في التاسع من شهر يناير، يحتفل صرب البوسنة بما يسمونه اليوم الوطني لجمهوريتهم المزعومة، والتي أعلنوها في التاسع من يناير سنة 1992 م. والتي كانت دافعا لحرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون البوشناق في البوسنة على مدى 4 سنوات تقريبا . وكانت المعظلة الكبرى والخطئية التي لم يتم اصلاحها حتى الآن هي قيام الغرب بالمحافظة على هذه "الجمهورية" في اتفاقية دايتون سنة 1995م ، فبقيت خنجرا مسموما في خاصرة البوسنة حتى اليوم . فهي وإن لم تعلن جمهورية مستقلة ذات سيادة، إلا أنها تتمتع بحكم ذاتي واسع،على مساحة 49 في المائة من مساحة البوسنة. ويعرب قادتها من حين لآخر عن رغبتهم في الانفصال، ويهددون به كلما شعروا بأن هناك توجها لتوحيد البوسنة، لتصبح دولة طبيعية مثل بقية الدول الأوروبية. ولهذه الأسباب اتخذ البوشناق المسلمون في البوسنة وخارجها يوم التاسع من يناير يوما لتذكر الإبادة، التي تعرض لها شعبهم. في المواجهة: رغم مرور 21 سنة على حرب الإبادة في البوسنة ، و18 سنة على توقيع اتفاقية دايتون {1995م} إلا أن المخاطر لا تزال تحيط بالبوشناق المسلمين في منطقة شرق أوربا، ودول البلقان، ولا سيما ما كان يعرف سابقا باسم" يوغسلافيا" الذي لم يعد لها وجود. ففي البوسنة، هناك تهديدات الصرب بالانفصال عن البوسنة، وانتظار الكروات لهذه اللحظة للنسج على نفس المنوال، وهم يؤيدون انفصال صرب البوسنة، وفق تفاهمات تسمح لهم بتقسيم البلاد، كلاهما ضد تطوير اتفاقية دايتون أوما يعرف باسم دايتون2 وبناء دولة طبيعية في البوسنة، وفي نفس الوقت يسعون للسيطرة على الإدارة المشتركة، كالأمن ، والإستخبارات، ولا سيما في المطارات وعلى الحدود مع دولتي صربيا وكرواتيا.علاوة على محاولتهم غرس عناصرهم الاثنية داخل الإدارة في المناطق التي يمثل المسلمون فيها الأغلبية عبر الأحزاب اليسارية وما شابهها. وقد سبق أن تمكن أحد صرب البوسنة، ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، من شغل منصب رئيس بلدية من بلديات العاصمة سراييفو، فقام بتسريح البوشناق، وجلب صرب مكانهم من مناطق أخرى. أما في مناطق الأغليية الصربية والكرواتية فلا يمكن توظيف أي بوشناقي مسلم ، حتى لو كان حارس عمارة ،فضلا عن إدارة مؤسسة أو بلدية أواقليم . ولا يزال البوشناق الذين عادوا إلى المناطق التي يمثل الصرب والكروات أغلبية فيها، يخشون على حياتهم