مع انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي من عدة مدن في غرب ليبيا بأوامر من القيادة العامة، عادت تهديدات الجماعات الإرهابية في المنطقة الغربية مجددا، وذلك في ظل سيطرت المليشيات المسلحة والجماعات الخارجة عن القانون على المنطقة . ونقلا عن موقع "ليبيا 24" . أكدت وزارة الخارجية الروسية، الأسبوع الماضي، أن إرهابيين سوريين يخوضون القتال في صفوف المسلحين في ليبيا، معربة عن قلق موسكو البالغ إزاء تطورات الأحداث الأخيرة في غرب ليبيا، مشيرة إلى أن الهدنة الإنسانية تشهد انتهاكات وأن استمرار القتال يهدد بكارثة. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب سيطرت قوات حكومة الوفاق التي تضم في صفوفها مقاتلين متطرفين على مواقع عديدة في غرب البلاد، بدعم عسكري من تركيا التي أرسلت الآلاف من المرتزقة السوريين لدعم حكومة الوفاق في معاركهم ضد قوات الجيش الليبي. وصدرت تحذيرات دولية ومحليا عديدة من مخاوف خطر وقوع الأسلحة التي أرسلتها تركيا إلى ليبيا في أيدي التنظيمات الإرهابية والمتطرفة مما قد يشكل ذلك تهديدا على أمن البلاد والمنطقة بأكملها في ظل الفوضى التي تشهدها مدن غرب ليبيا. ولا شك أن العناصر المتطرفة في ليبيا المدعومة بقيادات إرهابية أجنبية تهدف إلى خلق فوضى في البلاد من أجل تحقيق مصالح تنظيمهم الإرهابي وتحقيق أجندات الدول الداعمة للإرهاب مثل تركيا وقطر. كما تسعى العناصر الإرهابية التي تقاتل في صفوف قوات حكومة الوفاق إلى إحداث انشقاقات بين الليبيين وتقسيم البلاد إلى دويلات لتسهيل عملية السيطرة عليها وتدمير ليبيا والاستيلاء على ثرواتها والقضاء على شبابها. ويذكر ان انسحاب القوات المسلحة بالجيش الليبي جاء بعد النداءات الدولية لإيقاف الحرب من أجل استئناف المفاوضات السياسية بين الأطراف الليبية، بالإضافة إلى حرص قيادة الجيش على أرواح المدنيين وممتلكاتهم وإمكانية إيجاد حل للأزمة الليبية سلميا. وكان الجيش الليبي قد أطلق في شهر أفريل 2019 عملية عسكرية لتحرير العاصمة الليبية طرابلس وكامل المنطقة الغربية من الجماعات المسلحة والمتطرفين الذين يختبؤون في بعض مناطق الغرب بعد فرارهم من بنغازي ودرنة. وقام الجيش الوطني بمساندة ودعم الشعب الليبي قبل إعلان تحرير طرابلس والمنطقة الغربية، بإطلاق عمليات عسكرية ناجحة لتحرير المدن التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية في المنطقتين الشرقية والجنوبية. ولكن مع التدخل التركي في ليبيا عسكريا زاد خطر تنامي الإرهاب من جديد، واحتمالية انتشاره مجددا في كامل المدن والمناطق الليبية، وخاصة بعد ظهور عناصر قيادية في التنظيمات الإرهابية من داخل البلاد وخارجها، ناهيك عن توافد الآلاف من المرتزقة السوريين. وظهرت نداءات عديدة من أن العناصر الإرهابية يتمركزون بصورة كبيرة في غرب ليبيا في الآونة الأخيرة، وباتوا يعززون من صلاتهم مع تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين. وقد تبدأ العناصر الإرهابية بزيادة نشاطاته السرية في ليبيا، وتستغل انسحاب قوات الجيش الليبي من غرب البلاد، ومن الممكن قيام هذه العناصر بتعزيز العلاقات مع تنظيمات الإرهابية في الخارج، وخاصة مع اقتراب المعارك من الهلال النفطي وموانئ النفطية.