الثقافي السابقة، ومرت الرداءة على جثته في المهرجانات، وأكدت الدورة الحالية لمعرض الكتاب، أن التنظير السياسي والاجتماعي لا يعني بالضرورة النجاح في التسيير. الحبيب الجملي كاتب الدولة للفلاحة: اسمه اقترن بعديد الأزمات من الماء إلى الحبوب إلى الحليب وأخيرا المطاحن التي ستدخل في إضراب مفتوح بداية من يوم الاثنين. هشام بن جامع كاتب الدولة للشباب: أقصى عديد الكفاءات بدعوى انتمائها للتجمع المنحل وعين تجمعيين معروفين في مواقع حساسة وهو قمّة التناقض في السلوك الحكومي الرسمي. فشل فشلا ذريعا في معالجة ملف مؤسسات الشباب وأصيب المرصد الوطني للشباب تحت إشرافه بسبات مطول. سعيد المشيشي كاتب للداخلية المكلف بالإصلاح. تذكر بعد 11 شهرا من العمل الحكومي الاستقالة من المجلس التأسيسي رغم انه حضر جلسة وحيدة للمصادقة على تعيين المحافظ الجديد للبنك المركزي. لا حضور يذكر له في ملف الإصلاح. الهادي بن عباس كاتب الدولة للخارجية المكلف بالشؤون الأمريكية: تصرف في الوزارة بمنطق حزبي، لضمان تفرد حزب المؤتمر بإدارة ملف العلاقات مع أمريكا، قام بتزكية مورطين في الفساد منهم «سفير القردة» لمناصب ديبلوماسية حساسة.