دخل البعض من سكان القلعة الخصبة في اعتصام مفتوح أمام مقر المعتمدية للمطالبة بالتشغيل والتنمية وتسوية وضعية عمال الحضائر. «الشروق» انتقلت الى مدينة قلعة سنان حيث لفت انتباهنا هدوؤها الرهيب ولولا تنقل التلاميذ إلى المؤسسات التربوية ووجود حركية داخل المقاهي ومرور بعض السيارات لخلنا أننا في يوم حظر تجول بسبب ما وصلت اليه المدينة من فقر وخصاصة بعد أن أغلق منجم الفسفاط منذ عشرين سنة . هذا الواقع المرير أدى بالعديد من السكان إلى النزوح والهروب إلى المدن الكبرى بحثا عن لقمة العيش. أما الذين تشبثوا بالبقاء فتحس من كلامهم مرارة وحزن على الوضع الذي آلت إليه مدينتهم فهم يتألمون في صمت ولا يستطيعون فعل أي شيء وحتى الاحتجاجات التي قاموا بها فقد كانت سلمية ولم يقع فيها أي نوع من الشغب.
عن هذا الوضع تحدث إلينا السيد عبد الرحمان الشيخاوي فقال: لقد عانينا كثيرا من التهميش فسكان القلعة الخصبة لم يعد بإمكانهم الصبر أكثر فنحن صبرنا بما فيه الكفاية. الجهة ليس بها مواطن الشغل سوى العمل على حساب الحضائر وقد أفنى عمال الحضائر والاليات أعمارهم في العمل وقدموا خدمات كبيرة في كل المجالات دون ضمانات فهم لا يتمتعون بالتغطية الاجتماعية ولم يتحصلوا على دفاتر علاج إضافة إلى الأجرالشهري الذي يفي بالحاجة.. وإني أطلب من السيد والي الكاف أن يحل مشكلة الحضائر في أقرب وقت لأن العمال لم يعد بإمكانهم السكوت أكثر.
وبدوره قال السيد حسن الشيخاوي: المنطقة كانت قبلة الجميع أما اليوم بعد أن أغلق المنجم فقد تناساها المسؤولون وحتى المشاريع التي تم اقتراحها بقيت مجرد وعود. ولإخراج السكان مما هم فيه من الفقر والفاقة لا بد من إيجاد حلول جذرية فالمنطقة بها مائدة مائية كبيرة وجبالها بها من المواد الأولية ما يمكنها من إحداث بعض المشاريع التنموية التي بإمكانها توفير مواطن الشغل كما أن «المينة» بإمكانها توفير مواطن الشغل وذلك باستغلال ما بقي من الفسفاط. وفي ختام حديثه دعا السيد حسن الشيخاوي إلى ضرورة تفعيل الاتفاقية المبرمة مع شركة فسفاط قفصة والتي كان بموجبها سيقع رفع بقايا الفسفاط وتهيئة المكان.
أما السيد علي بدري فقال:نحن في حاجة إلى المشاريع التنموية القادرة على استيعاب اليد العاملة فالمنطقة مهمشة والسكان ملوا الوعود وهم ينتظرون التفاتة من الجهات المعنية بالشأن الجهوي لإخراج المنطقة من حالة الفقر التي عليها لأن الثورة قام بها التونسيون جميعا دون استثناء ولا بد من تحقيق العدالة الاجتماعية بين الجهات. ونحن نطالب بحق الجهة في التنمية والتشغيل.