د. محجوب احمد قاهري في أي انقلاب في العالم، تصدر الجهة الانقلابية بيانها الأوّل بعد قيام الانقلاب، وقد خالف الوضع المصري والتونسي الحال، فالسيسي اعلن بيانا تمهيديا للانقلاب قبل 48 ساعة، و في تونس، فان المنسّق الأمني للسفارة الأمريكيةبتونس، هو من اعلن البيان، ولكن قبل وقوعه بأربعة اسابيع. وهو ما يؤكّد بان هناك اطراف اجنبية هي من تحرّك كلّ مفاتيح الفوضى والإرهاب المصطنع، من اجل اسقاط الإسلاميين من الحكم، ومن اجل استراتيجية الفوضى الخلاّقة، التي ستوفّر الأمن لإسرائيل. ولكن البيان الأمريكي جاء محددا لتاريخ حدوث الأزمة في تونس. يقول التقرير الذي نشر في موقع Tunisia Security Update الذي يشرف عليه المنسق الأمني للسفارة الأميركية في تونس، والذي صدر اليوم الاثنين 28/10/2013، “ أن حدثا أو ظرفا ما سيحصل في تونس وسيكون مفاجأة كبرى لصناع القرار في تونس، والجدير بالاهتمام بان التقرير يحدّد تاريخ وقوع هذا الحدث، أي بعد اربعة اسابيع بالضبط ، وحسب التقرير “That being said here's something to consider: Tunisia will experience another crisis situation within the next 4 weeks.” . ألا يتزامن هذا مع بداية عمل الحكومة الجديدة التي سيشكلّها “الحوار الوطني؟ حسب خارطة الطريق، في ثلاثة اسابيع سيتم تشكيل حكومة جديدة، وفي الأسبوع الرابع سيبتدئ عملها، ويبشرنا السيد المنسق الأمني الأمريكي بوقوع حدثا سيهز صناع القرار، فما سيكون هذا الحدث غير الانقلاب الذي يتشكّل كلّ لحظة، ويعلن عن بعض تفاصيله بعض الساسة وبعض الأمنيين؟ بوضوح يتجلى تدخّل القوى الأجنبية في تونس وتحديد مسار شعبها، وليس هذا فقط وإنما هم يحدّدون حتى تواريخ كلّ، حتى الانقلاب !!. ليس الأمريكان وحدهم من يتدخّل، فلا يمكن أن ننسى وعد ضاحي خلفان بإسقاط اخوان مصر، وساهم في اسقاطهم، كما توعّد نهضة تونس بإسقاطهم خلال سنة ونصف، وهاهو “ديفيد سيكيوريتي”، المنسق الأمني للسفارة الأميركية في تونس، يبشره بتاريخ الانقلاب. الانقلابات لم تعد عملا مفاجئا، فالسيسي لم يفاجئ مصر بل اعلن بيانا تمهيديا لانقلابه، وفي انتظار البيان الأول للانقلاب في تونس، هاهو البيان الأول التمهيدي له واضحا بدلالة تاريخه.