ككل موسم جني زيتون يواجه المنتجون في الموسم الحالي صعوبات جمّة ناتجة أساسا عن نقص في اليد العاملة. فالشباب يرفض العمل في القطاع الفلاحي بصفة عامة ويفضل ارتياد المقاهي على خدمة الأرض وجني الزيتون وعلى كل ما له صلة بالعمل الفلاحي رغم أن العامل الفلاحي يحصل على أجرة يومية محترمة. هذه الصعوبات والعراقيل وهي في الواقع ليست جديدة على فلاحي الجهة عامة وعلى منتجي الزيتون خاصة بحكم أنها تتكرّر في كل موسم جني دفعت بالعديد منهم الى البحث عن اليد العاملة في بعض مناطق الولايات المجاورة كمنوبة وبنزرت. وقد ذكر لنا أحد هؤلاء المنتجين أنه اضطرّ للانتقال الى مناطق ريفية بمعتمديات أوتيك وماطر ومنزل بورقيبة وطبربة بحثا عن عمال يساعدونه في جني محاصيله من الزيتون وقد أمكن له أخيرا العثور على الضالّة المنشودة غير أن ذلك يكلفه أعباء مالية إضافية بحكم أنه ملزم بإيصال بعض هؤلاء العمال الى مناطق سكناهم في نهاية كل حصة. وإذا كان بعضهم قد وجد الحل في الالتجاء الى خدمات يد عاملة «استوردها» من الولايات المجاورة فإن البعض الآخر اضطرّ لتأجيل الانطلاق في الجني ريثما يتسنّى له العثور على العملة وإن تعذّر عليه ذلك سيعول على خدمات أفراد عائلته وأقاربه وكذلك على خدمات التلاميذ من أبناء الأقارب والجيران أثناء العطلة المدرسية القادمة.