إنني أخاطبكم أنتم يا من تهوون الكراسي و متمسك بكم الوسواس و تسمون أنفسكم النخبة التونسية و تضنون إنكم سادتنا وتعلمون ما لم نعلم و تعرفون ما لا نعرف و أنكم لا تخطئون ولكن الواقع غير ما أنتم عليه لستم خيرا منا ولستم بحكماء و لا أصحاب عقول نيرة و ما أنتم سوي حثالة الشعب تتكبرون عليه و لا تحسون بما يحس و لا تعانون ما يعانيه و لا يعجبكم انتقادنا لكم ولا تتجاوبون معنا وما أنتم إلا جهلة بالسياسة لا تستوعبون الدروس و ما زلتم تقزمون الشعب و تركبون عليه كأنه حمير يحمل أسفاركم من مكان لآخر و تتحاورون معي بعضكم البعض في الكواليس و متخفين علي أعيننا حتي لا نسمع و لا نري لتتقاسمون السلطة بينكم و لا تهمكم الثورة و من الذي قام بها. * لستم أنتم من هرب منكم المخلوع و قد جئتم من بعيد لتجنوا ثمرة الأبطال الشباب الأبرياء الذين قدموا دمائهم للشهادة و لتحرير وطنهم و شعبهم من الظلمة المستبدين مثلكم مثل من سبقكم من الطغاة المجرمون تذكروا هروب الجبان المخلوع و لا تنسوا هذا الدرس لكل من تكبر و تجبر الشعب قال لا لذاك النظام الذي تدورون في فلكه الآن و تحافظون علي حياته و تجددون أنفاسه و تستسهلوننا من خلاله و تتكلمون معنا بالألغاز و تتسترون علي أفعالكم و تخفون علينا الحقائق كأننا نحن ضيوفا عليكم لا يجب علينا أن نتطلع علي أسرار عائلاتكم و كأن تونس هي ملك لكم و حدكم و نحن الغرباء الذين سيمرون مرور الكرام و نغادر كما ترحل الطيور المهاجرة من قطر إلي قطر و من فصل إلي فصل .أنسيتم إن الشعب استرجع السيادة وهو من سيبني الدولة الجديدة من القاعدة إلي قمة الهرم نعم ستبني الدولة من الشعب و بالشعب. *نحن نريد أناسا صادقون معنا و معي الثورة التي كانت حلم الشعب و أتمني أن لا تذوب كالماء في الملح و أتمني أن لا تخادعوننا لأننا نحن من انتخبناكم لنكون لكم مصدر سياساتكم تستمعون إلينا وتتبنون أفكارنا و رؤيتنا و تلبون مطالبنا وترفعوا عنا الغبن و الهم والتهميش و تؤسسون أن تكون سياستكم عادلة تحترم الغني و ترعي الفقير و تبني جسور المحبة والرحمة و التوافق بينهما و يكون الشعب التونسي جسم واحد إذا أشتكي منه عضوا تداعت له كل الأعضاء. *نحن لا نريد أن تملي عليكم وصايا استعمارية و لا نريد أن تستمعون لها و لا نريد أن يكون الشعب التونسي خاضعا لإرادة غير إرادته ولا نقبل أن تنتهك حرماته و تداس كرامته مثل ما كانت عليه أكثر من 57 سنة تحت الرعاية البورقيبية و ولي أمره المخلوع. *نريد قادة عقلاء و حكماء يتواضعون للشعب ويتقربون للضعيف منه و يتفقدون فقيره و يزورون مريضه و يشدون علي أيدي المسكين و يمسحون علي رأس اليتيم و لا يظلم عندهم عابر السبيل. *نبحث علي النخبة الصالحة الصادقة الشريفة تخاف ربها و تعمل لإرضائه و ترعي الرعية حق الرعاية و لا تهمل من ضل منها وتسعي لجلب الخير للجميع وتحقق العدالة في أرض انتهكتها العنصرية و الجهوية التمييز و فرقت بين شعبها سياسة القهر و التشنيع. *نحن في حاجة إلي الطاهرين الذين علي دينهم ماسكون. ألستم أنتم خيرا من الرحمة المهدآت محمد سيد الخلق و أحسنهم علي الإطلاق طلبت منه قريش أن يملكونه علي أنفسهم وأن يغنون ذهبا و فضة و يزوجوه من أحسن بناتهم وخيروه علي أن يتخلى علي دين ربه فقال لهم لو وضعتم الشمس في يميني و القمر في شمالي لما تخلت لحظة علي ما أرسلي به ربي. * ألستم أنتم خير من الذي خاطبه الأخشبين ( الجبل ) أن ينطبق علي من ضربوه وأسالوا الدماء من رجليه الطاهرتين لما زار الطائف و رد قائلا لا لعل الله يخلق من أصلابهم رجالا يعزون الإسلام. ما أحوج تونس الغالية علي قلوبنا إلي رجالا و نساء ينعمون بالولاء إلي ربهم يؤمنون به حق الإيمان و يصبرون لحكمه و يرضون بقضائه و يعشقون جمال ما خلق و أحسن ما خلق هو هذا الإنسان المتمرد علي ربه لا يتمعن في آياته و لا يشكر تلك الأنعام و ما خلق من حوله الكواكب و السماء و الأرض و البحار وما بينهما و ما تحت الثري ما لا نشاهد ولا نسمع و لا يخطر لنا علي بال و لا نري مثل ما يري و نعبد النظريات الإنسانية و نتمسك بها و ننشرها علي الملأ و نعادي أهلنا و إخوتنا لأجل أن نمرر أفكار ماركس و لنين و ستالين و أنغسل وأينشتاين و غيرهم من الرجال الين عادنونا و اختلفوا معنا في الإيمان و في الانتماء. *نحن نسأل الله أن يرزق بلادنا قائدا يستمع إلينا ويحس بمواجعنا ويصنع من ضعفنا قوة يحكم فيها صادقا نبيلا عفيفا قادرا أن يقود السفينة التونسية و يرسو بها علي شاطئ الأمان. * نريده أن يتكلم لغتنا و يلبس لباسنا و يأكل طعامنا و ينام مثلنا و يعبد الله خيرا منا و لا نريده ملاكا يتبختر و لا شيطانا أخرص بل إنسان من طينتنا نطمئن إليه و يطمئن إلينا نثق فيه و يثق فينا و لا يتكبر علينا و قادر أن يحمينا و لا يبيعنا لقوي أجنبية تتفرس فينا و تلعب بنا و تنهب خيراتنا. تعذبنا و استهنا و استعبدنا و لذا لا نثق في سياسة الكذب والوسيلة لا تبرر الغاية. * نريد منكم أن تكونوا أكبر منا علما و خيرا منا فضلا و ثري و معرفة وعطاء و عدلا تقدمون لنا النصيحة و تطلبون من الثبات علي الدين والتخلي بالأخلاق الحميدة و الصبر علي مظالم الآخرين لنا. *نود منكم أن تعدلوا و تحكموا بما أنزله الله و لا تنحازوا و تضيقون علي هذا لأن انتمائه الإسلام وتحت راية السلفية و تتغافلون علي الآخر لأنه ملحد و علماني و يحمل اسم مركب و مفتعل الديمقراطية أو لأنها شخصية معروفة ساخرة سافرة تحمل المسدس في يدها لترهب به من يتحداها و القانون عليه أعمي أم لأنها عارية و تكشف جسمها لتنكل بالإسلام عنوة و لا من يتكلم أو لأنه صاحب قناة و له وجه معروض علي الساحة الحوارية و يدعو للقتل و يسب و يشتم و يبقي حرا طليقا أو لأنه إعلامي يدر الحوار و نخاف لسانه و طبعه أو لان أصواتهم تنقب السطح وترعبكم بفصاحتها الجوفاء الداعية للرذيلة و الفجور و الفسق أو لأنه ذا مركزا راسخا في التمرد وخبير في الانقلاب و مدعوم من المخابرات الأجنبية و أصله من جهة معروفة بأعيانها فوق القانون و سيدهم يحرك الخيوط من وراء الستار و يأتمرون بأمره و يهابه الحاكم لأنه هو الحاكم في الخفاء و إذا كان حاكمنا جبان يتحاشاهم فلا حاجة لنا به لأنه يخاف علي مصالحه الشخصية و لا يعنيه أمن البلاد و لا هيبة الدولة و يسلط ظلمه علي المسالمين و يلفق لهم تهم الإرهاب و أخطرها الانتماء للقاعدة حتي بحضي بدعم و مساندة و سكوت السيد الأمريكي و ابنه المدلل إسرائيل و جارتهما الغربية فرنسا الاستعمارية بحيث يصبح حاكمنا يحمي العلماني و الملحد و جمعية النساء الديمقراطيات و يحكم بشدة و قسوة علي من يخاف الله لأنهم لا يحضوا بولاء الغرب عامة و حينئذ رجعنا إلي السياسة البالية القديمة سياسة المقبور والمخلوع و من هنا أجهضت الثورة وأقبرت وسكتم علي الخديعة و انتسبتم إليها في آخر المطاف ز تخليتن علي قانون تحسين الثورة و قال أحدكم إنه يضر بمصالحكم وسيطيح و هو نفسه انقلب عليكم بلا خجل وولي وجهه جهة أخري كنتم لا ترضون بها و سترضون لأنكم رضيتم بأن تجلسوا معهم تحت ريادة الزعيم القائد الحسين العباسي بعدما رفضتم في الأول و مصالحكم تقتضي الإتحناء و القبول بالأمر. *نريد منكم أيها السياسيون أن لا تخطبوا فينا سئمنا الجلوس أمامكم و المطلوب منكم أن تستمعوا إلينا فمن أفواهنا تدركون الحقيقة و تتعلمون الرد علي مطالبنا و العمل بنصائحنا نحن من نقرر و أنتم من تنفذون. السياسي القدير هو من يسمع للشعب يتكلم و الشعب ما يتكلم من فراغ و لا لكونه يحب الكلام بل إنه يصرخ من أوجاع تِؤلمه و من ضمير يؤنبه و من أفواه تترقبه و من بطون خاوية صابرة و الجوع ينهكها فعليكم الاستماع لأناس يحبونكم عادلين و علي أمرهم ساهرين و بأحوالهم مهتمين. قعيد محمدي