لست أدري كيف سيفهم بعضهم قولي ولكن ما أنا مقتنع به أن قيادة النهضة أخطأت كثيرا حين قبلت الانخراط في لعبة سياسية عنوانها هيئة تحقيق أهداف الثورة و ما كانت هذه الهيئة غير فخ مزدوج تكتسب من خلاله أقلية شرعية وحضورا لا يتناسب قطعا مع حجمها والأخطر أن هذه الهيئة كان من الواضح منذ البداية انها ستكون الركن الذي ستحشر فيه النهضة اما لتوافق على ما تقرره الاغلبية المصطنعة أو تأثم لخروجها عن التوافق. ما كان لهذه الهيئة ان تكتسب أي وجه من وجوه الشرعية لو لم تبادر النهضة في الانخراط فيها لصناعة توافق مغشوش باعتبار أن الهيئة وبغض النظر عن تركيبتها وانما في علاقة بآليات اشتغالها ليست غير اطالة في عمر وضعية غير طبيعية بالنسبة للحالة الثورية تتمثل في اضفاء الشرعية على مؤسسات و أشخاص ليسوا غير امتداد للنظام السابق. وهذه الهيئة حين تشكلت كان الهدف الثاني من تشكيلها هو تحجيم النهضة حين تم اختيار أعضائها على اساس ان تكون النهضة وكل طرف قريب منها يمثل مجرد أقلية عددية بحيث لا يكون لصوتها في عملية اقتراع اي حضور . النهضة أخطأت كثيرا مع الاسف حين قبلت بوضع مصير البلاد بين أيدي من كان من الثابت منذ البداية أن الثورة لا تعنيه ولا يرغب فيها أصلا لأنها ستعريه شعبيا وتبرز محدودية امتداده الشعبي. اليوم والنهضة تحاول اصلاح الخطأ بتعليق مشاركتها في أعمال هذه الهيئة تنجز خطوة الى الامام حتى وان كانت متأخرة ولكن الاتعاظ من هذا الدرس سيضل مطلوبا فللتوافق شروط وحدود لا يمكن التنازل عنها فالتنازل عنها انما هو بوجه من الوجوه خيانة للوطن