ندّد أنصار الشريعة بالقيروان بظروف اعتقال الشبان السّلفيين على خلفية أحداث السفارة الأمريكية وبحادثة وفاة البشير القروي والشاب محمد بخي اثر إضراب جوع. كما عبروا عن استيائهم من سوء المعاملة ومن أسباب الوفاة. وعن سعي الحكومة لإرضاء الأمريكان على حساب «الشباب المسلم» كما تحدثوا عن كيفية نصرة غزة. وذلك خلال خيمة دعوية نظمتها الجمعية الشرعية للعاملين بالقرآن والسنة بالقيروان وشارك فيها المئات من الشبان بحي المنصورةبالقيروان. كان الملتقى في الهواء الطلق تحت سماء صافية. خيمة صغيرة حولها المئات من الحضور. خطابات لامست تطبيق الشريعة والوضع العام في البلاد وعلاقة تونس بالخارج وحديث عن الإيمان وعن تاريخ الإسلام وأثر السلف الصالح وعن «الأخوّة» والمذهب المالكي والجهاد.
رفعت راية العقاب من جانبي الخيمة. لافتة في واجهة المنصة مساندة لغزة. وشعار «أنصار الشريعة تتصدر منصة الخطابة. وحسب الكاتب العام للجمعية الشرعية فقد تم الإعداد لهذه الخيمة الدعوية منذ أسبوعين أي قبل أحداث غزة.
وتحدّث الخطباء عن حرصهم لتكون الخيمات الدعوية والملتقيات دعوة باقية استجابة لما قرره العلماء والمشائخ وبينوا «لا نية لنا في كراسي زائلة ولا طمع لنا في أمور ذاهبة». ونفوا أي توجه حزبي لهم وقال سيف الدين الرايس: «ليس لنا توجّها حزبيّا ولا تُسيّرنا لا أموال خليجية ولا حكومات خارجية وليس لنا ما يحرّكنا» موضحا «خرجنا مع من خرج في هذه الثورة حتى يكون أمرنا بين أيدينا لا بأيدي غيرنا وحتى لا نكون بيادق يحرّكها الشرق والغرب لأغراض يريدها هو» مؤكدا «إنّما نحن أصحاب قضية ولنا مجد فريد ونريد ان نكون مؤمنين أصيلي هذه الأرض الطيبة المباركة (القيروان)» مضيفا «ونريد إقامة العبيد لله سبحانه وتعالى عقيدة وشريعة والدعوة باقية بعز عزيز أو بذل ذليل».
وتطرق الخطاب الى ما يحصل في غزة من اعتداء صهيوني. مبيّنا «ما يمزق قلوبنا أنّ إخوانا لنا يُدكّون من قبل الصهاينة اليهود ونحن نملأ المقاهي والملاهي». ونددوا بالصمت وباللامبالاة أمام نهب أموال الفلسطينيين واغتصاب الحرمات. وقال الرايس محذرا من توسع الاعتداءات على الشعوب الاسلامية: «اليوم غزة وبالأمس العراق والله اعلم من المقبل». «لن يعيد المجد جيل ضائع وانما الذين يعيد العزة لهذه الأمة هي أمة على شريعة واحدة. وتحدث عن تآلف الدول الكثيرة على ضرب مجموعة صغيرة تريد تطبيق الشريعة. في حين أنهم لم يتحركوا ضد الكيان الصهيوني، ومنهم الحكومات العربية.
وتحدثوا عن تهاوي الاقتصاد في اليونان وانتشار الإفلاس في الدول الديمقراطي وقال الرّايس «وداعا يا ديمقراطية اليونان» متسائلا: «ماذا صنعت لهم هذه العلمانية وهذه الإمبريالية مؤكدا ان شريعة الله هي الباقية وتحدث عن تشريعات اعتمدتها عديد الدول الغربية من صلب الشريعة في حين أنها تعتبر تخلّفا في الدول الاسلامية ومنها تونس»، حسب زعمه.
وتحدث سيف الدين الرايس عن وفاة الشاب البشير القلي الذي قام بإضراب جوع داخل السجون بعد 75 يوما من الإيقاف (قبل وفاة الشاب محمد بختي الذي توفي نتيجة إضراب جوع). وقد كان خطابه شديد اللهجة مبينا ان الشبان اعتقلوا لأنهم قالوا لأمريكا لا. وندّد بعدم التحاور مع المضربين على الطعام ما أدى الى وفاة الشابين. وتحدث عن تجربة سابقة في السجن حيث كان المساجين السياسيون يضربون عن الطعام فيتم التحاور معهم والاستجابة لمطالبهم.
وتحدث عن وجود موقوفين في السّجون الإسلامية لأجل النيّة والحال أنّهم لم يقتربوا من السفارة. وقال ان هناك محاسبة من أجل النيّة. وقال ان الذين خرجوا لم يخرجوا من اجل الكراسي ولا احتجاجا على الزيادات ولا على الخبز و»إنما لنصرة الله ورسوله». وقال «اليوم يموت تونسيون مسلمون ولا يلتفت اليهم كأنهم الذباب لانهم تحدوا أمريكا. وقال «الأمر يمر وسط صمت المجتمع المدني» وقال أصبحت دماؤنا ماء ودماء الأمريكيين ذهبا خالصا.
من جهة ثانية تحدّث الرّايس عن الجوانب التنموية عن ثروات البلاد التي يمكن ان تغني تونس عن الارتباط بالخارج. وتساءل لماذا لا نشرف على طعامنا بأنفسنا وثرواتنا ولماذا نعطي كل الغلة لأعدائنا ولا نبقي لأنفسننا سوى الفتات القليل؟
ودعا الى الاستفاقة واكد ان غزة لن تنصر في هذه الوقفة والأمر الشرعي «هو نصرة أهالي غزة من باب الجهاد الذي ورد في فقه المالكية الذي يخفيه الشيوخ في تونس واعتبره حسب ما جاء في فتاوى الشيوخ هو فرض عين.
وأثناء خطاب الرايس مرت حافلات تنقل أعوان أمن فوظفها الرايس في كلمته عن حشد السلطات التونسية للجنود من أجل الدفاع عن أمريكا» حسب تعبيره.