ان من أوكد الضرورات التي يعيش بها الانسان في اي مكان او زمان هو الماء لأهميته القصوى في حياة البشر اما عدم توفره او انقطاعه لفترات طويلة او قصيرة فأن ذلك يضع المواطن عموما امام صعوبات متعددة . ومثالنا اليوم هو المجمع المائي للمصلحة المشتركة ببوهدمة هذا المجمع الذي تمتد شبكته على طول 146 كلم ويمول اكثر من 100 مواطن تقريبا و12 مدرسة ابتدائية و6 مساجد و8مستوصفات كل هؤلاء المواطنين والمؤسسات لا يمكن قبول توقف سيلان الماء لصالحهم لأي سبب كان .وفي هذا الاطار التقينا السيد بشير دخيل وهو المدير الفني لهذا المجمع والذي سيحدثنا عن الصعوبات التي يعاني منها وتصوره للحول الممكن انجازها فعبر لنا عن كون جمعيتهم تسلمت مهامها من الجمعية المتخلية دون محاسبة لاعتبار كونهم كونوا هيئة وقتية بتاريخ سبتمبر 2012 وقد تسلموها بديون لصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز تقدر ب43 الف دينار و 53 الف دينار ديون في ذمة المواطنين وقد تعهدت الهية الوقتية بدفع 2500 د شهريا من الدين المتخلد بالذمة ومنذ تسلمهم لمهامهم دفعوا اكثر من 14 ألف دينار تقريبا.
الا انه ومنذ اواخر شهر جانفي وقع قطع الماء من طرف الشركة التونسية للكهرباء والغاز والسبب هو عدم دفع الديون المتخلدة ولم يكن ذلك الا لعدم توفر الامكانيات. وقد يكون للمواطن دخل في عدم توفر الماء وذلك لقيامه بعمليات ربط عشوائية اضافة الى عزوف البعض الاخر عن خلاص ما عليه من استهلاكه للماء ولكن هل يمكن ان نترك اكثر من الف مواطن ومؤسسات مختلفة دون ماء ولا نجد حلولا لمثل هذه المشكلات فلا يمكن ان يكون العقاب الجماعي نابعا من ادارة وضعت لخدمة الصالح العام ومثلما هو مطروح على المواطن اداء واجباته ليتمتع بخدمات متعددة فان الادارة عليها التدخل لتذليل الصعوبات لتحقيق جزء من الحد الادنى لحياة كريمة لمنظوريها. ومن هذا المنطلق فأن الهيئة المؤقتة التي تنقصها الخبرة في عملية التسيير وهذا مؤكد ولكنها تتمتع بالحماسة والجدية لحسن الاشراف وتذليل الصعوبات وبالتالي فهي ترى ان امكانية حل الوضعية المتردية التي يعيش عليها المواطن يمر بمدى استعدادات الشركة التونسية للكهرباء والغاز على التفاعل مع المقترحات ومن اهم المقترحات او الطلبات هو تعليق الدين لمدة ثلاثة او اربعة اشهر حتى يسترجع المجمع انفاسه مع تعهد من الهيئة المؤقتة بخلاص ذلك لاحقا. اذا كان لابد للمواطن من اداء واجباته تجاه المجموعة الوطنية فإن التمتع بالخدمات العامة حق اكيد عليه ان يطالب به ولكن اشكال مثل هذا بقطع النظر عن اسبابه ومن المسؤول عنه فان بقاء الانسان لمدة لا نودها ان تطول اكثر بدون ماء يعد اشكالا حقيقيا على كل المسؤولين تحمل مسؤولياتهم في ذلك وهم اول من يفكر في ايجاد الحلول لمثل هذه الوضعيات المعقدة. وحتى نصل لذلك فليعلم الجميع ان الناس هنا تعاني معاناة شديدة واخذ هذه المسألة بالجدية المطلوبة اكثر من ضروري لأننا اذا كنا نلاحظ انواعا كثيرة من المعاناة فلا نقبل ان نلاحظ في بلادنا من يعاني من العطش .