موريتانيا:يعتقد محمد ولد صلاحي (8 سنوات) أنه يتأهب لاستقبال عمه المعتقل في سجن غوانتانامو سيئ الصيت منذ ثمان سنوات. وأبان "محمد" الصغير عن إصرار واضح على مرافقة 15 فردا من عائلته بينهم أطفال كانوا يتوجهون إلى مقر بعثة الصليب الأحمر في نواكشوط ليتمكنوا لأول مرة من الحديث إلى ابنهم في مكالمة عن طريق الصوت والصورة.ويشرح تيري ريبو رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في نواكشوط كيف سبق للصليب الأحمر أن نظم مكالمات فيديو شبيهة بين المعتقلين في قاعدة "باغرام" في أفغانستان وعائلاتهم غير أنه "لأول مرة يتحدث معتقل من سجن غوانتانامو إلى عائلته بهذه الطريقة". "تجربة أولى" ويعتبر ريبو في تصريحات لوكالة "الأخبار" المستقلة اليوم، الخميس 24 ديسمبر 2009، أن عملية مؤتمر الفيديو التي نظمتها هيئته بين المعتقل الموريتاني في غوانتانامو محمدو ولد صلاحي وعائلته في موريتانيا تأتي في إطار العمل الإنساني العادي مشيرا إلى أنها تمثل سابقة في العالم. وتمثل هذه الخطوة، كما يوضح تيري ريبو، تطورا طبيعيا لمسار بدأه الصليب الأحمر الدولي منذ 2002 تمثل في العمل على التواصل عبر الرسائل المكتوبة بين السجناء وعائلاتهم وهو ما تطور إلى تنظيم مكالمات هاتفية ثم مكالمات بالصوت والصورة وهو أحدث تحسين يطرأ على التجربة. ويرفض ريبو الجزم بقرب الإفراج عن ولد صلاحي وبالنسبة له لا يعني سماح الأمريكيين لعائلته بظهور صورته قرب الإفراج ولا عكس ذلك. "نحن ليس في إمكاننا التعليق على قرار يتعلق في الواقع بالسلطات الأمريكية" كما يقول. مكالمة "عائلية بحتة" محمد كان يعتقد أنه في استقبال عمه فتحدث إليه في المكالمة المصورة (تصوير الأخبار) محمد كان يعتقد أنه في استقبال عمه فتحدث إليه في المكالمة المصورة (تصوير الأخبار) ويحرص مسؤولو الصليب الأحمر على حماية "خصوصية المعتقلين وعائلاتهم" ولذا لم يسمح لأي من الصحفيين بولوج القاعة التي يشاهد فيها أفراد عائلة ولد صلاحي ابنهم عبر الشاشة. "هذه لحظات مشاعر عميقة. وهي لحظات عائلية وعاطفية بامتياز و لذا نحرص على خصوصيتها" كما يشرح رئيس بعثة الصليب الأحمر. بيد أن أفراد العائلة يشرحون كيف أنه لا يمكنهم الحديث مع ولد صلاحي إلا في الأمور العائلية البحتة أحرى أن يفكروا في الاحتفاظ بصور منه. "اشترطوا هذه الضوابط في المكالمة الهاتفية السابقة. كانوا يطلبون أن تكون الأسئلة اجتماعية وعائلية وأن لا تتطرق لظروف الاحتجاز. وفي التحضير لهذا اللقاء لم نتطرق للأمر. لقد أصبح عرفا جاريا" كما يوضح جمال ولد صلاحي، الأخ غير الشقيق لمحمدو ولد صلاحي. لم تكن شروط "الخصوصية" وحدها لتعكر جو المكالمة المصورة التي طال اتنظارها فقد عانى مقر الصليب الأحمر من انقطاع في التيار الكهربائي قطع الاتصال برهة من الوقت تطلبها تشغيل مولد كهربائي، أحضر خصيصا لتلافي هذا الاحتمال، وإعادة تشغيل الأجهزة الألكترونية لربط الاتصال من جديد. استمرت المكالمة ستين دقيقة طلب مسؤولو الصليب الأحمر الدولي من أفراد العائلة توزيعها بينهم بالطريقة التي يرونها مناسبة. يتحدث كل فرد على حدة بمن في ذلك الأطفال حيث حرصت العائلة على إشراك بني أخوة ولد صلاحي وبني أخواته في اللقاء. محمد ولد صلاحي، الذي كان رضيعا حين تم اعتقال عمه، كان يعتقد أن عائلته تستعد لاستقبال محمدو ولد صلاحي بشخصه ليفاجأ بأن الأمر يتعلق بمجرد مكالمة مصورة. بيد أن محمد يعرب عن سعادته بعد أن تمكن من مشاهدة عمه وهو يأمل في أن يعود إليه بسرعة. "بحالة جيدة" والدة ولد صلاحي بعد أن تحدثت إليه (تصوير الأخبار) والدة ولد صلاحي بعد أن تحدثت إليه (تصوير الأخبار) والدة ولد صلاحي، وهي سيدة تخطو في عقدها السابع، تبدو مرتاحة للقاء. "مالذي يمكن أكثر من هذا؟ أن نتبادل معه الحديث وأن نسمع منه أنه بخير" كما تقول الحاجة مريم التي تقول إنه أخبرها أنه كان يختم القرآن كل يوم في شهر رمضان وأنه بصحة جيدة. وتضيف مريم، التي تكره التصوير، "أسأل الله أن يضاعف لمن فجعني في ابني، في الدنيا والآخرة، ما قام به". محمدو ولد صلاحي هو مهندس فى الميكرو الكترونكس، Micro-Electronics، موريتاني الجنسبة وقد درس واشتغل بعد ذلك فى ألمانيا قبل أن يعود إلى بلده موريتانيا، التى اعتقلته فى العام 2001 حيث اعتقله الأمن السياسي في فترة الرئيس السابق العقيد معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع وقام بتسليمه إلى السلطات الأمريكية في سابقة من نوعها إذ يعتبر ولد صلاحي السجين الوحيد الذي سلمه بلده الأصلي إلى الأمريكيين. وخضع ولد صلاحي للتحقيق، وقيد قيل تحت التعذيب الشديد، في الأردن وأفغانستان قبل أن ينقل إلى قاعدة غوانتانامو في خليج كوبا. ولا زال يعتقل إلى جانب ولد صلاحي مواطن موريتاني ثان هو أحمد ولد عبد العزيز فيما أفرج عن ثالث أحمد ولد سيدامين بعد سنوات من الاعتقال. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن عزمه إغلاق سجن اغوانتانامو بشكل كامل بعد أن جلب على واشنطن انتقادات حقوقية لاذعة ساهمت في تضرر سمعتها في مجال حقوق الإنسان بشكل بالغ.