قد لا نحتاج الى مشاهدة أوبرا «قلب الظلام» للوقوف على معاناة القارة السمراء إذ يكفي أن نتابع جانبا من الأحداث التي رافقت «كان» جنوب افريقيا للتأكد من هذا الأمر. برهنت نهائيات كأس افريقيا للأمم التي تحتضنها جنوب افريقيا بين 19 جانفي و10 فيفري أن شعوب القارة السمراء كثيرا ما تخلط السياسة بالرياضة هذا إضافة الى عجزها عن التخلص من عدّة ظواهر أخرى سلبية مثل الدعارة والسرقة...
فوضى عارمة في البرلمان الجزائري والمغربي
خلال «كان» 2012 فاجأ الرئيس الغابوني «علي بونغو» الجميع عندما دخل الى حجرات ملابس لاعبي منتخب بلاده ورقص معهم احتفالا بالانتصار الذي حققه هذا المنتخب وقد جاءت نهائيات جنوب افريقيا لتكرس الحضور القوي للسياسة في الكرة الافريقية حيث لاحظنا أن أعضاء البرلمان الجزائري طالبوا بفتح تحقيق مع رئيس اتحاد كرة القدم محمد روراوة على خلفية انسحاب زملاء «مبولحي» من ال «كان» منذ الدور الأول وحدث الامر نفسه تقريبا في المغرب حيث تحول النقاش داخل البرلمان بين وزير الشباب والرياضة وأحد النواب الى فوضى عارمة حيث أكّد هذا الاخير أن المشرفين على الكرة المغربية «باعوا الوهم لجماهير أسود الاطلس» حيث ودّع أبناء المدرب رشيد الطاوس العرس الافريقي منذ الدور الاول.
مهاجرون ولاجئون كشفت عنهم ال «كان»
لا يعود عزوف الجماهير عن حضور المقابلات في «كان» جنوب افريقيا الى انصراف الجماهير المحلية عن متابعة وممارسة رياضة أخرى تستأثر باهتمام شعب جنوب افريقيا وهي الرقبي فحسب، وإنما كذلك بسبب انشغال الشق الأكبر من أبناء هذا البلد بتعكر صحة الرئيس التاريخي لجنوب افريقيا «مانديلا». كما كشفت النسخة الحالية من ال «كان» عن وجود العديد من المهاجرين واللاجئين الذين فروا من بلدانهم الاصلية بحثا عن حياة أفضل حيث شهدت المقابلات المقامة حاليا في جنوب افريقيا حضور عدد كبير من النيجيريين والغانيين والأثيوبيين...
«مالي الجريح»
مؤشر آخر يؤكد ظاهرة الخلط بين السياسة والكرة في «كان» جنوب افريقيا ويتمثل في تصريحات اللاعب المالي «شايدو كايتا» الذي أكّد مرارا أن انتصارات منتخب بلاده ستكون من أجل اسعاد الشعب المالي «الجريح».
الدعارة مجددا
ظاهرة أخرى سلبية رافقت «كان» جنوب افريقيا وهي الدعارة حيث وعدت احدى الجمعيات النيجيرية التي ترعى «العاهرات» بتوفير المتعة لزملاء «أمونيكي» إذا نجحوا في الذهاب بعيدا في هذه النهائيات وهو ما يذكرنا بما حدث في أورو 2012 بأوكرانيا وبولونيا أو كذلك في مونديال ألمانيا 2006 حيث عجزت كل الأطراف المسؤولة عن محاربة ظاهرة الدعارة أثناء التظاهرات الكروية المعروفة.
«جيان» متهم بالرشوة
اتهم نجم المنتخب الغاني «جيان أسامواه» بمحاولته تقديم 15 ألف دولار لأحد لاعبي منتخب النيجر من أجل التواطؤ لمصلحة غانا غير أن الاتحاد الغاني أكّد أنها ادعاءات باطلة.
سرقة
تعرضت بعثة المنتخب الجزائري الى جنوب افريقيا الى السرقة شأنها في ذلك شأن الوفد الطوغولي... وهي ظاهرة أخرى تؤكد مدى تخلف شعوب القارة السمراء.