تكرّرت عملية تكسير المقاعد الرّخامية بالساحات العمومية المحاذية لجامع عقبة بن نافع بمدينة القيروان بشكل ملفت للانتباه ومثير للتساؤل حول من يقف وراء هذه الاعمال التخريبية؟ فقد تم في مناسبتين متتاليتين تكسير المقاعد الرخامية بساحة سيدي السّيوري، وهي ساحة عمومية تعتبر متنفسا عائليا وساحة للتنزه في موقع استراتيجي متاخم لسور المدينة العتيقة. وقد تعرضت جميع المقاعد الرّخامية إلى التكسير بشكل شبه كلّي حول المنتزه إلى ما يشبه الخربة. وقد تغافلت البلدية والسلط الجهوية والامنية عن الموضوع بضعة ايام قبل ان تتكرّر العمليّة في ساحة اولاد فرحان هي ساحة عمومية تمثل متنزها للسياح. وتكرّرت بنفس الشكل وبنفس حجم الخسائر. هذا الامر طرح تساؤلات حول من يقف وراء هذا العمل التخريبي. ومن المستفيد من تحويل هذه الفضاءات العمومية والسياسية إلى خربة في الوقت الذي تحتاج فيه مدينة القيروان إلى فضاءات مماثلة والى متنزهات والى عناصر لجذب السيّاح. مهما يكن الدّافع والجهات التي تقف وراء التخريب، فانه على البلدية ان تتدخل لصيانة هذه المقاعد الرّخامية وتبديلها. وايضا لا بد من حراستها والتحلّي باليقظة في ظل هذه الظروف التي تشهد عدم استقرار سياسي، أثر على الاوضاع الامنيّة. وهذا الامر يحتاج إلى وعي وتوعية بضرورة المحافظة على المكتسبات وعدم ادخالها في التجاذبات، لان الممتلكات العمومية هي ملك للدولة وللشعب وليست ملكا لأي حزب وان احداثها هو من اموال الشعب وليس من المال الخاص لأي حزب. وقد وجب على الجهات المعنية تعهدها بالصيانة والحراسة مع ضرورة التصدي لاعمال التخريب عبر الطرق القانونيّة.