مازالت تجليات الثورة التونسية المباركة تتدافع يوماً بعد يوم لاكتساب مواقع جديدة في الحلم الذي طال انتظاره ، حلم الحرية والديمقراطية والعدالة والإنسان القيمة الغائبة في ظل منظومة الاستبداد والفساد والقمع السائدة في مربع التخلف العربي ، ثورة غير مسبوقة في عالمنا جاءت لتحي أمل الشعوب في التغيير ولو بعد حين ، ثورة تعبر عن أشواق الإنسان أياً كان مكانه وزمانه ، ثورة التفت حولها العقول إعجاباً والقلوب تعاطفاً ، ثورة تحاط بالعديد من المخاطر والتهديدات لكنها مازالت تملك كل الفرص لتحقيق المزيد من المكتسبات المخاطر والتهديدات ** المحلية... إصرار بقايا الاستبداد والفساد والقمع الالتفاف على الثورة الوليدة وسرقة مكتسباتها وقد اتضح هذا في الاستيلاء العمد وفي وضح النهار على تشكيلة الحكومة المؤقتة وإقصاء أطياف المعارضة ليس من التشكيل بل من مجرد الحوار ** مظاهر الفوضى المتعمدة من بقايا ومخلفات النظام البائد التي مازالت في الساحة التونسية تمللك العدة والعتاد ** حالات الشقاق وغياب الوفاق بين ألوان المعارضة وحرص بعضها على إقصاء البعض لاعتبارات فكرية وأيدلوجية **الإقليمية ... التهوين من قيمة الثورة بهدف إجهاضها خوفاً أن تصبح نموذجاً ملهماً لشعوب المنطقة ، ثورة أصبحت تمثل هاجساً بل كابوساً يؤرق مضاجع الحكام ، وبالتالي ليس من المستبعد التآمر عليها ولن تعجزهم الحيلة **الدولية ... ومصدرها إدارة المشروع الصهيوأمريكي لما تمثله الثورة المباركة من تهديد غير مباشر على الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية المرتبطة بأنظمة الاستبداد الحارس الرسمي لوجود الكيان الصهيوني والشريك المتضامن في إهدار ثروات المنطقة , فضلاً عن كونها إفراز لصمود المقاومة الفلسطينية مصدر الإلهام لكل حركات المقاومة في المنطقة الفرص والمكتسبات ** وضوح الرؤية لدى قادة الثورة "الشخصيات والمنظمات والاتحادات" الذين يعرفون من هم وماذا يريدون ؟ ** فورة الشارع التي لم تهدأ ولن تهدأ فورة إطارها الرشد وحماية الوطن ، فلا تخريب ولا فوضى بل العكس كان"لجان شعبية لحماية المواطنين والممتلكات من بقايا الاستبداد والفساد والقمع" ** التنازل الرسمي المستمر أمام فورة الشارع " إعفاء محمد الغنوشي الذي نصب نفسه رئيساً بالمغالطة المتعمدة والمخالفة للدستور - استقالة أعضاء الحكومة المؤقتة من حزب التجمع الدستوري الحاكم في العهد البائد – حل الديوان السياسي للحزب الدستوري الحاكم سابقاً كخطوة لحل الحزب والتبرؤ من الفترة السابقة .." ** استقلالية الثورة عن سيطرة أحزاب المعارضة الشكلية وعن أي دعم خارجي "إقليمي أو دولي"ما يوفر لها ضمانات الولاء والوطنية والاستمرار والثقة المفقودة لدى غالبية الكيانات والشخصيات الحكومية والمعارضة المحلية ** الشفافية والوضوح غير المسبوق في أنظمة المنطقة بل والعالم في مثل هذه الظروف ما أكسبها المصداقية والتقدير من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ** استشعار عموم الشعب التونسي أنه شريك متضامن في هذه الثورة وبالتالي فحمايتها وحراستها صار من الواجبات الشرعية والمسئوليات الوطنية ** الاصطفاف الشعبي والنخبوي العربي والإسلامي والإنساني حول هذه الثورة الوليدة المباركة التي تمثل حالة جديرة بالدراسة والبحث وقبل هذا بالتأييد والمناصرة. وأخيراً ... نحن أمام تجربة نوعية جديدة وغير معهودة ، تعاني بقايا المخاض الأليم ليكون الميلاد العظيم ... حفظك الله يا تونس الثورة والأمل .... كاتب مصري*