الثورة ستنجح لان الشعب اراد لها النجاح البلاد الان تواجه رهانا كبيرا جدا وهو بناء الدولة الديمقراطية التى ستكون النموذج للدول العربية الاخرى لذلك فان البوليس السياسى لن يصل الى غايته التى يريدها اتباع النظام القديم و اصحاب المصالح و النفوذ وهى العمل على اجهاض الثورة بوسائل مختلفة مثل - هيئة بن عاشور المنصبة و الهادفة الى افراغ الثورة من زخمها - فقد تجاوزهم الزمن و لن يفلحوا فى افشال مشروع النهضة فى بناء الدولة الحديثة و تحقيق التطور و الازدهار على منوال الدول الصاعدة الاخرى كتركيا ...لان مشروع النهضة لم يولد بعد الثورة كما يعتقد البعض بل هو نتيجة تراكمات منذ القرن 19 و التى قادها زعماء الاصلاح و منهم الطهطاوى و خير الدين و الثعالبى و الافغانى و عبده و سالم بوحاجب و الفاضل و الطاهر بن عاشور و غيرهم ...و هذا البناء بدا يكتمل بعد الثورة الشعبية فى تونس و مصر ... باقامة نظام ديمقراطى يتلاءم مع هوية الشعب التونسى العربية الاسلامية . و حركة النهضة تتبنى هذا المشروع الاصلاحى الحداثى المعاصر وهى اقدر على تجسيم ارادة الشعب لانها تعيش الامه و معاناته و تحملت الاعتقالات و السجون لتحقق العدالة و تقاوم الظلم وهى تعمل اليوم من اجل اهاف يعرفها الجميع وهى تحقيق النمو و التقدم . و يبقى الرهان على افشال الثورة رهانا خاسرا لان المجتمع اصبح مهيئا لرفض كل اشكال الاستبداد و الظلم و لن يقبل الا بالحريات بديلا و سيكون نموذج النهضة فى تونس نموذجا حيا لكل الدول العربية و الاسلامية . و اما البوليس السياسى فانه سيحاول مرارا و تكرارا بدعم داخلى و خارجى اجهاض الثورة و لكنه سيصطدم بارادة شعبية قوية نحو التغيير و الاصلاح و مهما حاول اعوانه ادخال المندسين فانه سيلقى الفشل الذريع و سيفهم لاحقا ان التاريخ يجب ان يتغير و انه لا يمكن العودة الى الوراء و ان الثورة نضجت بفعل ارادة واعية للشباب و ان القيادات السياسية مهما كانت اسماؤها لن تستمر فى الساحة الا اذا واكبت هذا التغيير الفعلى الذى سيؤسس لمجتمع جديد - مجتمع الحريات و التنمية و اعادة الحقوق الى اصحابها.