صرح مسؤول اميركي الثلاثاء ان الدبلوماسي المخضرم دنيس روس سيترك منصبه في وزارة الخارجية قريبا ليتولى دورا اكثر فاعلية في صوغ السياسة الاميركية حيال ايران في البيت الابيض. وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه لوكالة فرانس برس "سينتقل للعمل في البيت الابيض"، مضيفا ان روس اراد الانتقال من الهامش الى صلب سياسات ادارة اوباما حيال ايران. وبخلاف المبعوثين الاميركيين جورج ميتشل للشرق الاوسط وريتشارد هولبروك لباكستان وافغانستان اللذين توليا منصبيهما وسط اجواء صاخبة، لم يلفت روس الانتباه بعد اعلان منصبه في بيان اعلن في وقت متأخر من الليل. كما اعطي لقبا مبهما هو مستشار خاص لشؤون الخليج وجنوب غرب آسيا، وتشتمل مهماته على تعزيز سياسة ادارة اوباما في التعاطي دبلوماسيا مع ايران. واصر مسؤولون في الخارجية على انه لن يكون مبعوثا ولا مفاوضا، بل مستشارا ومنسقا للسياسات المعنية بالمنطقة عاملا مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وقال الناطق باسم الخارجية ايان كيلي للصحافيين الاربعاء ان روس ما زال يشغل وظيفته الحالية، من دون ان ينفي المعلومات التي افادت عن مغادرته قريبا. وقال "انه يبذل جهدا كبيرا حاليا في منصبه في وزارة الخارجية. وفي حال بات لدينا اعلان خاص، سنعلمكم بذلك". واضاف المسؤول الحكومي الذي رفض كشف اسمه ان مهمات روس الجديدة ما زالت في طور الاعداد وان موعد انتقاله الى البيت الابيض ما زال مجهولا. وقال "لا اعتقد ان الانتقال وشيك". وياتي هذا التعديل تزامنا مع الاحداث الناجمة عن الانتخابات الرئاسية في ايران والتي تضفي مزيدا من التعقيد على بلورة السياسة الاميركية حيال الجمهورية الاسلامية، غير ان مسؤولين قالوا لصحيفة نيويورك تايمز ان انتقال روس لا علاقة له بتلك الاحداث. وصرح المسؤول الحكومي لفرانس برس ان روس الذي شغل منصب المبعوث الاميركي للشرق الاوسط في عهد الرئيس الاميركي بيل كلينتون، يعتبر عمله الجديد ترقية. وقال المسؤول "يتم التعاطي مع شؤون ايران في البيت الابيض نفسه. هذا جلي. واذا كان الموضوع من اهتماماتك الرئيسية، فسترغب في ان تكون في صلب الاحداث". وتابع "من المؤكد انه لم يتم فصله في اي شكل. اعتقد انه هو من اراد ان يكون في صلب المسألة (...) والخارجية لا تملك القرار حيال ايران". واعتبر خبراء ان تعيين روس في منصبه في الخارجية هو تاكيد من اوباما لدعم اسرائيل رغم اعلان واشنطن نيتها فتح حوار مع طهران. ويعتبر روس من الداعمين الكبار لاسرائيل. كما افادت نيويورك تايمز ان روس يمكن ان يكون ازعج البعض في الخارجية في كتابه الجديد "البحث عن توجه اميركي جديد في الشرق الاوسط وسط الاساطير، الخيالات، والسلام". واضافت ان الكتاب اقترح انشاء "قناة خلفية سرية ومباشرة" للتحاور مع الحكومة الايرانية. وشغل روس منصب رئيس مكتب تخطيط السياسات في الخارجية في عهد جورج بوش، وكان مستشارا لاوباما في السباق على البيت الابيض العام 2008. وكتب الخبير في مؤسسة "نيو اميركا" ستيف كليمونز في مدونته في شباط/فبراير ان تعيين روس مبعوثا الى ايران ما كان ليكون فكرة جيدة. وقال "هذا القرار كان سيكون مؤشرا الى عدم جدية اوباما في الانتقال الاستراتيجي من الفوضى السياسية الحالية في العلاقات الاميركية الايرانية الى صيغة اخرى".