في الثامن و العشرين من ابريل 1993 وقف ادوارد دجيرجيان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط و جنوب آسيا أمام اللجنة الفرعية الخاصة بأوروبا و الشرق الأوسط التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي ليدلي ببيان الإدارة الأمريكية حول المساعدات الخارجية لدول الشرق الأوسط, وبدأ حديثه عن المساعدات الأمريكية لإسرائيل مؤكدا على أن الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس قائما على مصالح كما هو الحال مع باقي الدول وإنما قائم على العلاقة الخاصة بين إسرائيل و الولاياتالمتحدةالأمريكية.ثم أعاد التأكيد على إلتزام الولاياتالمتحدة الراسخ بأمن إسرائيل و تفوقها العسكري النوعي _ على دول المنطقة _ هو إلتزام يقوم على إدراكنا للتحديات المستمرة لأمن إسرائيل و شراكتنا الإستراتيجية معها"(1) بوضوح تام وبلا خجل, بل بكل وقاحة و صلافة تعلنها أمريكا أنها إسرائيل و إسرائيل هي, وليشرب المسلمون و العرب من البحر.هذه الشراكة الإستراتيجية تجلت في مواقف أمريكا من العدوان الصهيوني على أرض الأنبياء فلسطين ولبنان, المنحازة بل والآمرة بتصفية المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب اللّه, ونعتها بالإرهابية.فقد كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الإثنين النقاب عن أن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية بالإقدام على تصفية الشيخ حسن نصر اللّه , و قال الصحافي الإسرائيلي كاسبيت الوطيد الصلة مع صناع القرار في تل أبيب و واشنطن أن الإدارة الأمريكية أبلغت بواسطة رسائل رسمية و غير رسمية نظيرتها الإسرائيلية بأن حسن نصر اللّه يجب أن يقتل. وأن الرئيس جورج بوش توصل إلى قناعة مفادها أنه يجب التخلص من هذا السرطان_ يقصد نصر اللّه_حسب تعبيره. كما أعلن جورج بوش مرارا و تكرارا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها, وحماية وجودها المهدد.و ذلك بقتل الأبرياء و الأطفال و النساء و دفنهم أحياء(تم اليوم دفن عشرة أشخاص من بلدة سلعا أحياء ولا تزال جثثهم لحد كتابة هذه الأسطر تحت الأنقاض) كدأبهم في فلسطين, و قصف سيارات الإسعاف(كما حصل أمس مع سيارات الإسعاف التي بعثت بها الإمارات) واليوم مع الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية و المتوجهة إلى الجنوب اللبناني, بل وتم اليوم قصف دار للأيتام كأن اليتم لا يكفيهم . و عقب إجتماعها اليوم19/07/2006 مع نظيرها المصري _أحمد أبو الغيط _ في واشنطن صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس "بأن الجميع يريد وقفا لإطلاق النار بالشرق الأوسط عندما تكون الظروف مواتية" كما قالت "إنها على إستعداد للتوجه للمنطقة عندما يكون ذلك مناسبا" هدف أميركا هو مزيد إعمال الآلة العسكرية الصهيونية في جسد الأمة تمزيقا وتشريدا(نصف مليون لبناني مهجر في بلده لبنان)حتى يحقق المراد بتدمير المقاومة الباسلة,و البعث برسالة إلى طهران و دمشق نصها"هذا مصير من يتجرأ على إسرائيل و أمريكا"و مزيد التحكم في ثروات الأمة , عندها سيتدخل الوسيط النزيه و راعي السلام و الفارس الهمام أمريكا للمن على الأمة بوقف لإطلاق النار وطبعا بشروط تمرغ ما بقي من شرف الأمة في وحل اتفاقيات إستسلام جديدة يكون المستفيد الوحيد منها العدو الصهيوني وأمريكا و المتصهينين من قادة الدول العربية بمزيد من البقاء جاثمين على صدور شعوبهم بمباركة سيدتهم إسرائيل و كلبها المدلل أمريكا. كما لا ننسى أن أمريكا هي من عرقلت صدور قرار من مجلس الغم عفوا الأمن يوم الاثنين الفارط وهذا يحيلنا على دور الأممالمتحدة المتواطئ مع العدو الصهيوني و الساكت عن الجرائم التي ترتكب ضد المسلمين و الإنسانية, مجلس الأمن بصيغته الحالية لا يبث الا الكراهية و الحقد و الإرهاب في العالم بدلا من الدور الذي اريد له و هو حل النزاعات بين الدول و إشاعة الأمن و السلام.فالخمسة الكبار المهيمنين عليه جعلوا منه مطية لتحقيق أهدافهم و مطامعهم في العالم و تقسيمه إلى مناطق نفوذ.فلا غرابة إذا في تحدي العدو الصهيوني للأمم المتحدة و قرارات مجلس الأمن منذ القرار المشؤوم لتقسيم فلسطين إلى دولتين تحت حماية أمريكا و بريطانيا ولا ننسى روسيا التي يظن البعض أنها مدافعة عن قضايانا و دورها في إنشاء العدو الصهيوني و في تدمير العراق.فإسرائيل تدعي اليوم أنها تريد تطبيق قرارات الشرعية الدولية –التي كان يتمسك بها عرفات و من بعده ابو مازن ورؤساؤنا الأشاوس_على لبنان في حين أنها لم تعترف بقرار واحد من مجلس الأمن. طرح كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة خبيثة يشتم منها رائحة الخداع و المكر تنص على إنشاء قوة دولية اكبر من القوة الموجودة الآن تنتشر في الجنوب اللبناني لتمنح الجيش اللبناني الوقت الكافي لانتشاره في الجنوب اللبناني و بسط نفوذه فيه و نزع سلاح المقاومة وذلك تطبيقا للقرار الاممي رقم 1559 ,حتى تكون اليد الطولى للجيش الصهيوني في لبنان تنتهك حرمته كلما عن لها ذلك دون مقاومة , هكذا و اللّه. اما رؤساء و ملوك الدول العربية فقد بالوا على انفسهم خوفا وجثوا على الركب يباركون العدوان اما بمنتقد لهجوم حزب اللّه ومحملا اياه المسؤولية و متغاضيا عن العدوان كما فعلت السعودية و مصر و ما ادراك ما مصر,او بالصمت الرهيب كما فعل البعض الاخر او بالادانة الخافتة كما فعلت باقي االرؤساء و الملوك و الجثة الهامدة المأسوف على الاموال التي صرفناها على الجشعين فيها على امتداد خمسين سنة جامعة الدول العربية.كان هذه اشارات واضحة للعدو الصهيوني لا لبس فيها ان رؤساء و ملوك سيلبسون النقاب حتى لا يرون الحرائر المسلمات يغتصبن في فلسطين و لبنان و قبلها العراق حشمة و حياء , وسيسدون الآذان حتى لا يسمعون وامعتصماه ,و سيلبسون نظارات شمسية داكنة ليستمتعوا بالبحر و الجواري الحسان و لا ينغص عنهم بمناظر الشهداء و الايتام و الثكالى و الدمار. (1)من كتاب _ اضواء على السياسة الامريكية في الشرق الاوسط للكاتب احمد منصور – *