تطلقها منظمة «استكشاف الإسلام» من خلال ملصقات على وسائل النقل العام سلطانة تافادار، وروبن مياه، وكريستيان بيكر، ثلاثة مسلمين يعيشون في بريطانيا ويروجون لقضايا إنسانية وسياسية، تتراوح بين الإيمان بالعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة والمحافظة على البيئة، وذلك من خلال حملة أطلقتها منظمة «استكشاف الإسلام» في وسائل المواصلات العامة في لندن. حملة «ألهمني محمد» تحمل صور هؤلاء المسلمين مع رسائل تربط بين وعيهم وإيمانهم بقضايا الساعة (العدالة الاجتماعية، والبيئة، وحقوق المرأة) ومعتقداتهم من خلال ما كان يؤمن به النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
الحملة من أجل النبي محمد أطلقتها أول من أمس، الاثنين، مجموعة من المسلمين في لندن على أمل التصدي للأفكار السلبية عن المسلمين في بريطانيا. وقالت ريمونا علي، مديرة الحملة: «نريد تعزيز فهم أكبر لما يدور في أذهان المسلمين البريطانيين ولإسهامنا في المجتمع البريطاني. ونحن فخورون بكوننا بريطانيين ومسلمين». يذكر أنه عقب التفجيرات الانتحارية التي استهدفت شبكة النقل في لندن في 2005 التي راح ضحيتها 52 شخصا، فضلا عن إصابة أكثر من 700 شخص، شرع عدد من المؤسسات في التصدي لخطر تنامي نزعة التشدد بين الشباب المسلمين، وفي الوقت نفسه تصاعد مشاعر العداء للمسلمين في البلاد. وتطلق هذه الحملة مؤسسة «استكشاف الإسلام» التي ستعرض نحو 100 ملصق في محطات الحافلات في لندن وعلى سيارات التاكسي وفي محطات مترو الأنفاق. ويقول كارلو غيبس، في شركة «أبيكس» للاتصالات، إن مجموعة من الشباب المسلمين المحترفين في بريطانيا هم الذين قاموا بتأسيس تلك المؤسسة العام الماضي من منطلق اعتقادهم بالحاجة إلى القيام بعمل ما لمجابهة «المفهوم السلبي عن الإسلام في بريطانيا»، الذي تظهره استطلاعات للرأي. وأضاف أن الحملة جاءت في أعقاب مسح شمل استطلاع آراء 2152 شخصا الشهر الماضي وأظهر أن غالبية المواطنين في بريطانيا يربطون الإسلام بالإرهاب. كما أظهر استطلاع الرأي أن 58 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يقرنون الإسلام بالتطرف، بينما يربط 50 في المائة الدين الإسلامي بالإرهاب. وتبين من المسح أن 59 في المائة يعتقدون أن الإسلام يشجع على قمع المرأة. ولا يرى أربعة من بين كل عشرة أشخاص، ممن استطلعت آراؤهم، أن للمسلمين تأثيرا إيجابيا على المجتمع البريطاني. سلطانة تافادار، محامية متخصصة في قضايا حقوق الإنسان، كتبت أسفل صورتها «أؤمن بحقوق المرأة كما فعل محمد (صلى الله عليه وسلم)». وتافادار هي واحدة من الشخصيات الثلاث التي ألهمتها حملة من أجل النبي محمد أطلقتها أول من أمس، الاثنين، مجموعة من المسلمين في لندن على أمل التصدي للأفكار السلبية عن المسلمين في بريطانيا. ويقف روبن مياه، الذي يعمل في مؤسسة خيرية خاصة برعاية المشردين، أمام ملصق يؤكد إيمانه بالعدل الاجتماعي، بينما تقول كريستيان بيكر، وهي مقدمة برامج تلفزيونية سابقة واعتنقت الإسلام: «أؤمن بحماية البيئة كما فعل محمد (صلى الله عليه وسلم)». وأضاف غيبس أن هذه الحملة، التي يدعمها متبرعون غير رسميين ورجال أعمال، تهدف إلى تحسين صورة الإسلام والمسلمين في الشارع البريطاني ومواجهة التصورات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين. ويقول غيبس إن الحملة تهدف أيضا إلى تسليط الضوء على تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي توضح للمسلمين أهمية البيئة والمساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية. ولم يتم استشارة أي منظمة إسلامية بريطانية كبرى بشأن حملة الملصقات. وقال غيبس لوكالة الأنباء الألمانية: «من الواضح أن حملة واحدة لن تغير العالم، فهي مجرد بداية وهناك الكثير سيتم عمله». وأعربت إحدى هذه المؤسسات، وهي مؤسسة «كيليام»، أول من أمس، عن ترحيبها بحملة الملصقات بوصفها «خطوة جاءت في حينها للمساعدة على تحسين العلاقات وتعزيز تفاهم أعمق بين المواطنين البريطانيين».
كريستيان كيري وقالت مؤسسة «كيليام» إن «هذه المبادرة تساعد المسلمين البريطانيين في تصحيح صورة النبي محمد كرسول للسلام والتراحم والعدل الاجتماعي، والتصدي لأولئك الذين يسعون إلى تحريف تعاليمه».