هل نسي المجرمون أن المنطق والعقل لا يقبلان إفلات المجرمين من عدالة شاملة تُخضِعُهم بعد عتوّهم وتُركِس رؤوسهم بعد طغيانهم إلى قصاص رهيب لا مفرّ منه..؟؟ من اقترفوا مظالم ضدّ أشخاص أو الّذين يقترفون مظالم ضدّ الشعوب وضد الإنسانية، الإثنان على حدّ السّواء، لكن الصّنف الثّاني المنطق يحمّلهم أعظم جزاء ويُلبسهم أثقل جرم ويفترض لهم أشدّ محاسبة لأنّ ظلمهم يمسّ أرجاء الكون، ويعطّل نموّه. هل لهذا الكون ربّ يحكمه ويؤول إليه ملكه..؟ ما وجدنا مساحة ولا بقعة من الأرض، لا تتبع إلى دولة فيها سلطة تحكمها وتتصرّف فيها وتدخل تحت حكمها وسلطانها، فما بالك إذَن بكون عظيم غاية في العظم جميل غاية في الجمال، أيعقل أن يكون بلا حاكم يتصرّف فيه ويبسط عليه سلطانه...؟ إذا أقررنا وقلنا بلى، فهل يعقل أن يفسد مفسدون في هذا الكون ويجرم طغاة مجرمون، فيستعبدون الناس وينهبون ويسفكون الدّماء ويقتلون، ثمّ لا يخضعون في النّهاية إلى محاسبة صاحب هذا الملك العظيم، والحال أنّ في الدّول الّتي يحكمها حكّام الأرض يكاد لا يفلت مجرم من عدالتهم النّسبية...؟ مرّة أخرى المنطق والعقل يقولان بلى، لا يجب أن يكون هناك إفلات من عدالة كاملة شاملة عليا لا شيء أعلى منها تردّ الأمور إلى نصابها بعد تحسّس المنطق والعقل هذا خبر يأتي من الحاكم الأعلى يقول في المجرمين: "إنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ" ويقول في الأطهار الّذين لم يفسدوا في هذا الكون وناظلوا من أجل الحق: