في خطوة تجاوزت نحو 93 عاما من الزمن لترد مسلمي روسيا إلى عادة أسلافهم قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وضع مجلس شورى المفتين في روسيا برنامجا جديدا للمسلمين الروس لأداء مناسك العمرة، يقضي بزيارة مدينة القدس الشريف بعد زيارة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وفي تصريحات نقلها عنه موقع "صوت روسيا" الأسبوع الجاري، قال رئيس إدارة العلاقات الخارجية لمجلس شورى المفتين روشان حضرت عباسوف: "نخطط لشهر مارس المقبل، عندما تفتح المملكة العربية السعودية حدودها لأداء مناسك العمرة لأن يزور حجاجنا الأماكن الإسلامية المقدسة الثلاثة وفيها القدس الشريف". ومن الجدير بالذكر أن مسلمي روسيا قبل الثورة البلشيفية عام 1917 كانوا يؤدون فريضة الحج بالأراضي المقدسة، ثم يعرجون على مدينة القدس الشريف؛ ما كان يطيل أمد الرحلة لعدة أشهر. وأضاف عباسوف: "يستغرق برنامجنا المقترح لزيارة المدن الثلاث أسبوعا واحدا، فأولا تجرى زيارة مكةالمكرمة والقيام بجميع مناسك العمرة، ثم المدينةالمنورة والصلاة بالمسجد النبوي الشريف، وبعد ذلك التوجه إلى زيارة القدس والصلاة بالمسجد الأقصى المبارك". وللقدس ومسجدها الأقصى مكانة كبيرة في قلوب المسلمين حول العالم لا تقل عن مكانة مكةوالمدينة وحرميهما؛ وذلك نظرا لأن المسجد الأقصى ظل القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم لنحو 18 شهرا قبل أن يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم باستقبال الكعبة المشرفة بمكة لتصبح منذ ذلك الحين قبلة المسلمين. وكذلك يقترن المسجد الأقصى في وجدان المسلمين بالحرمين المكي والنبوي؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". بعيدا عن "العال" وحول برنامج تنقلات الرحلة التي قد تواجهها صعوبات بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مداخل وحدود مدينة القدس، أوضح عباسوف: "لقد تم بالفعل إعداد البرنامج المقرر، وهو الطيران من موسكو إلى السعودية، ثم العاصمة الأردنية عمان، ومن هناك يستقل المعتمرون الحافلات للوصول إلى القدس عبر الضفة الغربية". وأضاف: "وبما أن القدس غير مجهزة بالبنية التحتية فسيكون التجمع في العاصمة الأردنية التي يلاقي فيها حجاجنا كل المحبة والترحيب، ومنها نتوجه لفلسطين حيث نزور بيت لحم وأريحا وقبور الأنبياء وأماكن أخرى من الأرض المقدسة، وسيرافق كل فريق من الحجاج مرافق خاص من طرفنا". ولفت إلى أنه قد التقى مرارا وتكرارا مع وزير السياحة في فلسطين، قائلا: "ونحن ندرس تجربة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي أرسلت العام الماضي 130 ألف حاج للقدس، كما أننا نعتزم تطوير هذا المشروع فهو هام بالنسبة إلينا كمسلمين؛ حيث سنتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى، ومشاهدة المقدسات المسيحية، وهام بالنسبة للجانب الفلسطيني، الذي يهتم بتدفق السياح الروس كحجاج زائرين للأماكن المقدسة". ويتضح من تصريحات رئيس إدارة العلاقات الخارجية لمجلس شورى المفتين أن برنامجه لن يستخدم طيران "العال" الإسرائيلي لزيارة المدينة المقدسة، ولكن هذا لن يعفيهم من الاضطرار إلى اللجوء لسلطات الاحتلال للحصول على تصاريح بزيارة القدسالمحتلة؛ وهو السبب الذي يتجنب بسببه مسلمون وعرب زيارة القدس، كما تحظر الكنيسة الأرثوذكسية المصرية على أتباعها الحج إلى القدس حتى لا تضطر للتعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.