معارض.. هذه الكلمة لا تعني الكثير إذا لم يتم شكلها وجمع المعرض يختلف بالتأكيد عن اسم الفاعل من عارض يعارض معارضة... وفي كل الحالات ومع بعض المجازفات اللغوية لا تكون الميم في معارض مكسورة (أو حتى مفصوعة) أو ساكنة والسكون لا علاقة له من حيث المعنى مع السكان والإمكان والسكن.... الى هذا الحد قد يكون درس اللغة معقولا ومقبولا وقد تقبلناه بصدر رحب (بطحاء) لكن حين يحوّل بعضهم الحبّة الى قبّة ويصير الخطأ البسيط والمشهور خطرا على اللغة... وفي المرة القادمة حين يرتكب أحدنا خطأ متعمّدا أو غير متعمّد يرسم علامة القاطع والمقطوع للتنبيه الى الخطر.. أو يرسم نارا ويضع عبارة سريع الإلتهاب... وفي رسم كاريكاتوري آخر وقبل أن يسترسل الواحد منا في الكتابة ويزيد من سرعة الكلام يجب عليه أن يتأكد من عدم وجود الرادار... في رسم كاريكاتوري ثالث سأل أحدهم الآخر: ما معنى هذا الكلام في قضايا اللغة والصحافة؟ وكان الجواب : الرادار والردارة مثل... النبّار والنبارة... صنعة من لا صنعة له... * فصحى.. في العامية كانت هذه مقدمة أو قصّة (القاف مفتوحة) للعودة الى سؤالنا القديم حول الكلام الفصيح جدّا... في الدارجة أو العامية... والكلام الفصيح أو العامي المسترسل في القاموس الفصيح يكون شطحا وفي القاموس الدارج أو العامي نكسر الطاء ونمدها لكن للتعبير عن الرقص... أو الرقص المسترسل... وهذا الرقص يختلف عن الرقص الراكض أو المتقلب أو الصاعد والنازل ويشبه الى حدّ ما.. الرقص المعاصر.. وكلمة المعاصر هذه لا تعني جمع معصرة الزيتون.. ويعبّر بعضهم عن «الكلام المائل» بالشطحات وهو تعبير مجازي على الأرجح... ثم إن الرادار كلمة غير عربية لكن جهابذة اللغة.. أو الذين يصنفون انفسهم في هذا الباب.. يقبلونها عن طيب خاطر بينما يرفضون كلمات أخرى قادمة من الأعماق الشعبية كما لو أنهم يفضلون المستورد والأجنبي في اعادة صياغة جديدة لعقدة نقص قديمة... وللتعامل مع الرادار والشطيح... يعتمد بعضهم سياسة المكيالين والوزنين... وللتعليق على ما لا يمكن تعميمه قد يقول أحدهم هزلا في إطار رسم كاريكاتوري إن بعض اللغويين.. يرقص على قدم واحدة ولا يعرف على الأرجح أن لدى العرب «شطحات» جميلة جدّا... وجاء تقريبا في نادرة في «بخلاء الجاحظ» أن أحدهم كان كلما اشترى حذاء جديدا يسير عن قدم واحدة من باب التقشف حتى تتهرأ فردة واحدة فقط ثم يسير على القدم الأخرى.. والفردة.. التي وجدت اختها من العربية السليمة لكن في اطار قاموس معتدل التزم بحلّ وسط بين التشدّد والإنحلال... وفي إطار جدل عقيم قديم قال بعضهم إن هذا الحل الوسط أقرب الى الأغلال اللغوي منه الى التشدّد والتمسّك باللغة العربية. ويذكر هذا الكلام بما يقال عن وسط اليمين ووسط اليسار في قضايا السياسة.. ثم إن قضايا اللغة غير جامدة بل إن التعامل مع سيول من الكلمات القادمة من اللغة الانقليزية في إطار الثورة المعلوماتية يستدعي الكثير من المرونة لتفادي الكسر.. أو العصر.. وفي كل الحالات تخضع اللغة الى.. مدارس وهناك.. البصرة والكوفة في القديم.. وأكثر من 20 مدرسة حاليا... * المدرسة... الشعبيّة وقد تكون المدرسة الشعبية في اللغة من أهم المدارس لكننا لا نجد مع الأسف أي قاموس شعبي مما يعني أن اللهجات الشعبية الغربية لم تتحول الى موضوع أكاديمي أو أن البحوث الأكاديمية (للمتخصصين) لم تتحول بعد الى قواميس... لكن لماذا القاموس الشعبي؟ السؤال قد يكون في غير محله بما أن المطلوب من الباحثين المتخصصين حصر الكلام الشعبي وضبط آليات الاشتقاق المعتمدة لفهمه ورصد الاختلافات ويفترض أن هذه الأمور تعني السلطات والهيئات الثقافية العربية. وقد نجد في أحد القواميس المحتملة أن كلمة ال»متاع» متعدّدة الاستخدامات فهي تعني الملكيّة (متاعي أنا وهذه عربية سليمة) والانتماء (الثالثة متاع العشية.. وحين يتتبع المستمع برامج احدى الاذاعة فإنه يتمتع بتتبع كلمة «متاع» ليل نهار... وفي مصر يستعملون نفس الكلمة لكن الباء تحل محل الميم أو اذكر بتاع ابتاع بين الشاهد عادل إمام والضابط عمر الحريري في «شاهد ما شافش حاجة» ثم إن «الإش» التي تعبّر عن النفي في العربية الشعبيّة هي بالصورة البطيئة ما شاف «أي شي» وقبلها كان هناك الحوار اللغوي حول فعل أصرّ يصرّ... إلحاحا... وبالصور البطيئة أيضا نقول لغة.. أصلنا متعودين» ونضيف في رسم كاريكاتوري عن بعض أوجه اللهجات الشعبية حوارا بين عربيين. الأول : بونجور عليكم... الثاني : وعلكيم السلام ورحمة الله وبركاته. ونقول أيضا رقص يرقص... شطحا وشطيحا ولا ينتهي الكلام... ولا الرقص وأعرف راقصا «صوفيا» يدور ويدور... حتى يصاب المتفرج بالدوار... والدوار ب»الداء» المرفوعة غير الدوّار بالدل المفتوحة...