كشف رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الدكتور محمود جبريل عن شخصيات عربية بارزة تستغل الأوضاع الليبية في بيع السلاح الاتي من إسرائيل الى النظام الليبي، متهما اياه ب «القائم على شخص القذافي الذي يعتبر نفسه المالك الأوحد لكل شيء في ليبيا»، مشيرا الى ان أحدهما عراقي من كردستان والآخر شخصية لبنانية بارزة. وأوضح جبريل في حوار مفتوح مع ضيوف وإعلاميي الملتقى الإعلامي الثامن بفندق الشيراتون مساء أمس أن الثورة الليبية ستكون أكثر صلابة من ثورتي مصر وتونس حتى تتخلص من ذلك النظام الذي يعتمد على سياسة التخويف، لافتا الى أن الخطاب الإعلامي الموجه إلى المنطقة الغربية في ليبيا يتسم بالدهاء من أجل التضليل وضرب الأخوة ببعضهم البعض. وقال جبريل انني أتواجد اليوم « أمس» بينكم لأعطي فكرة عن المجلس وعن الأوضاع في ليبيا، مؤكدا أن هذا الوقت من أصعب الأوقات في تاريخ ليبيا حيث يقتل فيه العشرات وتشرد به النساء وينزح الآلاف إلى الحدود، فهي لحظات ألم قبل أن تكون لحظات حوار. وبين جبريل أن ما يصدر عني هو محاولة لإعطاء شيء عما يحدث، لأن ما يجري في ليبيا لا يمكن أن ينظر إليه بمعزل عن طوفان يهز الشرق الأوسط حاليا، مشيرا الى وجود ثقافة جديدة بدأت تتشكل في المنطقة وزالت عقدة الخوف من أجهزة الأمن القمعية. وزاد جبريل : «عندما قامت الثورة الليبية نادت بالحرية وبتوفير الخدمات الموجودة في بلد غني بالثروة وغنائه فاحش إلا أنه فقير من ناحية الخدمات « لا صحة... لا تعليم»، كما أصبح هناك نظرة يائسه من المستقبل فحدث ما حدث في ليبيا. وحول كيفية توجيه الثورة في ليبيا، أكد أن النظام في ليبيا حاول أن يستفيد مما حدث في مصر وتونس، لافتا إلى أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة «ملكية» بمعنى أنه يملك الأرض ومن عليها وبالتالي خروج الثورة ضربة في الكبرياء، كما كان بداية التوجه إلى الضرب بالرصاص لتبقى عقدة الخوف موجودة، إلا أنه لم يعلم أن الخوف قد انتهى وبالتالي أصيب النظام بمقتل وانتشرت الثورة بعد ذلك في كل مكان وفي هذه اللحظة شعر النظام أنه غير قادر على مواجهة الثورة وبالتالي لجأ إلى الإمعان بالقتل باغيا بذلك تدخل الغرب وعندها تتحول الثورة للدفاع عن القذافي ضد الغرب. وزاد : « طالبنا الضغط على النظام لايقاف القتل والنظام كان خلال الفترة الماضية يستجدي الأجانب لتحويل الثورة إلى ثورة ضد الأجنبي وليست ضد النظام الليبي»، لافتا إلى أن هناك ورقة ثالثة يلعب بها من أجل السيطرة على مصراتة والجبل الغربي وتحويل ليبيا الى دولة فيدرالية بغرض تقسيم ليبيا. وأشار إلى أن القذافي يروج لورقة جديدة وهي ورقة الحرب الاهلية بين القبائل، لافتا إلى ان الشعارات مع بداية الثورة كانت تؤكد على أن الشعب الليبي واحد لا فرق بين أبنائه، مؤكدا على أن المجلس الوطني خليط من أبناء ليبيا من كل مكان وينادون بالحرية والديموقراطية وإعطاء المرأة الليبية حقوقها. ولفت إلى أن الديموقراطية ليست موجودة في الثقافة الليبية على الاطلاق ولا تتحقق تلك الديموقراطية في مؤسسة الحكم ولا مؤسسات المجتمع، متمنيا أن تأخذ الديموقراطي حقها. وحول استجلاب المرتزقة من قبل النظام، قال : « سيتم رفع دعوات الى محكمة العدل الدولية بأسماء تجار السلاح ومرتزقة ومنهم عراقي الجنسية من منطقة كردستان يجلب السلاح من اسرائيل لصالح النظام، بالإضافة إلى شخصية «لبنانية» بارزة. و نفى جبريل وجود حرب أهلية بين القبائل في ليبيا والتي يسعى النظام للترويج لها في وسائل الإعلام، مطالبا توجه الإعلاميين الشرفاء إلى عرب سات ونايل سات لإيقاف الأداة الإعلامية القذافية الممثلة في قناة الجماهيرية الليبية التي أحدثت فتنة حقيقية ما بين الشعب الليبي، الذي يعيش محنة حقيقية لا يلتفت لها الإعلام العربي. وردا على سؤال حول رفض الزيارة إلى أنقرة نفى جبريل أن يكون المجلس رفض الزيارة، موضحا أن الموقف التركي بدأ ينجلي شيئا فشيئا مع الأيام، مشيرا إلى مبادرة تركية سلمت للمجلس بشكل غير رسمي، مؤكدا أن المجلس سيقبلها إذا كانت في صالح الشعب الليبي. وذكر أن الثورة الليبية حقيقية تسعى لتحقيق أهدافها على أرض الواقع، داعيا إلى تسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة.