ما الذي تريده هذه العصابة الصهيونية المتفرنسة لتونس: لقد صار المشهد السياسي و الاعلامي في تونس على درجة كبرى من الخطورة في ضوء الاحداث المتلاحقة و اخرها تلك التي حدثت بسينما افريكا. فاستمرار القنوات "الرسمية" و "الخاصة" في صرح المواضيع الخلافية المتصلة بالهوية بأسلوب استهزائي و استفزازي بدا يؤتي اكله في نفاذ صبر بعض الشباب المتدين و قيامهم بردود افعال غير مدروسة (لا يمكن طبعا ان نستثني ان يكون توازي احداث سينما افريكا مع غياب الامن في منطقة كان حضوره فيها كثيفا في الاسابيع الفارطة مدعاة للشك في هوية من قاموا بتلك الاجداث) فهذه قناة تونس 7 تتحفنا البارحة بالطلعة البهية لا حدى ديناصورات العلمانية "الصحفية" درة بوزيد التي "امتعنتا" بخزعبلات مضحكة حول تصورها للعلمانية و خلاصتها العبقرية ان هناك دولتان لائكيتان في العالم (فرنسا و تركيا) و تونس يجب ان تكون الثالثة؟ في الحقيقة لا يسمح لها مستواها المعرفي المتدني بان تقول لنا لماذا علينا ان نتبع دولتين فقك و لا نفعل مثل باقي الدول 190 التي ليست لائكيه باعترافها حرفيا؟ وفي قناة نسمة يتم النفح في خرافات الطالبي الذي يبدو انه في المدة الاخيرة ابدع الفكر و التاريخ على الطريقة العروية. ذلك انه يتكلم و يهذي و يفتي و يحرف الآيات كما تعود دائما ليقنعنا بمذهبه القرآني الذي لا يعترف بالسنة النبوية كمصدر من مصادر التشريع و بدينه الجديد الذي سماه الحرية. و في سينما افريكا احداث خطيرة و مؤسفة سببها الامعان في اذلال الشعب و الاستهزاء من هويته من طرف مخرجة تدعي انها تونسية و هي لا تتقن حتى الحديث بالعربية. و هنا و هناك حملات في كل اتجاه للتلاعب بالقران و الاستهزاء من نصوصه و القيام بحملات مغرضة ضد كل ما له صلة بهوية البلاد فالي اين نسير؟ باختصار نحن نسير نحو مواجهة اجتماعية خطيرة يريد اليسار الانقلابي، كمكون رئيسي للتيار العلماني في البلاد، بقياداته الحاقدة على دين البلاد ان يدفع اليها الاحداث حتى لا تكون هناك لا انتخابات و لا ديمقراطية و لا حتى ثورة اصلا فالثورة لا تخدم هؤلاء الذين يشكون في وعي شعبهم فيغرقونه اما في حمى القوانين اللاديمقراطية او يقذفون به في غياهب الحرب الاهلية. و لذلك لا بد ان يتنادى الوطنيون الاحرار للحفاظ على السلم الاجتماعي و الوقوف في وجه هذه العصابة الصهيونية التي يتزعمها التجديد الصهيوني من داخل هيئة بن عاشور و بقية اطياف اليسار من داخل و خارج هذه الهيئة. لا بد من وقفة حازمة لا مجال فيها للحسابات الانتخابية و الاهداف القريبة من اجل الحاق ايتام بن علي به و ترك تونس التاريخ و الحضارة و الجذور لأهلها الطيبين الذين يتكلمون لغتها و يدينون لها و ليس للخارج بالولاء. انها دعوة الى الاستفاقة فبل فوات الاوان فالرغبة واضحة اليوم في استكمال حلقات هذه المؤامرة الدنيئة و بنسق اخذ في التسارع و الدفع بالاحتقان الى المواجهة. عماد العبدلي ناشط سياسي و حقوقي