وازداد اصفرارا كلما جاء المساء ليس للقمرات الآن مووايل على قدر هذا اللّيل حتى نعيد ملء الخوابي بعسجد الذكرى وليس لهذه الأرض أرحام لتحبل بالنحل الذي يعرش في الأعالي قد لا تجيء الزّنابق التي أعددنا حمرتها ولا يضحك اللوز مشتاقا الى بياض الفجر قد تسامرني علي وجل في حلم كنت سأملؤه بالحبق السري وببيلسان كان ربيع مضى، نسي اصطحابه في شعره القمحيّ لكنّما كيف اصطحابك للأحلام وطريقنا تنأى كلّما زدنا اقترابا وسماؤنا عطشى لموسمها والواقفون على الآكام ينتظرون صوت الرّعد يا لهذا الرّعد كيف أخرسني وكيف لغيماتي تنقّبن ولم يمطرنني عنَما ولم يسألنني عن اسمك الخوخيّ الذي لم أقضم مباهجه ولم أغنم لحون الريح في تاريخه الغجريّ حتما أحبّك لكنما الأحقاف تذرو من الرّمل ما يخفي إرم وما يرمي رخام الرفرف العالي ... ألنا جناح في عريش الروح لنسلكه وهنا على وهنٍ ونفرشه بعنبر التبريح ونترعه بالمامضى من شوق بلقيس التي نسيت جواهر عرشها في حضرة الملك الذي هتفت لملقاه العنادل وبنات آوى والنملة الصغرى التي رهبت سنابك خيله؟ هل كنت تسألني عنّي أم عن أناك أم عمّن نأى من عذب عنبرنا ذات انشغال وذات ليل تغمّدنا بهديره الرّوحي هل كنت تفهم عنّي حينما ألقي معاذيري ولا أهفو إلى أحد ... هل كنت تسمع عنّي إذ أنسى حروف الجهر وحين أشتهي همس التباريح التي قد تعتعت لغتي وضيّعت طرفي على جمر المسرّات التي ما عدت أعرفها هل كنت تغضب إذا حرْكته وتري ليقول عنّي كلّ البروق التي ما زلت أسرجها من مارج كان سيحرقني ... حتما أحبّك رغم هذا القفر ورغم صوت الرمل إذ يرغو على شفتي حتما أعيد عليك أورادي إذا شفّني شفق أو شاقني في آخر الليل مارد من ذكرى مودّتنا التي كانت....