تونس في 17 ديسمبر 2010:جد صباح اليوم بمدينة سيدي بوزيد حادث أليم و بالغ الخطورة تمثل في إقدام شاب مرة أخرى على إضرام النار في نفسه أمام مقر الولاية في حركة يأس و في تعبير صارخ عن الشعور بالظلم و بانسداد الأفق الذي أصبح يتملك أعدادا متزايدة من شباب تونس و تفيد أخبار جهة سيدي بوزيد أن الشاب محمد البوعزيزي الذي لم يتجاوز عمره العشرين ربيعا هو يتيم الأب والعائل الوحيد لأسرته و لأخيه المعاق، لم يجد من سبيل لتوفير لقمة عيش كريم إلا العمل كبائع متجول للخضر و الغلال و هو يعاني من المضايقة المتواصلة بتعلة عدم قانونية نشاطه و قد تعرض صبيحة يوم الحادثة إلى مصادرة بضاعته و هي التي تمثل مورد رزقه الوحيد، و حين يئس من استردادها و أمام سوء المعاملة التي تعرض لها تحول إلى مقر الولاية و من أمامها أضرم النار في نفسه مما تسبب له في حروق بليغة و هو يرقد الآن بالمستشفى بين الحياة و الموت.
و أمام هذا التطورات الخطيرة و الأليمة يعبر الحزب الديمقراطي التقدمي عن كامل مؤازرته لعائلة الشاب البوعزيزي و لكافة أهله بسيدي بوزيد و يؤكد أن تواتر مثل هذه الأحداث في سيدي بوزيد و جندوبة و المنستير و غيرها من جهات البلاد ليعبر عن حالة احتقان شديدة و عن شعور بالظلم و الحيف الاجتماعي لا يجد من السلط الرسمية إلا التجاهل و الصد.
و يحمل الحزب الحكومة المسؤولية كاملة لما يمكن أن ينجر عن هذه الأحداث من توترات و منزلقات خطيرة و يجدد تأكيده أن رفع التحديات الاجتماعية التي تواجه تونس تمر بالضرورة عبر مراجعة الاختيارات الاقتصادية و الاجتماعية في اتجاه التوزيع العادل للثروات و دفع التنمية في الجهات المحرومة و في مناخ من الشفافية و تكافئ الفرص و فتح مجالات التعبير الحر لكل فئات التونسيين و أولهم شباب البلاد بناة الحاضر و المستقبل. تونس في 17 ديسمبر 2010 مية الجريبي الأمينة العامة