بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عقد على «الزلزال» العراقي...ماذا «تغيّر»؟... وهل استوعب العرب الدرس؟
نشر في الشروق يوم 08 - 04 - 2013

تحل غدا ذكرى احتلال بغداد من قبل تحالف القوات الأمريكية والبريطانية وتواطؤ خليجي وصمت عربي مخز على إسقاط عاصمة الرشيد ودخول العراق برمته زمن الطائفية السياسية والمحاصصة الحزبية والمذهبية الفكرية والتفتيت الفيدرالي...
تحل غدا الذكرى العاشرة لاحتلال العراق وسقوطه في براثن الغزاة الأمريكان وتحوله من «لاعب» إقليمي صاحب مشروع قومي مقارع للمشاريع الصهيوأمريكية من جهة والإيرانية من جهة ثانية إلى «ملعب» للقوى الإقليمية والدولية وساحة «للمكاسرة» الاستراتيجية بين اللاعبين الجدد في «لعبة» الأمم التي يقف بعض العرب مشدوهين لتفاصيلها ولحيثياتها فيما يصر البعض الآخر على لعب دور الكومابرس وتمثل دور البيدق على رقعة الشطرنج.
ما بين 9 أفريل 2003 و9 أفريل 2013، عقد من الزمان مر، ومع مروره تتنزّل أسئلة عربية حارقة محرقة عن مصير العراق بعد سيل من وعود الغزاة ب «جنات» من عسل الديمقراطية ولبن الحرية السياسية... أسئلة عن حاضر العراق زمن التشرذم بين الأقاليم والتفتت بين الهويات القاتلة والانقسام بين المحاور الإقليمية الكبرى..
ما بين التاريخين، يقف العقل العربي ليسأل ويتساءل أيضا عن فرضية استبطان العرب لدروس التاريخ القريب.. واستقراء العرب لعبر الغزو واعتبار العرب من دروس الخيانة العربية العربية... وتجيير الهياكل العربية لضرب العواصم العربية...
وقبل أن نسأل عن مصير العراق ومستقبله، لنا أن نتفحص الواقع الراهن العراقي حيث لا اقتصاد حقيقيا على الرغم من رفع الحصار... ولا حريات واقعية على الرغم من سقوط من كانوا يسمون كذبا وبهتانا بالمستبدين... ولا لحمة وطنية ولا تجانس أهليا رغم كل الوعود الاستعمارية... الأدهى من ذلك كله أن الأزمة العراقية التي تعيشها اليوم أرض الرشيد انسحبت مضاعفاتها الطائفية والسياسية والأمنية على بلدان الجوار وقد تؤدي بها إلى ما لا يحمد عقباه..
عشر سنوات من الاحتلال، رحل الغزاة وبقيت قواعدهم العسكرية العديدة، ذهب العسكريون وبقي المتعاقدون، انسحب المحاربون وبقيت الشركات الأمريكية النفطية العابرة للقارات...
لكل ما سبق.. ولغيره أيضا، سنفتح اليوم في ملفات الشروق العالمية ملف العراق المضرج بدماء عقد من الاحتلال والمثخن بسهام الغدر والخيانة من القريب قبل البعيد وسنتساءل عن من يريد سحب السيناريو العراقي بكافة آلامه وفواجعه إلى الشام... وعن العرب الذين «ينتشون» بلعب دور رأس «الحربة السامة» في حروب الآخرين...


د. صباح المختار ل «الشروق»: العراق مهدّد بالضياع... واحتلاله «زلزل» المنطقة

أكّد الدكتور صباح المختار، المحامي والمحلّل السياسي العراقي في حوار مع «الشروق» من لندن أن العراق لا يزال يسير من السيّئ الى الأسوإ وأنه يتعرّض الى عملية تدمير وتفكيك ممنهجة رغم مرور عقد على احتلاله ورغم كل ما يقال عن الانسحاب الأمريكي منه.

وأوضح أن العراق تحوّل اليوم الى جزء من المنظومة الايرانية وأنه بات بلا أمن وبلا استقرار مؤكدا أن عراق صدام كان أفضل بكل المقاييس من العراق الحالي الذي يتمّ تصويره اليوم من قبل بعض وسائل الاعلام الغربية على أنه «نموذج» للديمقراطية مشيرا الى أن أعداء صدّام أنفسهم الآن ندموا على ما جرى للعراق ويتمنّون عودة عقارب الساعة الى الخلف.
وأضاف «إن الجميع يحاول اليوم أن يتبرّأ من تلك الخطيئة.. خطيئة ذبح العراق وحتى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير لم يعترفا بشكل مباشر بأنهما أخطآ في العراق ولكن كلاهما أقرّ بطريقة غير مباشرة بالخطإ وحاول التغطية على اعترافه هذا بالقول بأن العراق أفضل بلا صدّام».
وتابع «لذلك الغرب يحاول اليوم إعادة كتابة التاريخ وتحويل النظر عن حقيقة الأمور من كونها احتلالا وتدميرا الى خطر اسمه صدّام حسين.. لكن مثل هذه الحجج المزعومة ثبت زيفها إذ بان اليوم بعد مرور 10 سنوات على غزو هذا البلد واحتلاله أن العداء للعراق وتغيير نظام الحكم فيه لم يكن نتيجة للقاعدة ولأحداث 11 سبتمبر وإنما كان سياسة أمريكية ممنهجة. وأضاف «مع الأسف أن العرب انخرطوا في الترويج للمزاعم الأمريكية ليس فقط في تغيير نظام صدام بل أيضا في تدمير المجتمع العراقي وتقسيمه».
وتابع «اليوم اختفى الجانب الوطني في العراق.. ودمّر العراق على كل المستويات بشكل ممنهج.. على مستوى الدولة والمؤسسات الصحية والتعليمية وأخطر من ذلك لم يتمّ القضاء على حاضر العراق وماضيه فقط بل أيضا يتمّ تدمير المستقبل لأنه لم يعد هناك تعليم اليوم في العراق».
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان النظام الرّسمي العربي قد استوعب «الدرس العراقي» بعد مرور 10 سنوات على الاحتلال الأمريكي أكد الدكتور صباح المختار أن العرب وبدل أن يعتذروا على تواطئهم في جريمة احتلال العراق وتدميره يواصلون التواطؤ في حروب أخرى وفي تدمير أوطان أخرى كما هو الحال في سوريا ومالي محذّرا من أن الأمّة ستكون عرضة الى «زلازل» أخرى قد تكون أخطر وأشدّ تدميرا في حال لم يصحّح القادة العرب أخطاءهم ويضعوا مصلحة أمتهم وشعوبهم فوق كل اعتبار.

عشر سنوات على الاحتلال

شعب «جريح»...وبلد «في مهب الريح»
لم يكن إعلان الولايات المتحدة بدء الحرب على العراق في مثل هذه الأيام عام 2003 عملية جراحية تحت السيطرة، كما تخيلها عراقيون التزموا منازلهم مع أول وجبة مسائية من القصف.
فمن عرض نفسه كجراح ماهر «يجتث النظام من دون أعراض جانبية»، أصاب خلال عملية الاحتلال وبعدها بعشر سنوات مئات آلاف العراقيين بمقتل، سواء بالقصف المباشر أو التهجير أو التدمير الممنهج لبنية المجتمع.
لعبة الخيارات لم تكن لمصلحة العراقيين يوماً، فقد انشغلوا طوال سنوات بالإجابة عن أسئلة بدت عبثية في كثير من الأحيان، فرددوا: «هل كان تمسك صدام حسين بالحكم حتى اللحظة الأخيرة أفضل الخيارات؟ هل إصرار جورج بوش على قرار احتلال العراق، أم إصرار باراك أوباما على الانسحاب أفضلها؟».
لاحقاً بدت الصورة واضحة. فلم يدر في خلد صدام أو بوش أو أوباما يوماً أن الخيارات تختار استناداً إلى مصالح العراقيين.
عندما أسقطت طائرة «بي 52» العملاقة أولى قذائفها على بغداد، كانت شوارع المدينة مضاءة بشكل غير مسبوق، وكان العراقيون يغادرون منازلهم بتكاسل إلى خنادق حفرت قرب أحيائهم، يقضون الليل في الحديث عن مصيرهم بعد زوال النظام، فالأسلحة الروسية الصدئة لن تصمد أمام معدات حرب النجوم... كان واضحاً أن أحداً في بغداد لم يكن في نيته مقاومة الجيش الأمريكي، فقط مجموعة شباب بلحي كثيفة معظمهم قدم من سوريا كانوا مستعدين للقتال، واكتشفوا سريعاً أن خطة النظام الوحيدة كانت إغراق الأمريكيين في الوحل العراقي والتفكير بما يمكن عمله لاحقاً.
غرق النظام، وغرق الأمريكيون وغرق العراقيون أيضاً، فعفاريت بلاد ما بين النهرين لم تكن في حاجة إلى جلسات تحضير أرواح للخروج من قمقمها.
نقاوم أم نتعاون مع الأمريكيين؟ نشارك في العملية السياسية أم نقاطعها؟ نصطف إلى جانب الطائفة ورجال الدين أم ننتخب «الليبراليين الجدد»؟... خيارات أخرى طرحها العراقيون لاحقاً، وانقسموا إزاءها بحدة واستخدموها لقتل بعضهم بعضاً، فمن اختار المقاومة وصم الآخرين بالعمالة، ومن اختار العملية السياسية عمم صفة الإرهاب على الجميع.
الذكرى العاشرة لبداية الحرب على العراق ليست مختلفة عن ذكراها في السنوات التي سبقت، بغداد تشهد المجازر يومياً، وتخشى الحرب الأهلية مع كل تصريح يطلق هنا أو موقف هناك، والجديد فيها أن الخيارات أصبحت أكثر تعقيداً: هل نتحول إلى دويلات، أم نحتفظ بعراق موحد؟ هل نتبع إيران أم نتبع العرب؟ هل نعد أنفسنا لبدء الحرب الأهلية التي يبشر بها السياسيون أم نكون أدواتها أو ضحاياها؟».
نهاية العام العاشر تشبه إلى حد بعيد نهاية العام الأول، عنوانها مدينة الفلوجة التي سجلت باسمها أولى المعارك الدامية مع الجيش الأمريكي، وتسجل باسمها اليوم التظاهرات التي نطقت منذ 80 يوماً بلسان سنة العراق، وطالبت بحقوقهم.
التشابه يمتد إلى عشرات الصحافيين الأجانب الذين تدفقوا إلى بغداد لكتابة تقارير عن الذكرى العاشرة، مشهد فنادق المدينة الشحيحة يذكر بمشهدها في عام 2003، معظم وكالات الأنباء والصحف الغربية التي تزاحمت في بغداد طوال سنوات، غادرتها مع انسحاب الجيش الأمريكي..
مرور عشرة أعوام على غزو العراق كان مناسبة لحديث إعلامي أمريكي وبريطاني واسع عن مبررات ذلك الغزو، وأخطائه، وإعلان مقتل 116 ألف مدني عراقي وجرح مئات الآلاف الآخرين، بحسب ما ورد في المجلة الطبية البريطانية «لانسيت»، لكن الأسئلة التي توجهها الصحافة الغربية إلى العراقيين بعد كل الخراب الذي حل ببلادهم، تبدو مكررة و «متوارثة» حين تسألهم: «أيهما تفضل نظام صدام حسين أم النظام الحالي؟».
لم يعد العراقيون قادرين على احتمال السؤال، من حولهم وتحت أقدامهم تدور زلازل لن توقفها إجابات تروي عطش مانشيتات الصحف.
عشر سنوات وشبحا بوش وصدام ما زالا يخيمان في سماء العراق. و «المكونات» تستعد لعودة الحرب الأهلية.

في الذكرى العاشرة... بليكس


الحرب على العراق كانت خطأ
بعد عشر سنوات على الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق، بحجة حيازة نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل، اعتبر هانز بليكس، الذي قاد فريق التفتيش الدولي على تلك الأسلحة، التي لم يتم العثور على أي أثر لها، أن الحرب «كانت خطأً فظيعاً»..
وكشف الدبلوماسي السويدي المخضرم، في مقال له، أنه وأعضاء فريق المفتشين الدوليين كانوا يتوقعون شن الولايات المتحدة، والدول المتحالفة معها، وفي مقدمتها بريطانيا، الحرب على العراق.
وأشار إلى أنه تلقى اتصالاً من أحد المسؤولين الأمريكيين، قبل الغزو بثلاثة أيام، طلب فيه سحب الفريق من العراق. وكتب بليكس في مقاله: «بينما كنا نشعر بالحزن لإجبارنا على إنهاء مهمتنا التي أوكلها لنا مجلس الأمن الدولي، حيث كنا مازلنا في منتصف الطريق، ورغم قيامنا بعملنا جيداً، كان هناك شعور بالسعادة أيضاً لأننا سنغادر بأمان.. فقد كان هناك قلق من أن يتعرض مفتشونا للاحتجاز كرهائن، ولكن في واقع الأمر كان العراقيون متعاونين جداً أثناء وجودنا هناك.» وأشار بليكس إلى أنه بعد قليل من مغادرة عدة مئات من مفتشي الأمم المتحدة غير المسلحين العراق، حل محلهم مئات الآلاف من الجنود الذين بدأوا عملية غزو واحتلال البلاد، التي دفع ثمنها مئات الآلاف من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تكلفتها المادية الهائلة. وأضاف أنه بعد عشر سنوات من الحرب على العراق «اليوم.. أسأل نفسي مجدداً عن أسباب حدوث هذا الخطأ الفظيع، والمخالفة الصريحة لميثاق الأمم المتحدة.. كما أواصل البحث عن أي دروس مستفادة يمكن تعلمها منها..»
وأشار بليكس في مقاله إلى أنه «بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، شعرت إدارة (الرئيس الأمريكي) جورج بوش بأن عليها أن تقوم بالمزيد من الإجراءات الانتقامية للهجمات التي تعرضت لها القوة العظمى الوحيدة في العالم، وليس فقط الإطاحة بنظام حركة طالبان الحاكم في أفغانستان.» وأضاف أنه «لم يكن هناك هدف يمكنه تحقيق ذلك أكثر من إسقاط نظام «الديكتاتور» صدام حسين في العراق.. وبكل أسف فإن الإطاحة بهذا الطاغية ربما تكون الحسنة الوحيدة من الحرب.» وتابع أن «الحرب كان الهدف منها تدمير أسلحة الدمار الشامل منحت إيران حليفاً جديدا، إلا أنه لم يكن هناك أي منها... وكان الهدف من الحرب القضاء على تنظيم القاعدة في العراق، ولكن الجماعة الإرهابية لم يكن لها أي وجود في البلاد حتى بعد الغزو. وأضاف أن «الحرب كان الهدف منها إقامة نموذج للديمقراطية في العراق يقوم على سيادة القانون، ولكنها أدت إلى إقامة نظام فوضوي استبدادي، وقادت إلى قيام امريكا بممارسات تنتهك قوانين الحرب. وقال أيضاً: «لقد كان الهدف من الحرب تحويل العراق إلى قاعدة صديقة، تسمح للقوات الأمريكية بالتدخل في إيران، وقت الحاجة، ولكنها بدلاً من ذلك ً في بغداد.»

تقرير دولي

6 تريليونات دولار خسائر واشنطن من احتلال العراق ...والغزو «نشط» الجهاديي
كشفت دراسة دولية أن الغزو الأمريكي للعراق كلف واشنطن 1.7 تريليون دولار إضافةً إلى 490 مليار دولار في شكل مستحقات للمحاربين القدامى وأن المصاريف قد تزيد إلى أكثر من 6 تريليونات دولار على مدى العقود الأربعة المقبلة بحساب الفوائد.
وأظهرت الدراسة التي تحمل اسم مشروع تكاليف الحرب وأعدها معهد «واطسون» للدراسات الدولية في جامعة براون أن الحرب أسفرت عن مقتل 134 ألف مدني عراقي، وربما ساهمت في مقتل أربعة أمثال هذا العدد.
وذكرت أنه بإضافة أعداد القتلى بين قوات الأمن والمسلحين والصحافيين والعاملين في المجال الإنساني يرتفع العدد الإجمالي لقتلى الحرب في العراق إلى ما بين 176 ألفاً و189 ألف شخص.
وقالت الدراسة إن الكلفة المجمعة للحروب تبلغ 3.7 تريليون دولار على الأقل بناء على المصروفات الفعلية من وزارة الخزانة والالتزامات المستقبلية مثل المطالبات الطبية ومطالبات مرتبطة بالإعاقة للمحاربين القدامى الأمريكيين.
وارتفعت تلك التقديرات إلى قرابة 4 تريليونات دولار في التقرير المحدث... وزادت تقديرات الوفيات بسبب الحروب الثلاثة التي تراوحت في السابق بين 224 ألفاً و258 ألفاً إلى ما بين 272 ألفاً و329 ألفاً بعد عامين.
ولم يشمل التقرير من توفوا بطريقة غير مباشرة بسبب النزوح الجماعي للأطباء وتدمير البنية التحتية على سبيل المثال ولم تشمل أيضاً تريليونات الدولارات في شكل فوائد قد تدفعها الولايات المتحدة على مدى الأربعين عاماً المقبلة.
وذكر التقرير أن الفوائد على مصروفات حرب العراق قد تصل إلى نحو 4 تريليونات دولار خلال هذه الفترة. وبحث التقرير أيضاً الأعباء التي يواجهها المحاربون الأمريكيون القدامى وعائلاتهم وأظهر وجود كلفة اجتماعية كبيرة إلى جانب زيادة في الإنفاق عليهم.
وكانت دراسة عام 2011 توصلت إلى أن المطالبات الطبية والمطالبات الخاصة بالإعاقة للمحاربين القدامى بعد 10 سنوات من الحرب وصلت إلى 33 مليار دولار. وبعد ذلك بعامين ارتفع الرقم إلى 134.7 مليار دولار.
وخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة لم تكسب شيئاً يذكر من الحرب في حين أنها سببت صدمة للعراق... وذكر أن الحرب نشطت الإسلاميين المتشددين في المنطقة وأصابت حقوق المرأة بانتكاسة وأضعفت نظام الرعاية الصحية الضعيف أصلاً مشيرا الى أن جهوداً لإعادة الإعمار بكلفة 212 مليار دولار فشلت إلى حد كبير مع إنفاق معظم هذا المبلغ على الأمن أو فقدانه بسبب الإهدار والاحتيال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.