طالبت الحكومة النمساوية ممثلة بوزارة التعليم الهيئة الدينة الإسلامية الرسمية بإعداد تقرير شامل حول التعليم الإسلامي في المدارس النمساوية، والرد على اتهامات تشير إلى أن واحداً من كل خمسة من معلمي الشؤون الإسلامية هم من "المناهضين للديمقراطية". وأوضح الناطق باسم وزارة التعليم النمساوية أن الوزارة طلبت من الهيئة الإسلامية التي يترأسها أنس حسن الشقفة إعداد تقرير بهذا الشأن ورفعه إلى الجهات المختصة في موعد اقصاه 12 شباط/فبراير المقبل. وأكد الناطق أن "دروس التعليم الإسلامي ينبغي أن تعطى من قبل المعلمين إلى الطلاب باللغة الألمانية"، وتساءل عما "إذا كانت أهداف التعليم الإسلامي في المدارس الرسمية النمساوية تتسق مع تعهدات الهيئة الإسلامية، وتلتزم بالأنظمة والقيم العامة المعتمدة" في النمسا. وأوضحت وزيرة التعليم النمساوية، كلوديا شميد أنها ستبحث هذه القضية مع رئيس الهيئة الإسلامية الشقفة، ومع مؤلف الدراسة المثيرة للجدل، مهند خورشيد، وهو إمام ومدرس معتمد للشؤون الإسلامية في المدارس النمساوية. وحسب مجلة (فالتر) النمساوية، فإن مهند خورشيد قد أعدّ الدراسة قبل نهاية العام 2007، حيث وجد أن حوالي 22% من المعلمين المعتمدين لتعليم الشؤون الإسلامية من قبل الهيئة الإسلامية والبالغ عددهم 210 معلماً، أكدوا في تصريحات أدلوا بها أنهم "يرفضون الديمقراطية لأنها تتعارض مع تعاليم العقيدة الإسلامية". ولكنه أشار إلى أن 75% من هؤلاء المعلمين أعربوا عن اعتقادهم بأنهم يشكلون جزءً من المجتمع النمساوي، في حين أعطى 4.5 % أجوبة سلبية، على حد قوله. وحسب الدراسة التي حملت عنوان (تعليمات التعليم الديني الإسلامي بين الاندماج وبين التوازي مع المجتمع)، خلص خورشيد إلى استنتاج مفاده أن "22 % من معلمي مادة الإسلام في المدارس الرسمية النمساوية، يتميزون بمواقف تتسم بالتعصب، وتميل إلى رفض الأسس والمبادئ التي تحكم دولة القانون". وحسب الدراسة المعنية، فإن حوالي 30% من معلمي الشؤون الإسلامية يعتقدون أن "الاندماج في النمسا غير ممكن بدون فقدان الهوية الإسلامية، في حين أبدى 8.5% من المعلمين تعاطفهم مع استخدام العنف لنشر الإسلام، بينما عبّر 28.4% من المعلمين عن وجود تناقض بين المسلمين والأوروبيين. وكان حزب الأحرار اليميني المتطرف بزعامة هاينز شتراخا، سارع إلى التحرك والمطالبة بانهاء عقود المعلمين المسلمين الذين يناهضون النظم الديمقراطية، في حين تحدث مسؤولون في حزب التحالف من أجل مستقبل النمسا عما وصفوه ب "المجتمعات الفرعية داخل المجتمع النمساوي". أما تيار يسار الوسط النمساوي، والذي يمثله حزب الخضر برئاسة إيفا كلاوتشينغ، فقد عبّر عن "القلق البالغ"، ودعا لضرورة "إشراف أفضل" على المعلمين وحيثما يكون هناك مشاكل تتعلق بتعليم الشؤون الإسلامية في المدارس الرسمية. وكان أنس الشقفة أبلغ التلفزيون النمساوي الليلة الماضية أن الهيئة الإسلامية ستقوم بالتحقيق بالاتهامات الواردة في دراسة خورشيد، وفي حال ثبوت صحتها فإنها ستبادر إلى اتخاذ التدابير اللازمة. وأعرب عن اعتقاده بأن الإسلام لا يعارض العدالة والمساواة وحقوق الإنسان في حال ضمنت الأنظمة الديمقراطية تطبيقها شكل عادل ونزيه.