تداول متصفحوا الشبكات الاجتماعية فيديو مسرب سرا من اجتماع بين راشد الغنوشي وعدد من قادة التيار السلفي في مقر حركة النهضة تحت عنوان "المستقبل الخطير والغامض لتونس". وتحدث راشد الغنوشي في هذا الفيديو المصوّر بكاميرا مخفية على ضرورة أن يتحلى السلفيون في تونس بالصبر والروية وأن يقتنعوا بمكاسبهم الحالية ولا يفرطو فيها في انتظار تدعيمها في المستقبل. وأكد الغنوشي أن النهضة ورغم أنها حققت نتائج ايجابية في الانتخابات الفارطة واصبحت تدير العملية السياسية في البلاد إلا أن مفاصل الدولة لا زالت بيد العلمانين على حد تعبيره. وأضاف الغنوشي أن العلمانيين لازالو يسيطرون على الاعلام والادارة كما "ان جهازي الجيش والشرطة ليسوا مضمونين". ونبّه رئيس حركة النهضة إلى ضرورة الاتعاظ من التجربة الجزائرية حيث تحصل الاسلاميون على نسبة 80 بالمائة في الانتخابات واعتقدوا أنهم سيطروا على هياكل الدولة وأنه يمكنهم المرور لأسلمة الدولة إلا أن الدائرة دارت عليهم. ودعا السلفيين إلى أن يلتزموا بسياسة المراحل وان يقنعو بكل مكسب يتحقق ويؤمنوه في انتظار تدعيمه. وأردف قائلا المفروض اليوم على الاسلاميين ان يملؤوا البلاد بالجمعيات وان ينشؤوا المدارس القرأنية في كل مكان ويستدعوا الدعاة الدينيين لأن الناس لازالت جاهلة بالاسلام ثم المرور إلى المرحلة القادمة كما تطرق إلى مسألة التنصيص على الشريعة في الدستور الجديد وبرر تراجع الحركة عن هذا الفصل بخوف "الفئة العلمانية" من مصطلح الشريعة وهو ما استدعى تغيير الاسم دون تغيير المسمى وذلك عبر الاعتراف بالفصل الأول الذي سلم بأن الاسلام دين للدولة ظاهرا. وأكد ان تطبيق الشريعة ليس بحاجة لنص في الدستور لان النصوص لم تقيد الدول ولكن تطبيق الشريعة واسلمة المجتمع بحاجته لرجال يحركونه ويمشون به لا إلى نصوص تقيد السلطة.