يحتفل النظام التونسي اليوم على عادته بعيد جمهورية وهمية تضاف إلى الإنجازات الوهمية الأخرى من ديمقراطية وحقوق إنسان ونمو اقتصادي وفرحة حياة وإجماع الشعب ونخبه على رجل التغيير،الخ. وليس الأمر غريبا على نظام كل شيء فيه مزيف من الألف إلى الياء ،وإنما الغريب، أن حتى النخب المسيّسة لا تنتبه لكون الجمهورية مفقودة في بلادنا لفقد شرطها الأساسي وهو سيادة الجمهور. هذه السيادة التي تمارس عبر تمتع الشعب بكامل حقوقه وحرياته السياسية ومنها حقه في تقييم من يحكم باسمه في إطار انتخابات جديرة بالاسم، هي التي صادرها دكتاتور أبّد نفسه في الحكم وأعطى لنفسه العصمة البابوية ويمارس السلطة حسب عقلية الراعي في رعيته وهو السبب الرئيسي في انتشار الفساد من قمة الدولة إلى قاعدتها ومن كل مؤسسات الدولة إلى المجتمع . إن ما نعيش في ظله لا علاقة له بالجمهورية وإنما نحن تحت تسلط نظام هجين جعل لخدمة ملك سوقي يتشوق للملكية ولا يجسر عليها، ويتغطى بالنظام الجمهوري لإخفاء نزعته الملوكية، مثلما يتستر بالديمقراطية للتغطية على دكتاتوريته. لذلك تأسس حزبنا في مثل هذا اليوم ليدعو لإقامة جمهورية في تونس تخدمها دولة ديمقراطية ويحرسها مجتمع ديمقراطي ودعا ولا يزال يدعو الطبقة السياسية ونخب المجتمع لجعل 25 جويلية يوم المطالبة بالجمهورية لا يوم الاحتفال بها. إن النضال من أجل الجمهورية هو اليوم في بلادنا نضال من أجل الديمقراطية ولن تتحقق لا الأولى ولا الثانية إلا بالقطع مع نظام الفساد والتزييف والقمع الذي يشكل الرئيس المزيف للجمهورية المزيفة حجر الرحى فيه. و المؤتمر من أجل الجمهورية مصمم أكثر من أي وقت مضى على استنهاض الهمم والعمل على بث فكرة وروح المقاومة والانخراط في كل المعارك السياسية المقبلة إلى أن تتحقق أهداف شعبنا في ممارسة حقه في تقرير مصيره. لذلك يدعو مجددا التونسيين والتونسيات، في هذه الأيام العصيبة التي يعطي فيها الشعب الفلسطيني واللبناني أروع مثل عن روح المقاومة ، والنظام كل علامات التواطؤ مع جلاديهما ، إلى تطليق الخوف والانتظارية واللامبالاة لتلتهب فيهم جذوة قيم العروبة والإسلام حتى تتحقق المشاريع العظمى التي نتوارثها جيلا بعد جيل والهدف واحد لا غير أن يعيش يوما أطفالنا وقد تخلصوا من لعنة الاستبداد.