احمد ولد جدو كثيرا مانادت الدول الغربية بضرورة إحترام حرية التعبير ودعت إلى ترسخها وتقديسها ,ونصت على ذالك في دساتيرها ونصبت نفسها حامية لها.
ولكن عندما نتمعن في حقائق الأمور نجد أن حريةالتعبير في هذه الدول لاتعدوا كونها شعارات ووهم ,ففي هذه الدول توجد تابوهات كثيرة يحرم الاقتراب منها قيد أنملة ومن هذه التابوهات إزعاج الكيان الصهيوني.
وسأورد مجموعة من الاحداث والوقائع تبرهن أن حرية التعبير تصبح جريمة حين يتعلق الأمر بإنتقاد الكيان الصهيوني.
ففي أمريكا قامت الدنيا حين قالت أيقونة الإعلام الأمريكي هيلن توماس "فليرحل اليهود إلى بلادهم، وليتركوا البلاد للفلسطينيين فهم أهلها وأصحابها ",بسبب هذا الكلام سرحت من عملها الذي قضت فيه 60سنة وهي التي عاصرت عشرة من الرؤساء الامريكين ,ونفس الشيئ حدث مع الاعلامية أوكتافيا نصر عندما أبدت إعجابها بالمرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله بصفحتها على موقع تويتر على شبكة الإنترنت, فتمت مجازاتها بالفصل من شبكة "سي إن إن" ,وكذالك لم يسلم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من النقد وأتهم بالاسامية وذالك بعد أن قام بتشبيه مايحدث في فلسطين بماحدث في جنوب إفريقبا وذالك في كتابه فلسطين: السلام لا الفصل العنصري»".
وفي فرنسا حكم على الفرنسي روجيه غارودي بدفع مبلغ 20 آلف دولار غرامة طبقاً لقانون (فابيوس – جيسو) ,وذالك بعد نشره لكتابه الشهير "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" .
وفي المانيا حوكم زعيم الحزب الوطني الديمقراطي الألماني (جنتر ديكيرت) ,وذالك عقب عقده محاضرة استضاف فيها محاضرا أمريكيا ذكر خلال كلمته أن قتل اليهود بالغاز لم يحدث مطلقا.
وقد أعلنت المحكمة الدستورية الألمانية وذالك في أبريل عام 1994م أن أي محاولة لإنكار حدوث الهولوكوست لا تتمتع بحماية حق حرية التعبير التي يمنحها الدستور الألماني، وكان ذالك السبب في وضع قانون يجرم أي محاولة لإنكار وقوع الهولوكوست، ويوقع بمرتكب هذه الجريمة عقوبة قدرها السجن خمس سنوات، بصرف النظر عما إذا كان المتحدث يؤمن بما ينكره أم لا.
نستنتج من كل هذه الأحداث أنه يتم القفز على حرية التعبير في الغرب إن إقتضت المصلحة ذالك وأنها غير مطلقة وأن المفكر في الغرب يعاني من كبت الحرية ولايمكنه البوح بكل مابداخله ولا التصريح بمايحب ,وأن المقولة الشهيرة المنسوبة لفولتير"قد أخالفك الرأي لاكنني سأظل أقاتل من اجل حرية رأيك",لاتجد صداها كذالك في الغرب , فكل رأي لايعجب الوبي الصهيوني تتم مصادرته ...