عندما يشكر التونسي رئيس دولته على منحه جواز سفر وعندما يكون ذلك الشكر على الملإ وعلى مشهد ومرئى كل الناس فينشر ذلك على صفحات الويب ليطلع عليها القريب والبعيد ليعلم الجميع وقتها حجم الردى والحضيض الذي وصلنا إليه وإلى حجم الهوان الذي نعيشه فإلى حد علمي أن هذه الظاهرة تضاف إلى مجموعة الإستثناآت التي تعيشها بلدنا لأنه لم نسمع في أي بلد تردى إلى هذا القاع ليشكر المواطن المسكين سيده على أن متعه بحق استلام جواز سفره , عندما يصل الأمر إلى هذا الحد فاعلم أخي التونسي أنك وصلت إلى مرحلة من الذل يصعب بعدها أن تتنسم أو تتمتع كما تمني النفس بحق المواطنة وحق الحرية وحق الإنسانية وحق الكرامة , لأن ذلك كله قد اغتصب منك وما شكرك هذا إلا دليلا صارخا على ذلك. هؤلاء المساكين الذين اغتصبت منهم حريتهم يتوسلون هذه الوثيقة صباح مساء ومنهم من يتصل بهذا أو بذاك ليعينه أو ليتوسط له أو يطرح قضيته على المسؤولين ليبحثوا فيها حتى ينال جواز السفر ,وما أن يحصل على البشرى حتى يزفها للناس أجمعين ليعلنها صرخة مدوية شكرا ياسيادة الرئيس شكرا لأنك منحتني جواز السفر. نعم هذا هو حالنا صدق أو لاتصدق لقد أضحى التونسي يشكر الرئيس على هذه المنحة . والأعجب من ذلك والأدهى والأمر كتب أحدهم منذ فترة رسالة شكر وتقدير واحترام وبعدها ذيلها بتاريخ سفره بالتفصيل في أي يوم يكون ذلك وفي أي وقت وربما في أي رحلة . لقد أشفقت عليه وهو يبعث برسالة إلى النظام وفي نفس الوقت يخبر من في الخارج بموعد سفره ولسان حاله يقول أنا خائف فإن أصابني مكروه فهذه تفاصيل رحلتي فلا تنسوني ببعض البيانات أو التدخلات التي قد تساهم في فك أسري لاقدر الله. هذا هو حالنا وهذا هو حاكمنا هدى الله الجميع إلى سواء السبيل . .