مازال لفيضان وادي مجردة ووادي بودين في هذا الحي الأثر البليغ في نفوس المتساكنين وأصبح ذكرى أليمة يود البعض أن تمحى من ذاكرته.. «الشروق» التقت السيد بوجمعة الباكوري (67 سنة)، أحد المتضررين من فيضانات العام الماضي لا يزال يعيش على وقع الكارثة فقد عبر عن خوفه قائلا» نحن نعيش حالة خوف دائمة منذ حوالي سنتين ومنذ دخول فصل الخريف هذا العام فكلما تهاطلت الأمطار نقضي الليل مفتوحي الأعين خوفا من اجتياح الماء لمنازلنا فنحن على مقربة من الوادي ومهددين بالغرق في أي لحظة.. وأضاف «لقد انشرحت صدورنا عندما قيل إننا سننعم بمنازل جديدة لكن هيهات ما كل ما يتمناه المرء يدركه فقد تم الاستيلاء عليها وعدنا للخوف والحيرة من جديد».
أما السيدة سالمة السهيلي 74 سنة فهي تسكن في هذا الحي منذ 35 سنة وهي أكثر المتضررين خوفا وقلقا لأنها وبشهادة الجميع أول من يغرق منزلها في المياه رغم أكياس الرمل المتراكمة في عتبة الباب حيث قالت: «تضرر منزلي كثيرا جراء الفيضانات فأتى على الأثاث والمؤونة وعلى الجدران فتشققت وخلّف تصدعا فيها، فانتظرنا أن نتسلم مفاتيح منازلنا الجديدة التي عوضونا إياها، لكن دون جدوى مازلنا نعيش الخوف والقلق».
السيدة حبيبة بنت معتوق فهي أم لولدين معوقين ومتزوجين ولهما 7 أطفال يسكنون في منزل آيل للسقوط أنهكهم الفقر والاحتياج وزادت الفيضانات بؤسا تقول: «نحن نعيش 10 أفراد في منزل واحد نعاني الاحتياج والفقر وتدني مستوى المعيشة فلا عمل لنا ولا مورد رزق نعتمد عليه فنحن تضررنا كغيرنا من فيضانات العام الماضي فجرفت المياه كل ما نملكه من أدباش ومؤونة وتصدعت جدران منزلنا المتواضع حتى أن المطبخ المغطى بالاسمنت والزنك سقط مرات عديدة وتم ترميمه بعض الشيء بمساعدة البعض ومازلنا نعيش الخوف والحيرة من فيضان آخر لا نستطيع مجابهته. وأضافت أنها تطالب السلطة المحلية والجمعيات والحكومة الجديدة أن ترأف بهم وتنقذ عائلة أنهكها المرض والفقر والانتظار الممزوج بالخوف والحيرة كلما تهاطلت الأمطار.
فهل ستنتهي معاناتهم ويتبدد خوفهم أم أنهم سينتظرون؟