مدينة شمتو تعد من أبرز وأهم المعالم التاريخية على المستوى الوطني وحتى العالمي بفضل ما تزخر به من معالم هامة تشهد على ذلك وقد زاد من أهميتها الاكتشافات الحديثة التي كانت شاهدة على المقاومة الجزائرية زمن الإحتلال الفرنسي. المعالم الأثرية المترامية بمدينة «شمتو» عرفت اكتشاف مغاور وكهوف تؤكد الدراسات والمؤرخون أنها كانت معقلا للمقاومين الجزائريين فيها يختبئون وفيها يتدربون قبل الإغارة على العدو الفرنسي.
متحف للذاكرة المشتركة
إذا كانت الذاكرة والتاريخ يسجل أن مدينة غار الدماء وخاصة منطقة الفايجة حيث «كاف النقشة» والجبال والغابات شاهدة على أن المقاومة الجزائرية كانت تتخذ من هذه الجبال مكانا للاختباء والتدرب فإن الذاكرة أيضا يجب أن تسجل أن مدينة شمتو كانت مكانا آمنا للمقاومة الجزائرية حيث كان المقاومون يتخذون من الجبال والكهوف المتواجدة بربوة «كدية الأرانب» مكانا للإقامة والاختباء وساحة للتدرب.. كما أن المؤرخين يقرون بأن المقاومة الجزائرية اتخذت من هذه الكهوف والمخابئ التي يصعب وصول العدو الفرنسي لها مكانا آمنا للتدرب على فنون القتال والتخطيط لعمليات نوعية خاصة ومدينة شمتو ليست بالبعيدة عن الحدود الجزائرية (30 كلم تقريبا) وقد تراوح استعمال هذا المكان من قبل المقاومين الجزائريين خلال خمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي أين كان التاريخ مرة أخرى شاهدا على متانة العلاقة بين الدولتين الشقيقتين وما وجده الأشقاء الجزائريون من مساعدة من طرف التونسيين للإقامة والتدرب.
قرب ساحة التدريب التي تتوسط الجبال الصخرية كتبت آيات قرآنية تحث على الجهاد وطلب الشهادة دفاعا عن الوطن هذا إضافة لكتابات أخرى على الواجهة الصخرية تشهد على أن المقاومة الجزائرية اتخذت من هذا المكان مأمنا وسكنا.
صيانة وتدخل لحفظ الذاكرة
المكان يعد هاما لكل من تونس والجزائر ويحفظ الذاكرة المشتركة لكن هذا لا ينفي بحال حاجة هذا المكان للصيانة والحماية حتى لا يبقى عرضة لكل من هب ودب ويدنس لذا وجب تسييجه وجعله ضمن مكونات المعلم الأثري ككل وهذه المهمة يمكن أن تكون مشتركة بين التونسيين والجزائريين وتكون بداية التفكير في تدخل مشترك من خلال التعريف بهذا الإكتشاف لأن الجميع يعلم علم اليقين أن مدينة شمتو هي موقع أثري فحسب ولكن الواجب أن يعلم الزوار كما الجميع أنها كانت أيضا معقلا للمقاومة بما يؤكد أن المدينة سيظل لها تاريخا متجددا مع كل حقبة.