[رسوم الخزي والعار... تسلّلت إلينا داخل الديار فيصل البوكاري]سبق للدولتين السويدية والدنماركية أن كانتا محطّ سخط العالم مع اختلاف ألوانهم وجنسياتهم. وشاهدنا عبر شاشة قناة الجزيرة الفضائية كيف أن الملايين من المسلمين تظاهروا وتجمهروا وصبّوا جام غضبهم على هذين الدولتين الغربيتين. كما ناشدت الشعوب قادتها على قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دولتي الكفر والإلحاد. وذلك بعد أن قامت صحيفتين, سويدية ودنماركية بنشر صور تسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وعلمنا أنّ هنالك دولا قطعت علاقتها نهائيا مع هاتين الدولتين. وما حدث في المرسى من إساءة لشخص الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك للمسلمين والمسلمات من خلال المعرض الذي أقيم في قصر "العبدلية" للفنون التشكيلية أجّج طوفانا وتسوناميا جارفا من الغضب في نفوس جميع التونسيين. ولن يسكت هذا الغضب الشعبي إلا إذا اتّخذت وزارة العدل إجراءات صارمة والضرب على أيدي المعتدين الذين تعمّدوا إثارة الفتنة والتهكّم على رموز الإسلام ومقدّساته. ولن يهنأ للتونسيين بال وهؤلاء الشرذمة الذين أطلقوا العنان لرسوماتهم القذرة اعتقادا منهم أنهم يستطيعون رسم ما يشاؤون والتعبير عمّا تخالج به نفوسهم المريضة كما يريدون. إنّ هذا التعدّي الصارخ والفاضح على رموز الإسلام ومقدّساته والتجنّي عليها سببه – حسب رأي الزنادقة – حرّية التعبير الذي فهموه فهما خاطئا ولهؤلاء أسأل : هل بإمكانهم بحق ربّ السماء أن يفعلوا ذلك العدوان مع اليهود أو الإساءة للسامية؟ أبدا والله إنّهم لن يستطيعوا حتّى مجرّد التفكير والتخمين في ذلك لأنهم يعلمون علم اليقين أنّ اليهود وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تبقى مكتوفة اليدين إزاء الإساءة إلى السامية. فهم جبناء يخشون ردّة فعل إسرائيل وغضب الولاياتالمتحدةالأمريكية. إنّ ما قام به هؤلاء الحمقى لا يدخل في خانة الإساءة إلى رموز الأمة ومقدّساتها فحسب, بل يعتبر كذلك خيانة عظمى والقصد من ذلك إرباك حكومة السيد حمادي الجبالي داخليا وخارجيا. داخليا إثارة حفيظة النهضويون وحزب التحرير والتيار السلفي وخارجيا العمل على إثارة غضب الشعوب العربية والإسلامية للضغط على قادتها حتى تقطع علاقتها مع بلادنا. يقول الناظم في أبيات شعرية : من الأزمات يغمرني شعور أنني السبب فلو أنّي إلى الإسلام حقّا كنت أنتسب لما طالت محمّدنا رسوم صادها الكذب ولا عمّت محافلنا دعاوى عافها الأدب فيصل البوكاري - تونس