فرنسا تنتزع لقب أطول ''باقات'' في العالم من إيطاليا !    30 مؤسسة تستكشف السوق النيجيرية    مهدي بلحاج: هضبة سيدي بوسعيد مهدّدة    اجتماع أمني تونسي ليبي بمعبر راس جدير    متاحف بريطانيا تعير غانا الكنوز الملكية المنهوبة أثناء الاستعمار    الرابطة المحترفة الثانية: نتائج مباريات الدفعة الثانية للجولة الحادية والعشرين    بصورة نادرة من طفولته.. رونالدو يهنئ والدته بعيد الأم    مرحلة التتويج من الرابطة الأولى: النادي الصفاقسي يعقّد وضعية النادي الافريقي    اوّل انتصار ..ثلاثيّة امام النادي الافريقي ترتقي بالفريق الى المرتبة الرابعة    صفاقس: إحباط 22 عملية حَرْقة والقبض على 10 منظّمين ووسطاء    سليانة: السيطرة على حريق نشب بأرض زراعية بمنطقة الهوام    عاجل/ مداهمة مكاتب قناة الجزيرة في القدس ومصادرة معدّاتها..    منوبة: الاحتفاظ بمجموعة حاولت تحويل وجهة شخص واغتصابه باستعمال العنف    سوسة: منفّذ عملية براكاج باستعمال آلة حادة في قبضة الأمن    مرحبا قُدوم دينا في بيت الصديق ابراهيم وحرمه نرجس    وزير الشّؤون الدّينية يختتم الملتقى التّكويني لمؤطّري الحجيج    معهد الصحافة وعلوم الأخبار: المعتصمون يقررون تعليق مقاطعة الدروس ومواصلة الاعتصام    جمعية مرض الهيموفيليا: قرابة ال 640 تونسيا مصابا بمرض 'النزيف الدم الوراثي'    إنتاج الغلال الصيفية ذات النّوى يبلغ 245 ألف طن    فص ثوم واحد كل ليلة يكسبك 5 فوائد صحية    تستور: الإحتفاظ بعنصر إجرامي مفتش عنه من أجل " سرقة مواشي والإعتداء بالعنف الشديد ومحاولة القتل".    الاثنين : انطلاق الإكتتاب في القسط الثاني من القرض الرقاعي الوطني    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الأحد 5 ماي 2024    محكمة الاستئناف بالمنستير توضّح بخصوص عدم الاستجابة لطلب القاضي أنس الحمايدي    رسميا "ناجي جلّول " مرشّح حزب الإئتلاف الوطني للإنتخابات الرئاسية    أريانة: الكشف عن وفاق إجرامي وحجز كمية من الهيروين وسلاح ناري أثري    حقيقة الترفيع في تعريفات الكهرباء و الغاز    كأس تونس لكرة اليد... «كلاسيكو» من نار بين «ليتوال» والترجي    تفاصيل الاكتتاب في القسط الثاني من القرض الرّقاعي الوطني لسنة 2024    الإدارة الجهوية للتجارة بولاية تونس ترفع 3097 مخالفة خلال 4 أشهر    مختصّة في أمراض الشيخوخة تنصح باستشارة أطباء الاختصاص بشأن أدوية علاجات كبار السن    أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف حرب الإبادة في غزة وحشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطين    للمرة ال36 : ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني    المهدية: الاحتفاظ بشخص محل 15 منشور تفتيش وينشط ضمن شبكة دولية لترويج المخدرات    ظهرت بالحجاب ....شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في الكويت    هذه مواعيدها...حملة استثناىية لتلقيح الكلاب و القطط في أريانة    طقس قليل السحب بأغلب المناطق وارتفاع طفيف للحرارة    جامعة الثانوي تدعو الى وقفة احتجاجية    نتائج الدورة 28 لجوائز الكومار الادبي    لتحقيق الاكتفاء الذاتي: متابعة تجربة نموذجية لإكثار صنف معيّن من الحبوب    الرابطة المحترفة الثانية : نتائج مباريات الدفعة الأولى للجولة الحادية والعشرين..    شيرين تنهار بالبكاء في حفل ضخم    هند صبري مع ابنتها على ''تيك توك''    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    انتخابات الجامعة:إسقاط قائمتي التلمساني و بن تقية    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار شامل مع عبد الفتاح مورو: قيادات النهضة طردوني بلا سبب والمرزوقي أخطأ في تجريم التكفيريين
نشر في الفجر نيوز يوم 01 - 03 - 2012

إسلاميو الجزائر دخلوا الحكومة والبرلمان فليكتفوا بالمشاركة
السلفيون لم يفعلوا شيئا للإسلام غير تفريق الأمة وتشتيت جمعها
يعتبر المحامي والناشط السياسي عبد الفتاح مورو من اهم قيادات الحركة الاسلامية في تونس كما كان رفيقا للشيخ راشد الغنوشي في تنظيم الاتجاه الاسلامي في تونس حتى تأسيس حركة النهضة لكنه سرعان ما ابعد عنها لخلافه مع قيادات النهضة حول طرق التعامل مع السلطة البوليسية لبن علي.. القته الشروق بمكتبه وحاورته حول عدد من القضايا المحلية والإقليمية. حاورته: فريدة لكحل
عام بعد ثورة الياسمين، هل الشيخ عبد الفتاح مورو، راض عما حقق لغاية اليوم؟
ما أنجز لحد الآن ايجابي لان الوضع الذي كنا فيه كان يطرح علينا مجموعة من السيناريوهات المتوقعة حيث كان يمكن ألا تنجح الثورة ونجحت وكان ممكنا إلا يفر بن علي وكان يمكن أن يكون عدد الضحايا كبيرا، وكان يمكن أن يحدث استقطاب بين الطرف الإسلامي من جهة وبين الطرف العلماني من جهة أخرى بشكل يعطل مسار البلد وهذا لم يحصل ورغم الخلافات التي حصلت إلا أن النتائج ايجابية.. صحيح ان ما بقي من المشوار صعب، لانه بمقتضى المعطيات الواقعية يستوجب أكثر من الجهد والإمكانيات، واذا كان الجهد يبذل فان الإمكانيات، في بعض الأحيان تتوفر واحيانا اخرى لا، والان السلطة الجديدة تجابهها تركة ثقيلة وهي مطالبة بانجاز كبير.. وهي أمام تحد، هل يمكن ان تنجز انجازا يرضي الفئات المطالبة ام لا، ورغم كل هذا عندما أقارن انفسنا ببقية البلدان التي قامت بها ثورات نجد انفسنا بوضع طيب.
نجاح اتفاق الفرقاء السياسيين في تونس، وفشله في دول أخرى، هل يعود للإسلاميين أنفسهم أم للآخرين؟
الإسلاميون في تونس تخطوا عقبة الايدولوجيا بشجاعة وهذه لم تتوفر لدى غيرهم فالمشروع اليوم في تونس هو مشروع وطني والإسلاميون يجب ان يعدلوا سمتهم على مطالب الشعب لأن الشعب لم يثر لا على الإسلامي ولا على الشيوعي بل لتحقيق كرامته وخبزه...الاسلاميون في تونس تخطوا الحرج في التحدث عن الدولة بصبغة إسلامية، ولا يعتبرون هذا نكوصا منهم وإنما استجابة لمطلب الشعب في هذه المرحلة، لان الشعب يطلب انجاز ما إرادته الثورة، وهو كرامة تحقيق الحريات وتحقيق مكسب اقتصادي الذي من شانه توفير تنمية مستدامة وهذا من صميم الاسلام، ونجحوا في تونس بينما فشلوا في بلدان أخرى، لان المحيط الذي نعيش فيه وقربنا من التيارات الغربية اقنعنا باننا نحن لم نعد نعيش في الدولة العقائدية التي كانت موجودة في القرن التاسع عشر، وعلى اساس العقيدة تتشكل الدولة، ففي الاسلام كان دار الاسلام ودار الكفر، أما اليوم فتجد في الدولة الواحدة من ينتمي للاسلام ومن لا يعترف به، ونحن فرض علينا ايجاء القاسم المشترك الذي يجمع بيننا وبين مواطنينا، هذه الاخيرة هي جديدة في قاموسنا بعدما كنا نستخدم الرعايا واهل الذمة، اليوم موجود مواطن له ما لك وعليه ما عليك، وهذا يقتضي علينا تعديل افكارنا على ضوء ما يسمح به واقعنا، وما يُسمح لنا نحن نابع من صميم الدعوة الاسلامية وهو تحقيق الحرية، والكفاف لكل الناس، وتحقيق ذلك هو مطلب اسلامي، ونحن لا نطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية، ومن ينادي بها أخطأ في فهمها وفي تطبيقها.
تتهم اليوم الحركة بأن ما تدعو إليه مجرد شعارات وأنها تطبق في الأرض عكس ذلك؟
نعم تتهم بانها تقمع، فمن الذي قمع من قبلها، تحكم الان ولم يمض على ذلك سوى الشهرين، فمن وضعته في السجن، الناس يسبونها ويتهمون قياداتها ولم تحرك ساكنا، الحركة حوكمت وهي خارج السلطة، وهي اليوم تحاكم وهي داخل السلطة قبل ارتكاب الفعل.
تحدثت مؤخرا عن أسلمة الاقتصاد، ما الذي قصدته به؟
لا يوجد اقتصاد إسلامي، بل اقتصاد وفقط، أما عن تصريحي فكان بمناسبة مؤتمر خاص بالصرافة الإسلامية، للتسويق لهذا المشروع، فقلت انها شكل جديد من اشكال الصرافة لكنه لن يلغي الصرافة التقليدية وسيبقى أناس يتعاملون مع المصارف الربوية واخرين مع المصارف الاسلامية، فهذه القضايا مثلها مثل قضية الحانات والمخامر والسينما، وهي قضايا المرشد وليس الحاكم، وهي قضية العالم الداعية الذي يدعو الناس الى الامتناع عن المحركات، دون ان يستعمل يدا او عنفا لكنها قضية بعيدة عن قرارات السلطة، لا نريد تطبيق ذلك بقانون وبقوة، لأننا رأينا كيف ببلدان تمنع تعرية الرأس للمرأة وبمجرد صعودها على متن الطائرة تعريه، وناسا ممنوعين من شرب الخمر بنص القانون بيوتهم مملوءة بها، ولذلك نحن نقول أن هذه قناعات شخصية، صحيح أننا نتمنى أن يقتنع كل الناس بان الخمر مضر أو محرم، لكن هذه أمنية لا استطيع أن احمل الناس عليها، لان حملهم على أمر ما خسارة لأنهم سينقلبون.
هل يعني هذا أنك كنت ضد مرسوم الرئيس المرزوقي الذي أصدره مؤخرا والخاص بتجريم التكفير؟
تكفير الناس ليس حرية فالذي يكفرني كالذي يضربني على وجهي ما الفرق بين الاثنين، لكني لا أرى ان تطرح القضية على مستوى القانون لان القضية لا تعالج قانونيا..لا نقبل بالتكفير، لكن لن نعالج القضية عن طريق المحكمة او البوليس، بل بالحوار، انا ضد المرسوم لانه لا يحل الاشكال.
السلفيون في تونس شاركوا في الحراك الشعبي ويتهمون السلطة اليوم بأنها أقصتهم من المشاركة السياسية؟
لا يوجد من ينفي عنهم أنهم شاركوا فكل المواطنين شاركوا في الحراك الشعبي حيث كان حراكا باسم الشعب، ثم من أقصاهم، يا ابنتي لم يقصهم احد هم قالوا أنهم لا يؤمنون بصندوق الانتخاب والاقتراع كفر، هم أقصوا أنفسهم، وكانوا يحملون الناس على عدم المشاركة، وقالوا ان ذلك كفر، واختيار الناس كفر، فالقضية مع هؤلاء الناس قضية اكبر من كونه خلاف بسيط بل قضية منهج خاص، هم لا يرون العمل بالسياسية والآليات السياسية كما نراها، ويثبطون عزائم الناس.
هل ترى أنهم يشكلون خطرا على مستقبل تونس؟
يشكلون خطرا على العقل، يتعاملون تعاملا حرفيا مع النص، ظاهريا ولا يتعمقون فيه وهؤلاء ينفون قدرة الإسلام على التجدد وينفون قدرته على استيعاب الواقع، بل يفرضون علينا أن نعود إلى القرن الثالث هجري، بدل أن يطوروا عقولهم ويستوعبوا المتجدد الذي نعيشه ويطالبون برفض هذا الواقع والعودة لذلك العصر وهذا مطلب مجنون، فكيف يمكن أن أتخلى عن وضعي في هذا القرن وأعود للقرن الثالث؟ هم يفرضون على الناس أن يكون مذهبهم العقيدة، ويجادلون في نقاشات ومتاهات علماء الكلماء في القرن الثالث، ثم فرضوا علينا النقاب ولباسا ليس بلباس بلدنا وسمتا في الحياة ليس سمت بلدنا، أنا أسألهم هل فيه في الإسلام لباس سنة، هل غيّر النبي من لباسه، أليس من أثار سماحة الإسلام انه لم يفرض لباسا على كل البلدان التي دخلها، نحن نريد للمرأة أن تكون فاعلة في المجتمع وهم يلبسونها النقاب ويجلسونها في البيوت ويخرجون أبناؤهم من الكليات العلمية إلى الكلية الشرعية، هل سنتقدم كعالم إسلامي فقط بالشريعة الإسلامية، أقول لهم إن فراشكم وطعامكم هو من صنع الغرب، انتم لم توفروا العزة لهذا الإسلام ...لم يفعلوا شيئا للإسلام، غير تفريق الأمة وتشتيت جمعها.
هل نفهم أنك ضد النقاب؟
لا، لست ضده، لكني أقول أن قضية النقاب غير مطروحة في مجتمعنا، طرحها كالذي طرح ختان النساء فالأمر سيان، هذه القضية مطروحة في بلدان أخرى، فضلا عن أن السند الشرعي لا يسنده.
يعني هذا أنك ضد ما يدعو إليه الداعية وجدي غنيم حول هذا الموضوع؟
لا وجدي غنيم لم يقل ذلك، كذبوا عليه، هو لم يطرحها في تونس بل في بلده وهو حر، لكنهم أشاعوا أن من تستقبلونه في تونس اليوم هو داعية ختان النساء فاضطر لان يرد وقال أن الختان مكرمة، فخصومه هم من أثاروا القضية وهو وقع في الفخ، وأنا قلت أن المجرم من يثير القضية والمجرم من يرد فيها، لأنها غير مطروحة بتاتا في بلدنا، فهي غير موجودة لا في معاملاتنا ولا في حضارتنا، هو اخطا في الرد، وليس لديه الحق في التحدث فيها لأنها مقرفة.
نعود للنهضة التي أسستها رفقة صديقين آخرين لك، لماذا غادرتها؟
لم أغادرها بل طردوني وأبعدوني وأخرجوني وانتهى الموضوع، فالفئة التي تسير النهضة منذ 14 يناير لغاية اليوم استبعدتني من كل شيء، لأني أزعجها، فقد استبعدتني حتى من تأسيس الحركة نفسها حين كانوا يطالبون بالحصول على اعتماد، ثم استبعدوني من الانتخابات، ثم من الوزارة التي اطمعوني بها سامحهم الله.
علاقتك بالنهضة الآن؟
علاقة شخصية مع بعض ممن أثق بهم، أما الذين قرروا استبعادي فليست لي بهم علاقة، ومن واجب الحركة محاكمتهم، علاقتي أيضا بالشيخ راشد طيبة وهو ليس من قرر ابعادي، وعلى كل لم ابعد أنا فقط بل الكثير من الكفاءات استبعدت وارجو الا تنتكس القيادات التي وضعت في الواجهة.
هذا يعني أن خلافك مع النهضة خلاف أشخاص وليس أفكار مثلما روّج له؟
نعم خلافي خلاف أشخاص وليس أفكار، فهم اليوم يأخذون من أفكاري ولا مشكل في ذلك.
نقلت وسائل إعلام عديدة مؤخرا عن نيتك تأسيس حزب جديد، ما مدى صحة ذلك؟
صحيح، لكن تأسيس حزب ليس قضية أوراق، بل هيكلية إدارية وبرامج وهذا يأخذ من عمري أكثر من المتاح، ثم إني تراجعت عن ذلك كوني لا أريد الإساءة لحركة كنت احد مؤسسيها وكنت أرى أن موقفي هذا سيعيه من استبعدني، لكن للآسف لم يفهموا منه ولم يعوه او فهموه وتصورا اني ضعيف.
هناك من تساءل عن الثمن أو التطمينات التي قد ترضي الغرب عن الحركة حتى تشارك بفعالية في الحكم؟
الغرب لا يرضى بل له مصالح يجب أن يحفظها واليوم مصالحه يجب أن تتمتع المنطقة بالاستقرار حتى يتخلص من متابعه من جيرانه، الهجرة الارهاب، فاذا جاءت حكومات اسلامية معتدلة تكف عنهم خطر الارهاب وتهتم بشبابها، فلن يطلب الغرب ثمنا خاصا، وان وفر الاسلاميون هذه المعطيات يحكموا باي شكل يرونهم مناسبا،
ما العلاقة التي تربطك باسلاميي الجزائر؟
علاقتي بالجزائر وليس الإسلاميين فقط، علاقتي ارتبطت بالجزائر منذ ملتقى الفكر الإسلامي الذي كنت احضره كل سنة وقت كانت تشرف عليه وزارة الشؤون الأصلية أيام الوزير مولود قاسم حيث ذهبنا لقسنطينة ووهران ومستغانم، الجزائر بالنسبة للتونسيين كانت أبدا بلد النضال وكل تاريخ تونس مطبوع منها، أما علاقتنا بالإسلاميين من قبل كانت علاقة تبادل الرأي لكن عندما تحولت الأمور إلى سياسة أحجمنا ويجب أن يحجموا هم عن التدخل في شؤوننا ونحن عن التدخل في شؤونهم لأنه فرق بين أن نتبادل الرأي في قضية دعوية فكرية وهذا أمر مطلوب أما حينما تصبح القضية على محك ممارسة حكم يصبح أي تدخل هو تدخل في شؤون الغير والجزائر دولة قائمة الذات لها سياستها ومؤسساتها ورجالاتها وقضية علاقات أطرافها السياسية في بعضهم البعض قضية داخلية يحلها الجزائريون بالطريقة التي يرونها اسلم لوضعهم دون أن نتدخل فيها وليس لدينا الحق إلا بالدعاء لإخواننا بان يوفقهم الله إلى وفاق على تعامل يبقي على الجزائر وعلى موقعها الهام في المغرب العربي والمنظومة العربية.
هل استفدتم من تجربتهم؟
فيه استفادة فاستعجال الآمر قبل أوانه ينتهي بالمرء لان يحرم منه والقضية الإسلامية ليست قضية حكم والحكم لا يمكن أن يستعمل مطية لفرض الالتزام على الناس بل قضية الالتزام قضية قناعة والذي يتصور ان يأمره بالحكم ليفرض الإسلام هو خاطئ. لماذا الإسلامي يرغب في الحكم.. ليساهم في أقامة صرح المجتمع الذي يفرض على باقي المواطنين أن يدلوا بدلوه وهو واجب ويجب أن يكون له إمكانية ان يقدم أكثر من غيره أو ربما يستند اسلامه لبيانه انه اكسر عطاء فهذا مرحب به هو أن يكون هو المحرك لتغيير أوضاع البلد لكن لا ليفرض الإسلام على الناس،
هل نفهم من كلامك أن إسلاميي الجزائر اخطأوا في الجوهر؟
لا استطيع القول أنهم اخطأوا لكن وجدت في وقت من الأوقات فكرة أن الإسلام يفرض وانه يوصل للحكم لفرضه هذا فكر مازال قائما عند الكثيرين لليوم مثل الذين يرون ان حمل السلاح بعد الثورة سيفرضون به فكرهم، ونحن قلنا انتم مخطئون، يا ناس الإسلام لا يفرض وان يدرس وتبين محاسنه حتى يتبناه الناس من تلقاء انسفهم والرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن لديه جهاز تنفيذي ينفذ القوانين التي يصدرها، بل اقتناع... فالرسول لم يدخل حياة الناس الخاصة ولم يكن يدخل بيوتهم ولا يسال ماذا يأكلون ويشربون، لكن الذي حصل أن الناس اقتنعوا وهم الذين نفذوا من تلقاء انسفهم، وهذه تربية للإسلاميين يجب أن يعتبروا انفسهم حتى وان وصلوا للحكم ألا يفرضوا قناعاتهم على المواطنين، الإسلام يتأذى من القهر والالزام .
هل تتوقع حسب متابعاتك للوضع في الجزائر أن يفوز الاسلاميون في الاستحقاقات القادمة؟
اقول ان الاسلاميين في الجزائر لهم وجود ودخلوا في الحكومة والبرلمان انا لو كنت صاحب اختيار لما اخترت ان أكون أغلبية بل لاخترت المشاركة فقط، لان الغالبية تفرض علي وضعا صعبا وامتحانا أصعب، فالتركة مليئة بالمشاكل، والتحديات وينظر إلينا دائما على أننا لم نقم بشيء وأن الإسلاميين فشلوا في ذلك، وسينظر إليهم الناس على أنهم ابطأوا في حل المشاكل ولذلك لا ارغب في آن يكون الاسلاميون أغلبية بل ينفع حين يكونوا موجودين يعني يرشدون غيرهم ويطمئنون من خالفهم بانهم ان كانوا داخل او خارج الحكم لن يفرضوا على الناس افكارهم واراءهم وألا يحرمونهم من حرية الاختيار، فتحبيب الناس في الاسلام سياسيا افضل.
أليس هذا هروبا من المسؤولية؟
ابدا، بل تدرجا لان النهضة المنشودة في العالم الإسلامي تبدأ من الإنسان والى الإنسان ولا أتصور قرارا حكوميا يكفي لبناء نهضة،
هل هذا هو سبب الاختلاف بينكم وبين الحركة؟ وما سبب إقصائكم منها؟
لا أقول هذا لكن أقول أن الاعتراف في الحركات السياسية بالخطأ نوع من أنواع التمشي الطبيعي، فالسياسي يجب ان يعتذر إن أخطأ.
هل هذا يعني أنك كنت مع الرئيس المنصف المرزوقي لما اعتذر عن استخدام مصطلح الجراثيم وهو يقصد به السلفيين؟
الأستاذ المرزوقي لم يكن من حقه أن يصف الناس بالجراثيم لكن لما اعتذر يبقى هذا التصرف طيبا، لكن العتب يبقى قائما لان رئيس الجمهورية يجب آن يعامل الشعب بصفة الأبوة التي تحتضن الجميع، من حقه عليهم أن يصدر تاديبات دون اهانة لهم.
شوهدت وأنت تغني على المباشر على إحدى الفضائيات التونسية، ما الرسالة التي أردت أن توصلها لمشاهديك بهذه الخرجة؟
أردت أن أفند أن ما يقال من أن رفع الصوت بالنغمة محرم، وأنا لا اعلم دليلا لذلك، إلا من تزمت أرادنا أن نفرضه على سمت حياتنا، وهو يخالف ما عرف عن عهده صلى الله عليه والسلم، الذي استقبل بنشيد بنات النجار، ثم اني انشدت، ولم اغني كلاما مبتذلا ولم امتهنه ولا حرج في التغني بالنشيد لا على الشيخ ولا على غيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.