عاجل/ يهم العاطلين: فرص للتوظيف بهذه الدولة وبطريقة قانونية..    مدرسة صيفية في الايقاظ العلمي من 2 الى 4 جويلية المقبل بفرع مدينة العلوم بتطاوين    وزير التشغيل يدعو الى تكثيف اجتماعات منظومة الفرصة الجديدة وتسريع نسق تنفيذها لفائدة الشباب    الادارة العامة للديوانة: تكريم الملازم اول يوسف بالقايد حسين والملازم اول بهاء الحناشي خلال الذكري 69 لانبعاث الجيش الوطني    باجة: بعث شركة اهلية مختصة فى المنتوجات الفلاحية البيولوجية بعمدون    أرقام مثيرة من "زفاف القرن".. تكلفة ضخمة لحفلة مؤسس أمازون..    وثائق استخباراتية أوروبية تؤكد: البرنامج النووي الإيراني لم يُدمر    شهداء وجرحى بنيران وغارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة..#خبر_عاجل    عاجل/ من أجل التدليس: دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف تتخذ هذا القرار في حق بشير العكرمي..    اختصاص ''مرافق حياة'' : فرصة تكوينينة جديدة للتونسيين ...و هذه التفاصيل    اختتام ملتقى الناشرين المستقلين في العالم العربي والفضاء الفرنكوفوني    معلومات صادمة لمحبي ''المروحة'' ...مخاطر صحية لازمك تعرفهم    عاجل/ تنبيه لهؤلاء: أموال حساباتكم البنكية ستحول لخزينة الدولة..    تحب تخرّج مضمون إلكترونيا ...لازمك 3 خطوات    بفضل اتصالات تونس 'Sifek Validé '    ترامب يؤكد توقيع اتفاق تجاري مع الصين    مصر: مقتل 14 شخصا في حادث مروع    عاجل/ هبوط اضطراري لطائرة بعد وفاة قائدها..    عاجل : نادي أوغسبورغ الألماني يتعاقد مع المهاجم التونسي إلياس سعد    البطولة الافريقية للمبارزة: أحمد الفرجاني يتحصل على الميدالية البرونزية    إثر نهاية المشوار في المونديال .. تفاصيل عودة وفد الترجي الرياضي إلى تونس    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يتأهل للدور ثمن النهائي بعد فوزه على سالزبورغ النمساوي بثلاثية نظيفة    عاجل/ من بينها نوع مخيف: انتشار كبير للحريقة في الشواطئ التونسية وخبير يكشف الأسباب..    عاجل: للناجحين في الباك 2025... لازمكم تعرفوا المعلومة هاذي قبل الترسيم!    15 سنة سجناً لفتاة أدينت بتهريب الكوكايين عبر ميناء حلق الوادي    يهم الناجحين في البكالوريا..#خبر_عاجل    سخنّت الكرهبة؟ هاو شنو تعمل قبل ما تعمل كارثة!    تحب تعمل حفلة الباك ولا العرس؟ هاني باش نقولك كيفاش تتحصل على رخصتك !    انخفاض أسعار اللحوم البيضاء..وهذه التفاصيل..    عاجل : تحذير من ''مسكن ألم'' شائع .. عواقبه خطيرة    مكافحة المخدرات: ديوان الأسرة يُقدم خدمات مجانية للشباب والمراهقين    تونس تحصد 4 جوائز في اختتام الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون    طقس الجمعة: الحرارة تصل الى 43 درجة بهذه الجهات    ملايين الدولارات.. مكاسب مالية ضخمة للهلال بعد تأهله في مونديال الأندية 2025    كأس العالم للأندية: الهلال السعودي ينتصر على باتشوكا و يضرب موعدا مع مانشستر سيتي في ربع النهائي    تونس تحصد 4 جوائز في اختتام الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون    ولاية باجة تتصدر الولايات الاكثر تجيمعا للحبوب    باكالوريا 2025 ...امتحانات تعجيزية ونتائج كارثية    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    موقع أمريكي يكشف عن خطوة هامة سيتخذها ترامب بعد وقفه الحرب بين إيران وإسرائيل    عاجل/ بداية من هذا التاريخ: تحويل أموال هذه الحسابات البنكية إلى خزينة الدولة..    جريمة مروعة في مصر.. أم تذبح ابنيها القاصرين وتقفز في النيل    مؤشر التحول الطاقي 2025: تونس في المرتبة الثانية إفريقيا و62 عالميا    خطر النوبات القلبية يتراجع.. وظهور أمراض جديدة    طقس الليلة    الترجي الجرجيسي: تركيبة الاطار الفني    النصر السعودي يجدد عقد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حتى عام 2027    هيغسيث: بفضل العمل العسكري الحازم ضد إيران توفرت الظروف لوقف الحرب    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    التحقيق في بلاغ مها الصغير ضد الفنان أحمد السقا بتهمة التعدي بالضرب والسب    السبت والاحد القادمان... شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة دون سيارات    أخصائية نفسية: ''مانجحتش في الباك؟...أنا زاده عاودت العام وكانت من أجمل التجارب''    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    خطر خفي يهدد كبار السن.. اكتشاف علاقة مقلقة بين الاحتباس الحراري وعدوى قاتلة    يوم دراسي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في القطاع السينمائي والسمعي البصري    فتح أجزاء إضافية من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة للجولان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حظر المآذن: سويسرا تستقطب أنظار العالم
نشر في الفجر نيوز يوم 30 - 11 - 2009

نادرا ما أثارت مبادرة شعبية في سويسرا هذا الكم الهائل من التعليقات في الصحافة الأجنبية الذي صاحب موافقة الناخبين والكانتونات السويسرية على تعديل الدستور الفدرالي بهدف حظر بناء مآذن جديدة في البلاد. ونادرا ما حصل توافق شبه عام على التعليقات المُدينة لقرار الشعب السويسري.
على الرغم من الانتشار الواسع لخبر مصادقة السويسريين على منع بناء مآذن جديدة في سويسرا في العالم الإسلامي، فإن التعليق عليه ظل محدودا في الصحف العربية الصادرة يوم الإثنين 30 نوفمبر بسبب عُطل عيد الأضحى على الأرجح. ويتوقع المراقبون في سويسرا أن تتوالى الإفتتاحيات والمواقف العربية حول هذا الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية.
لكن يمكن القول أن الشعور بالدهشة هو الذي سيطر على الصحف والمواقع الإلكترونية العربية إذ ردد الكثير منها أقوال مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة الذي اعتبر حظر بناء المآذن في سويسرا بمثابة "إهانة". وفي المملكة العربية السعودية، أدانت صحيفة "الرياض" ما وصفته ب "خطوة تذكي الكراهية".
وفي لبنان، اختارت يومية "السفير" كعنوان لمقالها حول الموضوع: "الإسلاموفوبيا" تهزم بلد التعددية، بينما شددت صحيفة "النهار" على رسالة الحكومة السويسرية التي تريد "طمأنة المسلمين".
ونقلت اليومية أيضا موقف المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان الذي اعتبر نتيجة الاستفتاء "كارثية" اذ "أعرب السويسريون عن خوف حقيقي، عن إشكالية عميقة من حيث الوجود الاسلامي في سويسرا" على حد تعبيره.
أما موقع "إسلام أونلاين"، فنوه إلى أن "الحيرة والمفاجأة سيطرت على مسلمي سويسرا". واستجوب الموقع هشام أبو ميزر، رئيس فيدرالية المنظمات الإسلامية بسويسرا الذي قال: "إن مسلمي سويسرا بعد هذه النتيجة يشعرون بالصدمة، ولكنهم في ذات الوقت يحترمون رأي غالبية الشعب".
وأضاف أبو ميزر لنفس المصدر: "نحن في محنة، ولكننا نحتاج إلى التعقل والقليل من الوقت من أجل استيعاب الأمر وتقديره والنظر في تبعاته المستقبلية".
وحول ما يطالب به العالم الإسلامي بعد هذه النتيجة قال أبو ميزر لموقع إسلام أونلاين: "لا نريد حرقا للأعلام السويسرية ولا ضربا للمصالح السويسرية في الخارج؛ لأن هذا الأمر غير مجد وغير مفيد، ولكننا نطالب بالتعقل ومتابعة إلى أين سيمضي أصحاب هذه المبادرة العنصرية، وهل ستشجعهم نتيجة التصويت على مزيد من التضييق على مسلمي سويسرا".
"هزيمة الصواب"
أما صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية فقد اختارت نعت "العبثي" كعنوان لافتتاحيتها، واعتبرت أن سويسرا تبنت ضد المسلمين الذين "يعيش معظمهم حياة تحترم القانون تماما إجراء تمييزيا جليا".
وأضاف كاتب التعليق أن "القوة العبثية للأحكام المسبقة قد أثبتت صحتها لاسيّما أن الكانتونات التي يعيش فيها أقل عدد من المسلمين هي التي صادقت بنسبة أكبر على الإجراء المعادي للإسلام الذي نادى به اليمين المتطرف".
من جهته، كتب الموقع الإلكتروني لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية أن النتيجة جاءت بمثابة "انتصار للإسلاموفوبيا" و"هزيمة للصواب".
أما وزير الخارجية الفرنسي، بيرنار كوشنير، فقال في حوار مع إذاعة "RTL" أنه يشعر "بشيء من الصدمة" جراء "هذا التعبير عن عدم التسامح"، مضيفا: "آمل أن يعدل السويسريون عن هذا القرار بسرعة" قبل أن يتساءل بنوع من السذاجة المُختلقة: "هل هي جريمة في بلاد الجبال أن تُشيّد مباني أعلى بقليل؟".
صحيفة "لوسوار دو بيلجيك" الصادرة في بروكسل، كتبت: "إن الإسلام له حق المواطنة إذا ما ظل سريا وشفافا؛ الإسلام يحظى بالتسامح إذا لم يتعدى على الفضاء العام". وتعتقد اليومية أنه إذا ما دُعي الناخبون البلجيكيون للتصويت على استفتاء مماثل لرفضوا المآذن أيضا، مشيرة إلى أن "الفاشيين البارزين والشعبويين الجدد باستطاعتهم تأجيج المشاعر الأكثر انحطاطا".
واستنتجت الصحيفة أن "استهداف أبراج عمودية ومهاجمة المؤمنين الذين يتواجدون في الأسفل هو تصرف منافق وينطوي على المغالطة، وهو لعبة خطيرة في أيامنا هذه".
"عصر الأنوار في سلة المهملات"
وفي لندن، تحدثت صحيفة "فاينانشل تايمز" عن حظر المآذن "الذي يغذي المخاوف من الانتقام". بينما أعربت يومية "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن اعتقادها أن هذا التصويت "سلط الضوء على الصراع المستمر بشأن اندماج الجالية المسملة الأوروبية المتزايدة في المجتمع المدني".
وفي ألمانيا، كتبت "دي فيلت" أن هذه النتيجة "تُلقي بسويسرا إلى مستوى أدنى من عصر الأنوار والتسامح الذي بلغته أوروبا بمشقة في الماضي".
من جهته، أشار كاتب افتتاحية الموقع الإلكتروني الألماني لمجلة "در شبيغل" إلى الأضرار الذي يمكن أن تلحق جراء هذه التصويت بصورة سويسرا، "حارسة حقوق الإنسان، وبلد الصليب الأحمر واتفاقيات جنيف [...] (والبلد) الذي يخلق تمييزا ضد مجموعة دينية واحدة، وهي الجالية المسلمة".
وفي النمسا، اعتبرت الصحافة أن هذا التصويت "دمّر السلم الديني بدون مُبرر"، بينما ذكّّرت الأسبوعية البوسنية "أسلوبودجينجي" بأن اللجنة الفدرالية السويسرية المناهصة للعنصرية قد نعتت المبادرة الشعبية ضد المآذن قبل التصويت عليها ب "دعوة إلى الكراهية".
اليمين المتطرف يُصفق بحرارة
وفي مقابل هذا الشعور بالاستياء والقلق، غمرت السعادة صفوف اليمين المتطرف الأوروبي، خاصة في إيطاليا والنمسا.
وقال موريتسيو غاسباري، رئيس مجموعة تحالف سيلفيو بيرلوسكوني في مجلس الشيوخ الإيطالي: "حتى الصبر السويسري سئم من توسع الهجرة والإسلام". وأضاف هذا السيناتور: "في إيطاليا أيضا، ينبغي علينا الاستمرار في انتهاج سياسة صارمة، ولدينا الحق تماما في ذلك".
نفس اللهجة اعتمدها وزير التسهيل الإداري، روبيرتو كارديرولي، عضو الحزب الشعبوي والمعادي للأجانب "رابطة الشمال"، بحيث قال: "وصلتنا من سويسرا إشارة واضحة: نعم لأبراج الكنائس، ولا للمآذن".
أما زميله في الحزب روبيرتو كاستيلي، النائب في مجلس الشيوخ ونائب وزير البنى التحتية، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك بحيث طالب بأن يُضاف الصليب إلى العلم الإيطالي.
وفي هولندا، قال نائب اليمين المتطرف غيرت فيلدرس، بأن تصويت الشعب السويسري ضد بناء المآذن "يظهر مرة أخرى أن الحكومات لا تريد أن ترى ما يشعر به الناس"، ووعد بمطالبة حكومة هولندا بتنظيم استفتاء مماثل.
وقد أعرب أقصى اليمين النمساوي أيضا عن ارتياحه لنتيجة التصويت ضد المآذن بحيث أشاد زعيم حزب الحرية، هاينس-كريستيان ستراشي ما وصفه ب "الإشارة الواضحة ضد الإسلام الراديكالي".
مارك - أندري ميزري - swissinfo.ch (بالتعاون مع إصلاح بخات)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.