من تلك الربوع الخصبة ربوع تالةوسيدي بوزيد وسليانة وقفصة..وكل الأماكن في تونس الخضراء اندلعت شرارة الأمل من أجل غد أفضل هذا المواطن البسيط الذي عاش الظلم... والاستبداد والقهر لمدة عقدين أو أكثر عانى ويلات حاكم مستبد ودكتاتور ظن أنه مالك الأبدية واعتنق السرمدية بمال الشعب وبثروات بلاد عليسة وابن خلدون وابن رشيق والشابي والمسعدي بلاد الحضارة والتاريخ والثقافة والمجد لكن يوم 14 جانفي 2011 وقف التونسي في وجهه وقال له "ارحل! ...ارحل!" مؤكدا أنه قادر على تحمل المسؤولية وعلى البناء والانجاز هذه خلاصة سنة من النضال ومجابهة المشاكل والتحديات من اجل هذا الوطن العزيز على قلوبنا من هذه النقطة حاول الغرب تجسيد هذه السنة من الحرية والديمقراطية في الفن السابع من خلال فيلم عرض على قناة فرنسية بعنوان "أحب الديمقراطية" تروي قصة الشعب التونسي ليست قبل الثورة لكن هذه المرة كانت الفترة الزمنية لإحداث الفيلم قبل انتخابات 23 أكتوبر وبعدها حين كانت تونس تعيش أول مراحل الديمقراطية والحداثة عبر ارساء أسس الدولة من خلال إعداد دستور وإنشاء مجلس تأسيسي معتمدا على انتخابات نزيهة وشفافة لقد مجد هذا الفيلم شعبنا العظيم والمثقف والواعي بصعوبة المرحلة ورغبته في جعل هذا البلد من مصاف البلدان المتقدمة والحديثة محتفيا بالربيع التونسي الذي كان شرارة الثورات العربية (مصر وليبيا واليمن وسوريا) بالإضافة إلى هذا التمجيد ركز الفيلم على رغبة المواطنين التونسيين في الجهات (قفصة ،سيدي بوزيد،،الرديف،تالة،صفاقس،بنزرت،تطاوين) في معرفة كل كبيرة وصغيرة في المجال السياسي حيث أصبحت السياسة الشاغل الوحيد لهذا المواطن الذي يتابع مستجدات المجلس التأسيسي مترصدا لكل التجاوزات والمخالفات كذلك عالج مسألة المرأة التونسية وتوقها إلى الحرية والمحافظة على مكاسبها من عدالة ومساواة فالمرأة التونسية واعية ومثقفة ومشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبالتالي فهي ليست في حاجة إلى تلك الدعايات المزيّفة التي تنادي بضرورة ابقائها في المنزل وتهميش كل دور لها. خرج هذا الفيلم من طور الفيلم الوثائقي إلى طور فيلم الرواية والقصة ليجعل من هذا الشعب قصة للأمس واليوم والغد فالتونسي ما زال يعطي ويقدم ويناضل من أجل تونس هذا هو التونسي في عيون الغرب بعد ثورة 14 جانفي 2011. إكرام بوعجيلة