خلال 24 ساعة : الحماية المدنية تقوم ب 124 تدخلاً لإطفاء الحرائق    الاستثمارات الصناعيّة المصرّح بها تتراجع ب9,1% خلال النصف الأوّل من 2025    عاجل/ عاصفة قويّة في المتوسّط تعطّل أسطول الصمود    قتيلان إسرائيليان بعملية إطلاق نار على معبر "الكرامة" بين الأردن والأراضي المحتلة    عاجل/ رجل يعتدي على طليقته بسكين في شارع أمام المارة..    حجز مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك قرب إحدى المؤسسات التربوية..    الاساتذة النواب دفعة 2026 يستنكرون إجراء تغيير مقاييس ترتيبهم    عميد المحامين الجديد بوبكر بالثابت يتسلم مهامه    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة السابعة ذهابا    الرابطة الأولى: قطيعة بالتراضي بين الإتحاد المنستيري والنيجيري فيكتور موسى    إنتقالات: المهاجم الجديد للترجي الرياضي يحط الرحال في تونس    موسم الحبوب..البنك الوطني الفلاحي يرفع من قيمة التمويلات    دليل استخلاص الديون في تونس: من التفاهم الودّي الى العُقلة على الأموال والممتلكات    قصر النظر عند الأطفال: الدكتور فهمي نافع يحذر ويقدم نصائح مع العودة المدرسية    قبلي: انطلاق التحضيرات الاولية لانجاز مشروع الزراعات الجيوحرارية بمنطقة الشارب    كرة السلة - شبيبة القيروان تتعاقد مع النيجيري فرانسيس ازوليبي    عاجل : وزير النقل يضع مهلة ب15يوما لضبط روزنامة برامج عمل    الغنوشي: '' البشائر تتأكد شيئا فشيئا خصوصاً بالشمال والوسط الأسبوع القادم.. وكان كتب جاي بارشا خير''    عاجل/ تفاصيل جديدة عن حادثة وفاة امرأة اضرمت النار في جسدها بأحد المعاهد..    اجتماع بمعهد باستور حول تعزيز جودة وموثوقية مختبرات التشخيص البيولوجي    آلام المفاصل عند الأطفال مع العودة المدرسية: أسباب وطرق الوقاية    سليانة: رفع 372 مخالفة اقتصادية منذ شهر أوت الماضي    المدعي العام الإسباني يأمر بالتحقيق في الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة    "يخدعني ويخلق المشاكل".. المعركة الكلامية تحتدم بين ترامب ونتنياهو    عاجل: بذور جديدة وتطبيقات ذكية لمواجهة الجفاف في تونس    مونديال الكرة الطائرة - المنتخب التونسي يفوز على نظيره المصري بثلاثة اشواط نظيفة ويصعد الى الدور ثمن النهائي    الملعب التونسي يفسخ عقد هذا اللاعب..#خبر_عاجل    رابطة ابطال اوروبا : ثنائية كين تقود بايرن للفوز 3-1 على تشيلسي    عاجل/ بطاقة ايداع بالسجن ضد رئيس هذا الفريق الرياضي..    عاجل/ غرق 61 مهاجرا غير شرعي اثر غرق قارب "حرقة" قبالة هذه السواحل..    عاجل/ مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع قرار جديد بشأن غزة..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ تقلبات جوية وأمطار بداية من هذا التاريخ..    الموت يغيب هذه الإعلامية..#خبر_عاجل    السجل الوطني للمؤسسات يعلن حزمة إجراءات رقمية جديدة: دفع حصري عن بُعد ومضمون إلكتروني مُحدَّث    هام/ وزير التجهيز يشرف على جلسة عمل لمتابعة اجراءات توفير مساكن اجتماعية في إطار آلية الكراء الممللك..    200 حافلة حرارية جايين من جنيف.. تحب تعرف التفاصيل؟    وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري بعد صراع مع المرض    في بالك الى فما مكوّن سرّي في زيت الحوت... شنوة يعمل في جسمك؟    أول سيناتور أمريكي يسمي ما تفعله إسرائيل في غزة "إبادة جماعية"    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    بلعيد يؤكد خلال الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة حرص تونس على مواصلة التعاون مع الوكالة    اللجنة الوطنية للحج تستعدّ لموسم 1447ه: ترتيبات متكاملة لضمان أفضل الظروف للحجيج    فرنسا على صفيح ساخن: مليون عامل إلى الشارع لمواجهة سياسات ماكرون    تونس ضيفة شرف مهرجان بغداد السينمائي...تكريم نجيب عيّاد و8 أفلام في البرمجة    تنظمها مندوبية تونس بالتعاون مع المسرح الوطني...أربعينية الفاضل الجزيري موفّى هذا الأسبوع    من قلب القاهرة... عبد الحليم حافظ يستقبل جمهوره بعد الرحيل    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    شهر السينما الوثائقية من 18 سبتمبر إلى 12 أكتوبر 2025    سورة تُقرأ بعد صلاة الفجر لها ثواب قراءة القرآن كله 10 مرات    جريدة الزمن التونسي    بنزرت: إصابات خفيفة في انقلاب حافلة عمّال بغزالة    طقس اليوم: سماء قليلة السحب    عاجل: طلبة بكالوريا 2025 ادخلوا على تطبيق ''مساري'' لتأكيد التسجيل الجامعي..وهذا رابط التطبيقة    جريدة الزمن التونسي    كلمات تحمي ولادك في طريق المدرسة.. دعاء بسيط وأثره كبير    أولا وأخيرا ..أول عرس في حياتي    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا فقهية في الأزمة الاقتصادية العالمية
نشر في الوسط التونسية يوم 15 - 10 - 2008

كأن ما حدث في هذه الأزمة الأخيرة مفاجأة لم تتنبأ بها أجهزة الدول العظمى على الرغم من قوتها وانتشارها والأموال التي تنفق من أجل تطويرها.. وقد تكون هذه النظم الرأسمالية معذورة حيث لا يضبطها إلا ضابط المنفعة والربح من وجهة نظر هذه النظم.. أما ما لا عذر له؛ فهي النظم العربية والإسلامية التي كان من المفترض أن يكون لها منهجها وفلسفتها للتعامل مع المال.
فقد غلب على نظمنا العربية والإسلامية طابع المحاكاة والتقليد، وصدرت لنا النظم الرأسمالية مجموعة من المشتقات المالية التي لا تتوافق مع مبادئ وأسس الاقتصاد الإسلامي..
وأحسب أن المشكلة معقدة ومتشابكة، وتحتاج إلى دراسات معمقة تتناولها بالدرس والفحص حتى تصل إلى أسبابها ومن ثمً طرق علاجها.
ينظر:أزمة الائتمان العالمية في ضوء الفقه
لكننا نستطيع أن نوجز الأسباب المؤدية إلى هذه الكارثة في هذه النقاط:
أولا: التخلي عن غطاء الذهب والفضة كغطاء للنقود؛ وبالتالي اتسعت الفجوة بين قيمة النقود الحقيقية والقيمة الورقية للنقود، وبالتالي نفهم مقصود الشرع الحنيف من عدم جعل الذهب والفضة وهما أصل النقود سلعة تباع وتشترى، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة ... إلا يدا بيد ومثلا بمثل .
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلا بمثل، يدًا بيد.. فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء"[1 ]
ويمكننا الرجوع إلى هذه الفتاوى في موقع إسلام أون لاين:
تبديل الذهب القديم بالجديد ... الصورة والحكم
بيع الذهب بالتقسيط : اجتهادات متنوعة
تجارة الذهب في العصر الحديث
تجارة الذهب عبر الانترنت
ثانيا : التوسع في سوق الأوراق المالية حتى أصبح عدد أسواق التداول أضعاف أضعاف أسواق الإصدار، وأصبحت هناك فجوة بين القيمة الحقيقية للسهم والقيمة السوقية له، وبخاصة في ظل الأعمال القذرة التي تحدث من قراصنة البورصة الذين يتسببون في ارتفاع قيمة السهم وانخفاضه.
ما يهم المسلم للتعامل في البورصة
قرار المجمع الفقهي في أسهم وسندات البورصة
ثالثا : المشتقات المالية التي تفنن النظام الرأسمالي في إنتاجها وتصديرها لنا فأخذناها بخيرها وشرها، وحلوها ومرها، دون النظر إلى مناسبتها لضوابط الشرع في استثمار المال وتنميته .
والمشتقات هي عقود معاوضة تهدف لتبادل المخاطر. ومن أشهر صورها المستقبليات (futures) والاختيارات (options). فالمستقبليات هي عقود معاوضة مع تأجيل البدلين، مثل التعاقد على مبادلة دولار مقابل يورو في تاريخ مؤجل، بعد ستة أشهر مثلاً. أما الاختيارات فهي عقود خيار يقوم فيها الطرف الراغب في الخيار بدفع رسوم معينة مقابل حق شراء أسهم أو سلع أو عملة محددة بسعر محدد في تاريخ محدد.
والهدف من هذه العقود هو نقل المخاطر الأصل من طرف لآخر. ففي حالة التعاقد المستقبلي على مبادلة الدولار باليورو، فإن هدف العقد هو تثبيت سعر الصرف السائد حين التعاقد لمدة العقد، بحيث إذا حل الأجل يحق للطرفين تبادل العملتين بغض النظر عن سعر الصرف السائد حينذاك، سواء ارتفع أم انخفض عن السعر السائد وقت التعاقد. وكذلك الحال في الاختيارات، حيث يحق للطرف المالك للخيار شراء العملة أو السهم بالسعر المحدد وقت التعاقد، بغض النظر عن السعر السائد حين حلول الأجل.
ونظراً لأن المقصود من هذه العقود هو نقل المخاطر من طرف لآخر، فإن الغالب الأعم (99% في المستقبليات) هو أن يتم تسوية العقد حين يحل الأجل (أو قبل ذلك) بدفع الفرق بين السعر السائد آنذاك والسعر المثبت في العقد. فالعقد ينتهي بالتسوية على فروق الأسعار دون نقل لملكية الأصول التي بني عليها التعاقد، ولهذا سميت هذه العقود بالمشتقات، أي أنها مشتقة من الأصول المرتبطة بها لكنها لا يراد منها نقل ملكيتها وإنما التسوية على فروق أسعارها[2 ]
ويمكننا مراجعة هذه الفتاوى :
المضاربة عن طريق الهامش في البورصات العالمية
حكم العمل في البورصة وشركات الأسواق المالية
المؤسسات المالية الإسلامية بأمريكا..صور وأحكام
حكم التعامل مع البورصة
رابعا: بيع الدين بالدين في صورة التورق والتوريق، وقد وقفت المجامع الفقهية موقفا حاسما من هذه المسألة نظرا لخطورتها على الاقتصاد بصفة عامة والاقتصاد الإسلامي بصفة خاصة.
والتورق والتوريق مشتقان من جذر لغوي واحد، وهو (ورِق)، والهدف من المعاملتين واحد، وهو الحصول على النقد، ففي التورق يقوم الشخص ببيع السلعة التي اشتراها من أجل الحصول على النقد، وفي الثانية تقوم المؤسسة بتصكيك الأصول وبيعها للحصول على النقد أيضا، وإن كان ثمة خلاف في الصور والأساليب بين التورق والتوريق، كما سنرى فيما بعد.
وكلمة (التوريق) تعريب لمصطلح اقتصادي حديث وهو(Securitization) الذي يعني: جعل الدين المؤجل في ذمة الغير – في الفترة ما بين ثبوته في الذمة وحلول أجله – صكوكًا قابلة للتداول في سوق ثانوية.وبذلك يمكن أن تجرى عليه عمليات التبادل والتداول المختلفة، وينقلب إلى نقود ناضة بعد أن كان مجرد التزام في ذمة المدين.
وقد اشتقت هذه التسمية مما جاء في اللغة من قولهم: أورق الرجل؛ إذا صار ذا ورق. والورق: الدراهم المضروبة من الفضة. وذلك كناية عن كثرة النقود في يده . ومن المعلوم أن الدائن يصير بالتوريق ذا نقود سائلة (ورق) بعد أن كان مجرد صاحب دين مؤجل في ذمة الغير، وكذا سائر من انتقلت إليه ملكية ذلك الصك. . . ونظير ذلك مصطلح (التورق) في الفقه الحنبلي الذي يعني (أن يشتري الشخص سلعة نسيئة، ثم يبيعها نقدًا لغير البائع بأقل مما اشتراها به، ليحصل بذلك على النقد) . حيث إن قصد ذلك الشخص بالبيعتين هو الحصول على الدراهم الناضة (النقود السائلة) لا غير.[3 ]
وقد أطلق بعض العلماء المعاصرين على هذه العملية اسم (التصكيك) وذكر أنها تقوم في الأساس على خلق أوراق مالية قابلة للتداول، مبنية على حافظة استثمارية ذات سيولة متدنية . هذا وقد اكتسبت هذه الأوراق المالية (وثائق تداول الديون) أهمية كبرى في أسواق المال العالمية في السنوات الأخيرة، حيث فتحت الباب على مصراعيه لتداول الديون واستثمار الأموال في هذا السبيل الميسر المنظم.[4 ]
وفي ذلك يقول الدكتور القري: " لقد بدأت فكرة تداول الديون عندما قامت مؤسسة تمويل بناء المساكن في الولايات المتحدة Government National Mortgage Association والمشهور باسم Ginne Mea – والتي تتولى عملية تمويل بناء المنازل – سنة 1968م بالتمويل لا عن طريق الإقراض المباشر، ولكن عن طريق توفير السيولة لمؤسسات الإقراض الخاصة، التي تقوم عندئذ بتقديم القروض. ثم تقوم المؤسسة بشراء تلك القروض (الديون) التي تقدمها المؤسسات لبناء المساكن، ومن ثم بتمكينها من التوسع في الإقراض.
ولقد ولد ذلك سوقًا ثانوية لقروض بناء المساكن، سرعان ما توسعت، ودخلت فيها مؤسسات أخرى غير المؤسسة المذكورة Ginne Mea، مما أدى إلى تطورها، بحيث لم تعد تقتصر على قروض بناء المساكن، بل شملت كل أنواع الديون ، كذلك الناتجة عن تمويل شراء السلع الاستهلاكية والسيارات وقروض بطاقات الائتمان والقروض الخاصة بإنشاء الأصول الرأسمالية . . . إلخ، وقد أمكن بهذه الطريقة تحويل الديون طويلة الأجل وقليلة السيولة إلى أصول سائلة..[5 ]
ويمكننا الرجوع إلى هذه الفتاوى:
التورق المصرفي والمجمع الفقهي
بيع التورق .. صورته وحكمه
خامسا : التعامل بالربا
قد اتفقت الشرائع السماوية قبل أن ينالها التحريف مع الشريعة الإسلامية وبعض النظم الوضعية على تحريم الربا بكافة صوره وأشكاله .
ففي اليهوديةفي العهد القديم نجد "إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك، فلا تكن له كالمرابي، لا تضعوا عليه ربا" (سفر الخروج – الإصحاح الثاني والعشرون – 25).
وفي المسيحية"إن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم، فأي فضل لكم؟ فإن الخطاة أيضًا يقرضون الخطاة، لكي يستردوا منهم المثل، بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا، وأنتم لا ترجون شيئًا؛ فيكون أجركم عظيمًا" (إنحيل لوقا - الإصحاح السادس – 34-35).
وفي القرآن الكريم: كان آخر ما نزل في شأن الربا قوله تعالى:(الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)[6 ]
تحريم الربا في السنة:
روى البخاري في صحيحه عن سمرة بن جندب، قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "رأيت الليلة رجلين أتياني، فأخرجاني إلى أرض مقدسة، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه، فرده حيث كان.. فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ فقال: الذي رأيته في النهر آكل الربا"[7 ].
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:أنه قال: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلا بمثل، يدًا بيد.. فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء"[8 ]
حدثنا قتيبة، حدثتا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال: "لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه"، قال أبو عيسى: حديث عبد الله حديث حسن صحيح[9 ].
ولقد شددت السنة في أمر الربا فجعلت الربا أشد من الزنا في المحارم، وهو ما تبغضه النفس ولا تقبله بحال.. فعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه– أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "الربا ثلاثة وسبعون بابًا، أيسرها أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الزنى عرض الرجل المسلم"[10 ]
وعلى الرغم من ذلك ضربت هذه النظم عرض الحائط بتعاليم السماء والمنصفين من الاقتصاديين الوضعيين ثم راحت تلهث وراء السراب تحسبه ماء فإذا به هلاك ودمار وصدق الله تعالى :(فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)
ويمكننا الرجوع إلى هذه الفتاوى:
هل أجاز الشيخ شلتوت فوائد البنوك؟
تبرير فوائد البنوك بتضخم النقود
القرضاوي والغزالي والشعراوي: فوائد البنوك حرام
الاقتراض من البنوك وفق قانون الرهن العقاري
البنوك التقليدية بين الاستثمار وتجارة الديون
وضع أموال المسلمين في البنوك الأجنبية
التحويلات البنكية عن طريق البنوك الربوية
مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وفوائد البنوك
قرار مجمع فقهاء الشريعة في العمل في البنوك الربوية
فتوى إباحة فوائد البنوك : شبهات وردود
من أضرار فوائد البنوك على الاقتصاد القومي
فوائد البنوك هي صريح الربا
التعامل بالمارجن عن طريق البورصة
سادسا: وضع أموال المسلمين في البنوك الأجنبية:
ففي الوقت الذي يقتل فيه المسلمون تحت الآلة العسكرية الأمريكية، ويسحقون سحقا نجد أثرياء العرب والمسلمين يتسابقون لوضع أرصدتهم وكل أموالهم في البنوك الأجنبية التي تجبرهم على التعامل بالربا، وتجعلهم يشعرون بالتبعية لهذه الدول يدورون في فلكها ويسعون في مصالحها بعد أن ارتبطت حياتهم بحياتها، وأصبحت مصالحهم معلقة بمصالحها.
ويمكننا الرجوع إلى هذه الفتاوى:
إيداع الأموال في البنوك الأمريكية
استثمار أموال المسلمين في البلاد المحاربة
وضع أموال المسلمين في البنوك الأجنبية
-------------------------------------------------------
*مستشار النطاق الشرعي بموقع إسلام أون لاين
[1]صحيح البخاري كتاب البيوع باب بيع الذهب بالذهب، وصحيح مسلم كتاب المساقاة باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا، وينظر كفاية المسلم 2/93.
[2]ينظر بحث المشتقات المالية: أدوات للتحوط أم للمجازفة؟ د. سامي السويلم [email protected].
[3]القاموس المحيط ص 1198، أساس البلاغة ص 496، المصباح المنير 2/ 441.
[4]يع الدين أحكامه وتطبيقاته المعاصرة للدكتور نزيه حماد مجلة مجمع الفقه 11/ 1/ 186.
[5]بيع الدين أحكامه وتطبيقاته المعاصرة للدكتور نزيه حماد مجلة مجمع الفقه 11/ 1/ 187، وينظر بيع الدين وسندات القرض وبدائلها الشرعية في مجال القطاع العام والخاص للدكتور محمد علي القري مجلة مجمع الفقه 11/1/ 219 وما بعدها.
[6]البقرة: 275 - 279
[7]صحيح البخاري كتاب الجنائز باب ما قيل في أولاد المشركين، كفاية المسلم في الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم، محمد أحمد بدوي كتاب البيوع باب أكل الربا وشاهده وكاتبه ص7021، ط 1 1407-1987 دار الريان للتراث.
[8]صحيح البخاري كتاب البيوع باب بيع الذهب بالذهب، وصحيح مسلم كتاب المساقاة باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا، وينظر كفاية المسلم 2/93.
[9]صحيح مسلم كتاب البيوع باب أكل الربا وشاهده وكاتبه وينظر كفاية المسلم 2/68.
[10]رواه ابن ماجة مختصرًا والحاكم بتمامة وصححه، سنن ابن ماجة كتاب التجارات باب التغليظ في الربا، وينظر: سبل السلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام، تأليف الشيخ الإمام محمد بن إسماعيل الأمير اليمني الصنعاني ت سنة 1182ه- تحقيق عصام الصبابطي وعماد السيد ج3، ص 50- دار الحديث سنة 1994م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.