الجولة الأولى: ثرنا، في برّ تونس، فخلعنا دكتاتورا كان هنا.. وتَبِعَنَا أشقّاؤنا في مصر فثاروا على الفرعون.. هديناهم سبيل الثورة فاهتدوا.. وأريناهم قبس "إذا الشعب يوما" فاقتبسوا.. رفعوا راياتنا وصرخوا بشعاراتنا.. وسال العِناقُ بين تونس والقاهرة.. ولم يلبث المصريون أن هدموا قصر الفرعون... *** نخبتنا المطهَّمة بالمعارف.. بالأمس كانوا يحفظون أناشيد الديمقراطية كلّها وينفقون جهودا مضنية في ترجمة دواوين ديمقراطيات شعوب ما وراء البحار.. قالوا فصدّقناهم وزادوا فأمنّاهم.. ولم ندر أنّ الخيانة بين ثيابهم تختقي.. تلك جولة أولى.. الجولة الثانية: تمرّد جرحى الانتخابات هنا.. وأنفقوا في التمرّد معجزاتهم كلّها.. ولكنّهم لم يقدروا على شيء ممّا أرادوا.. ولقد كان التمرّد سنّة سيّئة سرعان ما تلقّفها المصريّون لينكثوا بها غزلهم من بعد قوّة أنكاثا.. عجز مبدعو التمرّد هنا وسارت بهم أوهامهم إلى هاوية التشرّد والضياع.. ولمّا لم يفلحوا في تمرّدهم ولم تنجح بروفة الانقلاب في تونس فقد قرّ رأي جرحى الانتخابات المصرية على الاستعانة بصديق.. وكان الحذاء العسكريّ هذه المرّة هو الصديق.. ولم يعلم حمدين صبّاحي ولا محمّد البرادعي ّولا عمرو موسى.. ولا علمت ترسانتهم الإعلاميّة المصاحبة ولا جوقتهم الصاخبة من إبراهيم عيسى إلى يسري فوده إلى منى الشاذلي أنّ العساكر إذا دخلوا ثورة أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة.. وكذلك يفعلون.. ولقد لّبى الحذاءُ النداءَ.. فطأطأت النخب هناك الظَهور وحنت الأعناق.. وركبها الحذاء.. وجاء البيان الأوّلُ... قالت نخبتنا: تلك بضاعتنا رُدّت إلينا.. لا بدّ من الحذاء.. وإذن فقد أرسلوا واردهم يبحث لهم عن حذاء يشبه ذاك الحذاء.. وقال قائلهم: لننافس المصريين في عشق الحذاء.. وانطلق الصبيانُ يجمعون تواقيع التمرّد لعلّ الحذاء أن يظهر.. ولكنّ الحذاء في مصر "سيسي".. وليس لنا ههنا "سيسي".. *** يا أهل التمرّد والتشرّد والضياع.. اسمعوا وعوا.. اغمسوا السبسي في برميل زفت تتحوّلْ باؤه ياءً.. وبذلك تكون لكم نسختكم من الحذاء المنتظَر.. أو اطلبوا منتظر الزيدي.. استفتوه في حذاء يخلّصكم من حكم الإخوان.. سيأتيكم بفردة حذائه الباقية.. أمّا الأخرى فاطلبوها من جورج بوش الابن.. لعلّه لا يزال يحتفظ بها في بعض أرشيفه.. أرسلوا بالرفيق القائد يأتكم بها.. لعلّ وعصا.. وقلنا اضرب بعصاك البحر... نورالدين الغيلوفي