اختتم مؤخرا بقصر الرباطبسوسة المنتدى الوطني للحرفيات الذي أشرفت على افتتاحه وزيرة شؤون المرأة والأسرة سهام بادي ووالي سوسة مخلص الجمل وشهد مشاركة حرفيات في اختصاصات متنوعة من مختلف ولايات الجمهورية. هذا فضلا عن مشاركة جمعيات تعمل على إدماج المرأة في الدورة الاقتصادية.
هذه التظاهرة تهدف حسب ما تؤكّده سلطة الإشراف إلى ربط الصلة بين الحرفيات والمستهلك والتعريف بالمنتوج التقليدي وإبداعات الحرفيات المتميزة بالجودة والابتكار المستوحاة من المخزون الحضاري والتراث الأصيل، كما فسح هذا المنتدى المجال لثلة من الحرفيات المشاركات لتنمية معارفهن وإكسابهن مهارات جديدة في مجال التصرف في مسالك السوق والتحكم في آليات البيع والتسويق والاطلاع عن كثب على مختلف التشجيعات والامتيازات التي تضعها الدولة على ذمة المرأة الحرفية.
ولكن من خلال معاينتنا لهذا المنتدى الذي اقتصر على مجرد معرض ومن خلال اللقاء الذي جمعنا بالحرفيات المشاركات فيه لاحظنا مفارقة بين المأمول والمنشود حيث أجمعت الحرفيات على كساد هذا المعرض الذي لم يحظ بالإشهار المناسب مما جعل عدد الزائرين ضعيفا جدا إضافة إلى استيائهن من الوضع الذي أصبحت عليه الصناعات التقليدية من حيث تجميد التكوين.
فقد كانت كل حرفية تشرف على تكوين مجموعة من الفتيات مقابل جراية شهرية ولكن تغيرت الصيغة بعد ذلك فأصبحت الحرفية مطالبة بالتكوين مجانا مقابل أتعاب أخرى إلى أن تم منذ سنتين تقريبا إلغاء التكوين، إضافة إلى عراقيل أخرى مثل ارتفاع أسعار المواد الأولية فمادة الصوف مثلا رغم أنه مفقود فقد ارتفع سعره بأربعة دنانير في السنة إضافة إلى فقدان السوق للعديد من المواد الأولية رغم ارتفاع سعرها. وإضافة إلى هذه المصاعب يعاني القطاع عدم تكافؤ الفرص في المشاركات في المعارض وخاصة خارج تونس مع كساد السوق الداخلية والخارجية واكتساح البضائع المقلدة وانتشار التجارة الموازية مما ولّد بعض التململ لدى الحرفيات اللاتي انقطعن عن نشاطهن طوال الأيام التي قضينها في هذا المعرض إلى جانب ظروف الإقامة المتواضعة (بدار الشباب) حيث وجدن أنفسهن في بطالة مؤقتة بعد تنازلهن عن أيام عمل كان من الممكن استغلالها لممارسة حرفهن.