هي عائلة تلبس عباءة الفقر والاهمال والنسيان فقد طال حرمانها من أبسط مقومات الحياة البشرية ورغم محاولاتها للسباحة نحو شاطئ النجاة لكنها اصطدمت بواقع مرير. إنها عائلة السيد منجي المشرقي عمره 45 سنة وزوجته فوزية الزويدي عمرها 40 سنة وابنتهما سارة في الرابعة من عمرها. كانوا يقطنون في منطقة سقمان بسجنان في غرفة من الزنك عندما كان العم منجي يعمل في «المردومة» ونتيجة أجره البخس ونتيجة لحالة الغرفة المزرية قرروا النزوح للمدينة عسى أن تتوفر لهم حياة كريمة بعد حياة البؤس والشقاء وهذه العائلة مثال لعديد السكان الريفيين الذين يستمرون في التدفق على المدن طالما الأرياف تغط في سبات عميق من التخلف والاهمال.
أصبح العم منجي حارسا في مزرعة تيجاني بن حبيب دالي في منطقة المرازيق ببنزرت فسعدوا لهذا العمل عساهم يعوضون سنوات الحرمان لمسكن لائق وطعام جيد فسكان الريف يضطرون للعمل في مجالات يأبى سكان المدينة القيام بها. وهكذا خرجت العائلة من غرفة الزنك الذي سبب للزوج مرض الروماتيزم والحساسية وللبنت مرض الكلى والحساسية» وما زاد الطين بلة شربهم لمياه الوديان حسب كلام الزوجين. أما الآن فهي تسكن غرفة في المزرعة أشبه بالقبر لا نوافذ فيها وكلها رطوبة مما أثر أكثر في صحة العائلة كما يفتقر الى المياه. كان الزوجين يقصان علينا مسيرة ألمهم وسط موجة من الدموع بسبب عالم النسيان والاهمال المفتقد لأبسط مقومات الحياة البشرية الذي يعيشون فيه ورغم هذا الألم لا زالت قلوبهم تخفق أملا بأن يساعدهم ذوي القلوب الرحيمة وأن تنظر اليهم جمعيات الخير والمسؤولين نظرة مسؤولة. ويخبرنا العم منجي أن «أجره 240 دينارا لا يكفي لعلاجه مع ابنته وزوجته المصابة بفقر الدم والتي تتطلب تحاليل مستمرة» خاصة أمام عدم امتلاكهم لدفتر علاج مجاني.
ونتيجة للحالة المزرية التي عليها العائلة تطوع لهم السيد عبد القادر اللافي بقطعة أرض صغيرة ليبنوا عليها منزلا أفضل من مكان اقامتهم لكنه بنوا شبه منزل مغطى بالزنك ويفتقر للماء والأثاث والأغطية والأواني ورغم هذا عبرت السيدة فوزية وابنتها عن سعادتهما فرغم بساطته يعتبر «ملك العائلة الوحيد».
طال تخبط العائلة في غياهب التخلف وطال حرمانها لمقومات الحياة الكريمة وبعد زيارة هذه العائلة نناشد السلطات المعنية مد يد العون لها وانتشالها من مستنقع البؤس والتهميش الذي تعانيه وتلتمس العائلة بدورها مساعدتها قدر المستطاع لأنها تعيش في مستوى دون حد الفقر.