بعد إنجاز الثورة من طرف الشعب التونسي، كيف لا يسال التونسي ماذا قدمت الحكومة المنتخبة و ماذا قدمت المعارضة؟ ذاك هو السؤال المفتاح الذي يجب على كل تونسي مهما كان توجهه ان يسأله بينه و بين نفسه و يحاول ان يجيب عليه حتى يتأكد من مصادره الخاصة و يطمئن قلبه دون مؤثرات خارجية عمن يبني و من يهدم ... من يحاول الإنجاز و من يحاول التعطيل... طبعا عندما نقول الحكومة فإننا هنا لا نعني الحكومة الاولى مباشرة بهد الثورة برئاسة الوزير الاول للمخلوع لانها لم تكن سوى تكملة اخر حلقات العهد البائد و لا نعني أيضاً الحكومة الثانية التي جاءت بعدها مباشرة لانها كانت تحت الضغط حيث لازال وهج الثورة قائما و زئيرها مرعبا... و لكننا نتحدث هنا عن حكومة الترويكا التي جاءت بعد انتخابات التوانسة اي باختيار الشعب و لأول مرة في تاريخ تونس.... اذا قام التونسي العادي بعمل جرد لإنجازات الحكومة حسب المتاح له من معلومات فقد يذكر ان من اهم إنجازات هذه الحكومة: - إشاعة جو الحرية فلم يعد التونسي يلتفت يمنة و سيرة قبل ان يتكلم، و ان ذلك لعمري من اهم الإنجازات لمن تم حرمانه من حرية الكلام و حرية ابداء الرأي و حرية الاختيار.... - تشغيل اكثر من مائة الف معطلا عن العمل، و هذا رقم كبير بكل المقاييس في مجال "البطالة و التشغيل" و لكن من لم يسعفه الحظ بالحصول على فرصة عمل من بين السبعمائة الف معطل او يزيدون الذين تمت وراثتهم عن العهد البائد، قد لا يرون كبير إنجاز في تشغيل هذا العدد الكبير لان الانسان عجول ، و لكن الحقيقة هي ان هذا إنجاز كبير في مقاييس خبراء الاقتصاد... - إنجاز نمو اقتصادي من سالب 2.8% الى معدل موجب 3.5% فقد أكد الخبير الاقتصادي علي الشابي، أن تونس توفقت في الخروج من منطقة المخاطر الكبرى من خلال تطور نسبة النمو خلال الثلاثي الثالث لسنة 2013. واعتبر الخبير خلال ندوة نظمتها الجمعية التونسية لخريجي الجامعات الألمانية يوم أمس السبت بتونس، أن نسبة النمو المنتظرة خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية 2ر3 بالمائة ورغم أنها دون التوقعات فهى تعتبر إيجابية. - تزويد آلاف العائلات بالماء الصالح للشرب (في جندوبة فقط مثلا 2600 عائلة) و تزويد الآلاف بمساكن تؤوي العائلات ممن ليس لهم سكن يليق بالإنسان بعد مرور ستين سنة من الاستقلال و في عهود من يريدون العودة للحكم بعد كل تلك السنين و بعد المخازي التي أنجزوها لوطنهم و مواطنيهم... - استكمال تعبيد الطرقات و الانتهاء من مد طرقات اخرى بين كثير من المدن و القرى... - محاولة تعديل الأوضاع في المفاصل الحكومية من اجل محاربة للفساد... - إرجاع الثقة في كثير من الدوائر ذات الأهمية الاقتصادية للبلاد مثل السياحة التي كانت المعارضة تعول على انها سوف "تبرك" بمجرد بداية حكم النهضة و مثل الاحترام العالمي للثورة التونسية و لعقلية التوانسة في مرحلة حكم الديمقراطية.... هذا بصفة عامة و في عجالة دون التفاصيل التي هي من مسئولية الحكومة ان تعلم عنها و توضحها للشعب.... اما المعارضة، فماذا كانت إنجازاتها خلال هذه المرحلة المؤقتة، ان العام و الخاص لا يعلم للمعارضة التونسية الا: - تعطيل فسفاط قفصة مما خسر ميزانية البلاد مليارات الدولارات كان من الممكن الاستفادة منها في التشغيل و التنمية ... - القيام بوضع "العصا في العجلة" بعمل اكثر من 36 الف إضراب، و هذا استهتار واضح و تخريب و لا يمكن بحال ان يكون إنجازا وطنيا... - إشعال نار الفتنة في المجتمع التونسي حتى كثر التناحر و انتشر الإرهاب .. كانت تلك باختصار اهم إنجازات كل من الحكومة و المعارضة التونسية في فترة ما بعد الثورة. د/ ابراهيم ميساوي