مدينة عين دراهم مدينة سياحية تبهر زوارها بجمالها الطبيعي ومناظرها الخلابة لكن هذا الديكور الطبيعي يخفي وراء ه معاناة كبيرة. نسبة البطالة مرتفعة وموارد الرزق شحيحة بهذه الربوع التي تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية الهامة الا ان اغلب العائلات فقيرة وتعتمد في رزقها على الأعمال الظرفية بحضائر الغابات والمحافظة على المياه والتربة والتي أصبحت في المدة الأخيرة عاجزة عن استيعاب كل طالبي الشغل .
والى جانب الأعمال الظرفية والموسمية يرتزق قلة من المواطنين من تربية بعض الحيوانات الأهلية المحدودة العدد من البقر و الماعز والضأن والتي ينفق البعض منها كل سنة عند الولادة جراء تهاطل الأمطار ونزول الثلوج وتدني درجات الحرارة الى ما دون الصفر في حين يعتمد الكثيرون وخاصة النسوة على بيع كميات من الحطب بعد قطعها من الغابة في نطاق حق الانتفاع الغابي و بيع الأواني التقليدية المصنوعة من الطين وتبقى شريحة لا بأس بها بدون موارد رزق معلومة الى جانب أصحاب الاحتياجات الخصوصية التي يرتفع عددهم من سنة الى أخرى بكل عمادات المنطقة والذين ينتظرون رفقة الكثير من العائلات المحتاجة تمتيعهم بمنحة العائلات المعوزة .
أما أصحاب الشهائد العليا فأمرهم يزداد تعقيدا وعددهم يتكاثر من سنة الى أخرى حيث كان في آخر احصائية سنة 2009 ما يفوق 800 معطل عن العمل من أصحاب الشهائد العليا وحدهم و بالرغم من تشغيل البعض منهم والمنتمين الى العائلات المعوزة وعلى حسب الآليات الا أن هؤلاء الشبان ما يزالون في حاجة الى مزيد العناية بهم وايجاد الحلول المناسبة لتقليص عددهم وتوفير فرص تشغيل أوفر لهم.
ولم تكن البطالة وحدها المستفحلة بهذه المناطق فحسب بل هناك من الأمور الأخرى ما عمق معاناة العديد من المواطنين منذ عقود من الزمن والمتمثلة في السكن البدائي من أكواخ ومنازل مسقفة بالزنك الذي لا تقيهم برد الشتاء القارص ولا تسرب مياه الأمطار بهذه الأماكن الجبلية التي تمتاز بمناخ متقلب تكثر خلاله التساقطات وتهاطل الثلوج والتي زادت بعضها سوء العديد من الانزلاقات الأرضية التي ضربت هذه المناطق فإلى حد الآن ما يزال بعض المواطنين يقطنون بالأكواخ والمنازل البدائية والتي تتالت البرامج لإزالتها منذ عدة سنوات مضت قبل الثورة .