أعرب احد مؤسسي حركة النهضة الاسلامية في تونس وزعيمها الروحي الشيخ عبدالفتاح مورو عن اعجابه بالتجربة الديموقراطية في الكويت والنجاح الذي احرز في تحقيق التوازن بين دولة بقيادة امير وشعب له حرية التعبير عن رأيه من خلال مؤسساته التشريعية المنتخبة. واكد مورو ل «كونا» على هامش محاضرة له حول «اسباب الثورات العربية ومستقبل خارطة العالم العربي» متابعته باهتمام بالغ «الحوار الديموقراطي الراقي داخل قبة البرلمان الكويتي ومنازعة الكتل البرلمانية فيه اذ تصل الى حد المطالبة باستجواب رئيس الوزراء والوزراء وطرح الثقة وحل الحكومة». واضاف ان «هذه الحركية ايجابية جدا في محيط بعضه لم يتعود بعد على هذا النشاط السياسي وهذه الحرية المتاحة». واعرب مورو، الذي يمثل الجناح الاسلامي المعتدل في تونس، عن تقديره الكبير لهذه الحركية البرلمانية التي تتميز باختلاف وجهات النظر حول عمل وفعالية مؤسسات الدولة والتوحد حول العديد من القضايا الحيوية وفق مصلحة البلاد، مشددا على ضرورة حماية هذه التجربة الناجحة. وعبر عن الامل في ان يحافظ «الكويتيون على هذه المؤسسات حتى في حال تكرر سقوط الحكومات وعدم تعطيل العمل بالدستور والمؤسسات باعتبارها الضمانة في تحقيق التعايش والوئام السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد». وتناول مورو الاحتجاجات التي اجتاحت غالبية العواصم العربية مبينا ان دولة الكويت على خلاف غالبية الدول العربية يوجد فيها متنفس للمعارضة وحرية الرأي والتعبير والتعايش السلمي بين مختلف فئات ومؤسسات المجتمع المدني كالديوانيات التي تلعب دورا بارزا في حياة الشعب الكويتي. واكد اهمية الابقاء على التجربة الكويتية وتطويرها باعتبارها احدى التجارب الناجحة في المنطقة، معتبرا انها مثال يحتذى بغض النظر عن النواقص التي قد تعتريها والتي يمكن تداركها. وربط مورو ما تنعم به الكويت من امن واستقرار ووحدة وطنية بالتجربة السياسية ووجود مؤسسات ديموقراطية راسخة الجذور، معتبرا ان دستور البلاد والمؤسسات المنبثقة عنه يعد ضمانة لهذا الاستقرار والازدهار في البلاد. وردا على سؤال حول كيفية استرجاع ثقة المستثمر الخليجي بتونس، اوضح ان اطلاع اشقائنا في دول المجلس على الصورة الواقعية الجديدة والتطورات في تونس سيؤدي الى بث الراحة والطمأنينة في نفوسهم وتعزيز وجودهم في تونس.