ما بين الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء وعلى الساعة الثانية فجرا قامت عصابة من الملثمين بالاعتداد على شاب يقطن بعمادة السواني مما أسفر عن عديد الكسور، وقد تعرّض هذا الشاب الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاما لضربات بآلة حادة، بعد أن كان يمتطي دراجة نارية في حين كانت سيارة تقتفي أثره ويوجد على متنها أربعة أشخاص. هذا السيناريو ذكّرنا بمقتل الشيخ لطفي قلال الداعية الإسلامي التونسي الذي واكب تشييع جثمانه أعداد غفيرة فقد قتل على أيد آثمة بعد أن تلقى ثلاث طعنات، إحداها كانت على مستوى القلب. أبناء المونبليزير شيّعوا الفقيد مع بقية الأحباب والأصحاب المقرّبين لهذا الشيخ إلى مثواه الأخير بمقبرة الجلاز وهم في حالة من الذهول نظرا لأن المجني عليه كان يتمتع بدماثة أخلاق لا توصف، فهو لم يؤذ القريب ولا البعيد حتى يكون مآله هذه الموتة الشنيعة التي تنمّ عن حقد دفين من قبل أناس مجهولين إلى درجة أن عائلته صدمت بفقدان العزيز الغالي عليهم وكيف لا يكون كذلك وهو الشيخ الوقور الذي لا تتوانى أن تراه دائما مبتسما، إذ هو يعامل الجميع سواء أكانوا إناثا أم ذكورا بنفس القدر من الاحترام. الشيخ كان ينتمي إلى جماعة الدعوة والتبليغ فهم يمثلون بالفعل عائلته الحقيقية فدائما ما تجده معهم بعد أن يتمم جميع مشاغله الدنيوية ليسعى لهداية الناس ضمن هذه المجموعة التي لا تريد أن تدخل عالم السياسة، فبأي ذنب قتل هذا الرجل الطيب ولم يُعلم عنه الإساءة لأحد؟ هناك غموض في مقتل الشيخ والاعتداء على الشاب القاطن في جندوبة، على الأرجح أن تكون دوافع القتل سياسية ومحاولة أطراف منهم زعزة استقرار البلاد. حتى لا يشعر التونسي بالأمن والأمان في كنف حكومة شرعية منتخبة لم تستطع القيام بواجبها كما ينبغي تجاه شعبها الذي أصبح يعيش في بؤرة من التوتر والفزع أو يريدون من ذلك بثّ الفتنة بين التيارات السنية ذات التوجّه الديني مثل التيار السلفي ونظيرتها جماعة الدعوة والتبليغ وهذا ما فهمه البعض منا. فيصل البوكاري تونس