فلسطين،غزة:بين الضفة الغربية وقطاع غزة، خرج الشعب الفلسطيني يوم أمس رافعاً صوتاً واحد ينادي بإنهاء الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني الذي لم يجلب إلا البؤس والعار للقضية الفلسطينية ، وقد مشت المسيرات الشعبية المدنية الحرة التي ترفع راية فلسطين دون سواها وتنادي حكومتي غزة ورام الله بإنهاء الإنقسام فوراً وعودة الصف الفلسطيني إلى التوحد من أجل فلسطين العربية . وبين غزة والضفة جرت الإنتهاكات والإعتداءات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية لكن غزة شهدت الحصة الأكبر منها حيث طالت الإعتداءات الصحفيين والمدنيين والنساء دون تمييز . الضفة الغربية .. خرج مئات المتظاهرين الفلسطينيين بمدينة نابلس ومدن أخرى في مسيرة هي الأولى من نوعها التي جمعت أعضاء من حركتي حماس وفتح للمطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإتمام المصالحة على الفور. وشارك نواب في المجلس التشريعي من كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حماس، بينما شارك أعضاء بارزون ومسؤولون في فتح، إضافة لفصائل العمل الوطني الأخرى ولا سيما قوى اليسار، ورفعوا العلم الفلسطيني ويافطات نادت بإنهاء الانقسام. إلا أن مجموعة من الشبان الفلسطينيين في مدينة نابلس قد تعرضوا للاعتداء بالضرب على أيدي بعض عناصر الأمن الوقائي على خلفية رفعهم لراية خضراء تحمل شعار حركة حماس، وقد شوهد تدخل لعناصر المخابرات الفلسطينية الذين تدخلوا لفض الإشكال بسبب مصادفة وجود بعض الصحفيين في المنطقة . قطاع غزة .. بينما خرج في الوقت ذاته مئات الشبان الفلسطينيين في مدينة غزة رافعين شعارات تطالب بالمصالحة الوطنية وإنهاء الإنقسام، وبعد أن نصبت خيمة للإعتصام في ساحة الكتيبة تفاجئ المتظاهرين بعناصر من الشرطة والأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة بالهجوم على المتظاهرين والإعتداء عليهم بالضرب دون تمييز بين الرجل والمرأة والكبير والصغير، وقامت عناصر أمنية أيضا بإعتقال بعض الصحفيين والإعتداء عليهم ومصادرة معداتهم وكاميرات التصوير وقد عرف منهم : الزملاء الصحفيين : منال خميس من وكالة أسوار برس، سامح رمضان مراسل صوت الشعب،رأفت طومان رئيس تحرير أسوار برس، طلعت الأغا مراسل أسوار برس، محمد البابا من وكالة الأنباء الفرنسية ، ديما اللبابيدي من إذاعة الإيمان، أسماء الغول، منير المنيراوي، علاء إنشاصي، سماح احمد وقد أصيبت بجراح وتتلقى العلاج بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، فادي شناعة مصور وكالة رويترز للأنباء، أكرم عطا الله، فتحي صباح مراسل الحياة اللندنية، مصطفي البايض، محمد الصوالحي ونائل غبون من قناة أبو ظبي الفضائية، ياسر دبابش من إذاعة الإيمان وقد تم مصادرة أجهزة الاتصال الخاصة به، واعتقاله لمدة ساعتان في مقر شرطة الجوزات حيث تم اختطافه عبر دراجة نارية، حامد جاد مراسل صحيفتي الأيام الفلسطينية والغد الأردنية، جمال أبو نحل مصور العربية. بإضافة إلى هدم وحرق خيمة الاعتصام التي تم نصبها في ساحة الكتيبة في مدينة غزة . تصريح صحفي صادر عن وزارة الداخلية لحكومة غزة .. أصدرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة غزة بياناً صحفياً أوضحت فيه ملابسات ما حدث في "ساحة الكتيبة" بغزة على حد قولهم حيث استهجنت الوزارة غياب المصداقية والدقة في رواية بعض وسائل الإعلام . وقال البيان: إن المجموعات التي كانت موجودة في ساحة الكتيبة غالبيتها من عناصر حركة "فتح"، وخاصة الأجهزة الأمنية القديمة، ولا علاقة لها بفعالية إنهاء الانقسام، حيث أن المكان المخصص للفعالية هو ساحة الجندي المجهول. وأضاف: كان سقف هذه الفعالية الساعة الخامسة من مساء اليوم إلا أن هذه المجموعات لم تلتزم لا بمكان الفعالية ولا بتوقيتها، وحاولت استغلال أجواء التظاهر لإثارة الفوضى، وأخذت تطلق عبارات تحريضية ضد الحكومة الفلسطينيةبغزة وقد حدث تدافع بين هذه المجموعات لاختلافها حول توقيت إنهاء الفعالية، الأمر الذي دفع الأمن الفلسطيني لفض هذا التدافع، وإلزام هذه المجموعات الفتحاوية باحترام الأمن والقانون. رأي الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد).. كفل القانون الدولي الحق في التظاهر كما فرض حماية على حرية الرأي و التعبير واعتبرها مصونة بالقانون الدولي العام وخاصة القانون الدولي لحقوق الإنسان، وتعتبر من النظام العام في القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومن القواعد الآمرة فيه، فلا يجوز الانتقاص منها أو الحد منها، كما أنها تعتبر حقوق طبيعية تلتصق بالإنسان، ولا يجوز الاتفاق علي مخالفتها، لأنها قاعدة عامة لذلك فإن قمع المظاهرات جرائم دولية تستوجب المحاكمة . وترى (راصد) أن الرواية التي أطلقتها وزارة الداخلية الفلسطينية في حكومة غزة عبر بيانها الصحفي ليست واقعية أبدا ولا تمت للحقيقة بصلة ويجب أن تعترف هذه الداخلية بأخطائها وتتحرك فوراً لإجراء تحقيق ذا مصداقية ومحاسبة المتورطين في الاعتداء على المدنيين والصحفيين والذي هو أمر مرفوض ومدان ومستنكر من قبلنا ، وتنصح الجمعية بضمان عدم إفلات من أعطى قرار الاعتداء من العقاب وتحذر من تداعيات أي إعتداء أخر ضد المتظاهرين . كما وتطالب الجمعية حكومتي غزة والضفة على حد سواء بحماية المتظاهرين من أي عمل ترهيبي أو أي إعتداء والكف الفوري عن مضايقة الصحفيين والناشطين دون التعرض لهم ولحقهم المشروع في تغطية كافة التحركات الشعبية، وتعتبر (راصد) أن هذه الإعتداءات تصب في مجمل الأعمال الترهيبية البوليسية التي تسيء إلى المشروع الوطني وإلى القضية الفلسطينية بشكل عام . وتطالب الجمعية حكومتي غزة والضفة وكافة القيادات الفلسطينية بالتحرك الفوري نحو المصالحة وإنهاء الإنقسام تمهيداً لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين العربية . وتحذر (راصد) كافة القوى الفلسطينية للتيقن من المحاولات الإسرائيلية الهادفة لتعميق الإنقسام والسعي الجدي للإحتلال لإستغلال الظروف الحالية لشن هجمات العدوانية على الشعب الفلسطيني من أجل كبت أي تحرك يدعو أو يساهم لإنهاء الإنقسام بين الشعب الفلسطيني الواحد لأن الوحدة الوطنية تعني نهاية الإحتلال داعيتاً كافة الفرقاء الفلسطينيين إلى ضمان إحترام حقوق الإنسان في كافة الأراضي الفلسطينية. الإعلام المركزي