ثلاث حالات نعالجها اليوم بالاعتماد على استشارة الاستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي تتعلق الاولى بعصبية الطفل وعدم تركيزه في الدراسة والثانية بالتبوّل اللاإرادي ليلا والثالثة والاخيرة بتوتر العلاقة بين الابن المراهق ووالده. الحالة الاولى أنا امرأة مطلقة منذ ثماني سنوات ولد ابني سليما وفي سن لثانية مرض ب Syndrôme réphotique وبقي طيلة ثلاث سنوات تحت ذمة العلاج Solupred. وعندما التحق بالتحضيري أصبح لا يركز ولا يريد العمل وقليل الانتباه وهو يعيش في جو مشحون بالانفعالات والضغوطات النفسية. وينقصه الوعي والنضج كأبناء سنّه. وعندما التحق بالمدرسة الاساسية بقي على نفس الوتيرة كسولا لا يركز ولا يعمل وبالطبع عجزت عن فهمه مع أنني أعمل في سلك التعليم وأريد معرفة الاسباب. والده لا يزوره إلا قليلا وهو مقصّر كل التقصير في حق ابنه الذي يطالبني بوالد آخر بالرغم من افراطي في حناني له. الآن منذ خمس سنوات شفي تماما من مرضه ولكن لا يأكل جيدا وهو نحيف صم الوزن كلغ. أريد حلاّ لمشكلته وتفاديا لازمات أخرى قبل فوات الاوان مشاكله في مادة الحساب خاصة تؤرقني كثيرا. أتمنى مدي بحل في أقرب وقت ممكن ولكم جزيل الشكر سلفا. نور الهدى (المنزه) الرد الاول ابنك سيدتي يشكو من عدة اضطرابات سلوكية نتيجة لانخرام في مستوى توازنه النفسي والعاطفي مما أثر سلبا على مستوى عملية التعلّم نتيجة لاضطرابات في مستوى التركيز، والتركيز عامل أساسي في نجاح هذه العملية التعليمية وخاصة في بعض المواد العلمية التي تتطلب دقة، فالطفل في سن ابنك في حاجة ماسة الى عطف والدته ووجود والديه الى جانبه يعطيه الاحساس بالدفء والامان والاستقرار النفسي وبالتالي التوازن العاطفي والذهني والنفسي يبعده عن الانفعال والتوتر. أنت غير قادرة على تعويض الأب بالرغم من إفراطك في حنانك له فمحاولة تعويضك لدور الأب هي إصلاح خطإ بخطإ. أنصحك سيدتي بالتحاور مع طليقك بغية التوصل الى حلول مناسبة تخدم مصلحة ابنك. رسّمي ابنك بأحد النوادي لتعاطي بعض الانشطة الرياضية والثقافية كالموسيقى والرسم حتى يجد توازنه النفسي المفقود. حاولي أن تتصلي بمعالج نفساني وسلوكي لمدك ببعض النصائح العملية التي تتماشى وظروفك الاجتماعية والاقتصادية. الحالة الثانية أنا امرأة متزوجة ولي ابن يبلغ من العمر سبع سنوات ويدرس بالسنة الثانية ابتدائي نتائجه ممتازة، مشكلته أنه يعاني من التبوّل اللاإرادي لكن عندما أوبخه وأحيانا أضربه يعتذر ويصرح بأنه لم يع بنفسه مع العلم أنه عندما كان عمره ثلاث سنوات كان يقوم من نومه ويناديني لاخذه الى بيت الراحة للتبوّل، لكنني لاحظت أنه أصبح يتبوّل في فراشه منذ ولادتي لأخته وكان آنذاك عمره سنوات. كما أن سلوكه أصبح عدوانيا نوعا ما مع أخته وأنداده وهو كثير الحركة ولا يستطيع أن يبقى بمكان واحد لبعض الوقت وهذا ما يضطرني لضربه. ان ابني من هواة الحيوانات الى درجة تقليد أصواتهم في لعبه طبعا والافلام البوليسية وأفلام الحركة، مما جعلني أدخله قاعة رياضة وتشريكه في لعبة الكاراتي حتى يفرغ طاقاته لكنه لم يدم فيها. ندى تاج (قفصة) الرد الثاني سيدتي ابنك يشكو من اضطرابات سلوكية تتمثل في التبوّل اللاإرادي والحركية المفرطة وذلك نتيجة لولادة أخته التي اصبحت تمثل لديه خطرا يهدد كيانه وتوازنه العاطفي والنفسي. وهذا السلوك ناتج عن غيرته من أخته فالطفل في هذه المرحلة العمرية يعتبر والديه ملكا له ولا يقبل مشاركة فرد آخر فيهما لذلك ننصحك بتحميل ابنك بعض المسؤوليات لإعطائه الثقة في نفسه وأن التوقف عن تأنيبه وضربه إذا ما تبوّل ليلا بطريقة لاإرادية وحاولي أن تظهري اهتمامك وعطفك له حتى لا يحس بأنه أهمل بمجرد ولادة أخته. حاولي ترسيمه باحد نوادي الطفولة فتعاطيه لبعض الانشطة سيجعله أكثر نضجا ومعرفة في التفكير بأخته التي أخذت مكانه حسب اعتقاده. الحالة الثالثة أنا شاب أبلغ من العمر 18 سنة، أزاول تعليمي بالسنة الثالثة ثانوي علاقتي بوالدي متوترة جدا، فهو كثير الشتم ويغضب لاتفه الاسباب مما دفعني الى التفكير في ترك المنزل. كيف يمكن تجاوز هذا المشكل؟ مراد (المرسى) الرد الثالث سيدي أنت شاب مراهق ومثقف قادر على فهم وتحليل الدوافع النفسية والظروف الاجتماعية لحالة والدك. ربما تكون أزمة نفسية حادة يمر بها والدك جعلته عصبيا ومتوترا طوال الوقت أو ربما تكون ظروفه المادية هي السبب، لذا ننصحك بعدم ترك البيت والتقرب من والدك ومساعدته على تخطي هذه الازمة وذلك بالحوار والنقاش بصفة ودية فأبوك يحتاج الى صديق حميم يبثه همومه ومشاكله كن أنت صديقه وبهذه الطريقة سوف تتوصلان الى حل مناسب وتبعدان بالتالي أجواء التوتر والانفعال عن منزلكما.